رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدمة «نوتيلا».. إضراب عمال وتحذير صحة يهددان الشوكولاتة الشهيرة

جريدة الدستور



صدمة أصابت عشاق الشوكولاتة، خاصة «نوتيلا» (Nutella)، بعد الأزمات التى تعرضت لها خلال الـ٦ أشهر الماضية، وربما تحرمهم منها فى وقت قريب، بعد توقعات بعزوف الكثيرين عنها، للأضرار التى تسببها الشوكولاتة الشهيرة، وفقًا لتقارير هيئة سلامة الأغذية الأوروبية.
يعانى أكبر مصانع «نوتيلا» فى فرنسا، التابع لشركة «فيريرو» الإيطالية، من تراجع إنتاجه، بعد أن كان مسئولًا عن إنتاج ربع كميات الشركة التى يتم توزيعها فى العالم.
وكان نحو ١٦٠ عاملًا، من إجمالى ٣٥٠ عاملًا بالمصنع، دخلوا فى إضراب بسبب الأجور، فضلًا عن غلق بعضهم الطريق أمام شاحنات توصيل المكونات، ما أدى إلى تراجع طاقة المصنع الإنتاجية، ووقف تصنيع بعض المنتجات الأخرى بالفعل، حسبما نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وجاء الإضراب بسبب مطالبة العاملين برفع أجورهم بنسبة ٤.٥٪، وصرف مكافآت تقدر بـ٧٩٧ جنيهًا إسترلينيًا لكل موظف، فيما أعلنت الشركة توقيع الغرامة على المشاركين فى الإضراب قد تصل إلى ألف يورو لكل ساعة.
وقال مسئولون بشركة فيريرو المالكة لمصانع «نوتيلا»، إن الشوكولاتة الشهيرة توقف تصنيعها إلى حد كبير، وإنه تم إيقاف إنتاج بعض المنتجات مثل «كيندر بوينو»، والمصنع يعمل حاليًا بـ٢٠٪ فقط من طاقته الإنتاجية.
وعقدت إدارة الشركة المالكة لمصانع «نوتيلا» اجتماعًا للتفاوض مع الموظفين، فى ١٣ يونيو الماضى لتسوية الأزمة، والتى لم يعلن رسميًا عن حلها حتى الآن، رغم تأكيد بعض التقارير الصحفية التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين.
وحسب التقارير التى أشارت إليها «إندبندنت»، فإن الشركة وافقت على زيادة قدرها ١.٧٪ للعمال، ومكافآت تصل إلى ٤٠٠ يورو لكل عامل، ولكن العمال رأوا أنها ليست كافية، ولا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة ولا تتناسب مع متطلبات العمل لزيادة إنتاجية المصنع.
ولم تكن هذه الأزمة هى الوحيدة التى تعصف بالشركات التى تنتج الشوكولاتة بأنواعها، خاصة «نوتيلا»، فمنذ نحو ٤ أشهر فقط أصيب عشاق «نوتيلا» بالصدمة، عقب صدور تقارير صحفية عن العناصر المستخدمة فى تصنيعها، التى يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بمرض السرطان، لاحتوائها على مادة زيت النخيل المكرر.
وأوقف الكثير من المحلات التجارية الكبيرة بيع منتجات «نوتيلا» وإزالتها من قائمة المبيعات، خاصة المتاجر الإيطالية، إذ قامت أكبر سلسلة متاجر هناك بسحب نحو ٢٠٠ نوع من أرفف العرض للزبائن، حسبما نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وجاءت هذه الخطوة بعد تأكيد هيئة سلامة الأغذية الأوروبية أن تكرير زيت النخيل ينتج عنه بعض المواد التى تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وأعربت الهيئة عن قلقها بشأن العثور على زيت النخيل المكرر فى ألواح الشوكولاتة والآيس كريم والسندوتشات، وآلاف المنتجات الأخرى، ومن بينها حليب الأطفال.
ووفقًا لدراسة أجرتها الهيئة الأوروبية، فإنه تم العثور على هذه المواد الضارة فى معظم الزيوت النباتية، لكنها وجدت أن زيت النخيل المكرر يحتوى على مستويات عالية من المواد التى تزيد من نسب الإصابة بمرض السرطان.
واستعرضت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية دراسات علمية وتجارب سابقة أُجريت على الفئران، ووجدت أن الاستهلاك المتكرر لزيت النخيل المعالج يؤدى إلى الإصابة بالأورام، موضحة أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
وأشارت الدراسات إلى أن المواد التى تنتج عن عملية تكرير الزيوت النباتية، خاصة زيت النخيل، مثل مادة «MCPD-٢» تتسبب فى مشاكل خطيرة للكلى وكذلك الجهاز التناسلى لدى الرجال، بينما لا توجد بيانات كافية عن تلك المادة حتى الآن.
بينما أوضح متحدث باسم «فيريرو» أن الشركة تختار المواد الخام، وتلجأ لعمليات التصنيع التى تقلل من وجود مواد ضارة، وأكد أن سلامة المنتج والمستهلكين أولوية مطلقة للشركة، وأن كل منتجات «فيريرو» آمنة، ولا تشكل خطرًا على صحة مستهلكيها.