رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لهب الموت

جريدة الدستور



انتزع الصوت الصمت
قفز البشر الثابت والمتحرك
الطائر شل جناحيه
سقط على أرصفة الموت
انشقت من أطراف الصدمة أرتال النار
قذائف مطاطية.. حلزون.. ألسنة اللهب الموتورة مثل الحرباء
امتدت.. أكلت طفلة.. لعقت أنثى
وأتت بالزيت كضوء
وأتت بالزيت كموت
اشتاط الفزع
فعرى أفئدة البشر المترجل بحثًا عن عمر
وأتى الشيطان يمينًا ويسارًا
اكفر!
وأتى الشيطان بعيدًا وقريبًا
اكفر!
هل ترضى بالخالق والموت يطل؟
شبقا كالنزوة كالصدفة كالقسوة كالقهر
هل ترضى بالخالق والرحمة موت؟
اقبله إن ترضى بالموت!
وأتى من كل زوايا المشهد نور
ارحم يا خالق
الطف يا قادر
وهبط الليل
ضلت سكرات الموت
نام رماد الجثث الأشلاء
وتغطيت كغيرى بثياب سكينة
أمطرت التعساء الموبوءين بسلم الله
ونور الله
ودفء الله
وبرد الله
وحق الله
أحاول أن أنجد شخصا ذا وقت
أنقذ حبًا
بارزت وقاومت
فصرخت صراخًا فجًا
وبكيت بكاء صلبًا
وتصايحت كديك نزعت عرعورته
وقفزت ككتلة نار لا يطفئها
هطل الدمع ولا عرق الخوف
ممنوع من إنقاذك من نجدة قلبى
وأنا فى حالة هذيان ودعاء
لا يمكننى إيصاله
يا رب: ها هو يتدحرج ممتلئًا بالحيرة وجناحاه النار
يزداد الكرب.. تقهر عينيه.. فيعود كطائر من غير جناح
يصعد سلمه
سلمه
سلمه
سلمه
حتى يفقد وعيه
يتمنى أن يصعد حتى يصل إلى الله
يسأل عن منجد- عن مهرب- يحلم بحياة
طبطبة الرحمة
أو حضن أمان
ومناشير النار تطفئ سوءته
يتكوم رمضاء كانت تتكلم قبل قليل
وتقول حرام
هذا إفك.. رحمة.. رحمة
يا رب خلاصًا منك إليك
ومددًا من بردك وسلامك
لكن الغضب الربانى نشيد
يكتبه المحروقون وهذا أولهم
يرسمه المحرومون وهذا أبرزهم
أسرع يا موت.. أسرع
فالكرب عنيد
والجسم الهالك صار ككتلة فحم
أسرع يا موت وخذه
اطفئ داخله النبض
الحزن.. الهم.. العجز.. الألم القاسى
الطف بالعبد

ما أجمل أزياءك يا صاحب هذا الرأس
تى شيرت أحمر!
بنطال من جينز
مكتوب فيه حياة ترغب أن تبقى زمنًا فوق الأرض
تسريحة شعرك ينقصها قلب الجمجمة المنفجرة
أين غطاء الجمجمة وأين المخ؟
يسندك اثنان ويكبر عشر
(الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر)
تدخلك الأيدى فى عربة
لا تدرى! بعد ضياع المخ
سيرى يا عربة
فأنت تسيرين برجل ينقصه المخ

يوجعنى القلب
يصلينى فى نار الغل
ما زال الموت يحن
أكثر من أيدى البشر الخلفاء
البشر البلداء
تشعر يا موت وتأتى
كى تفنى آفات الحزن
أوجاع البسطاء المنسيين كثيرا وعميقًا
فى هذى الأرض.