رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدأ الكترونيًا.. "الدستور" تضع خارطة مراكز الكشف المبكر عن سرطان الثدي

الكشف المبكر
الكشف المبكر

بملامح يتملكها القلق، ذهبت "زينب" إلى معهد الأورام متجهة إلى وحدة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، خوفًا من أن تكتشف أنها مصابة به، وقبل أن تذهب كانت تتأخر عن هذه الخطوة بحجة "الكسل"، لكن بعد أن شعرت بوجود جسن غريب في ثدييها قررت الذهاب للاطمئنان على نفسها.

تجنبًا لهذا الكسل، تم الإعلان قبل أيام على لسان الدكتور أيسم صلاح، مستشار وزير الصحة، عن تحويل فكرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي إلى طريقة إلكترونية تشمل فيديوهات ومواد علمية، وتحديد أقرب أماكن الفحص، وإشعارات بموعد الكشف الدورى ومتابعة الملف الطبى الخاص بها، من خلال "ابليكشين" على الهاتف المحمول، ما يساعد السيدات على اكتشاف وجوده مبكرًا بدلًا من التراخي عن تحديد وجهات الكشف المبكر والذهاب إليها.

لكن قبل تطبيق هذه المنظومة الإلكترونية، انطقلت محررتا "الدستور" إلى عدد من المراكز والمعاهد التي تقدم خدمة الكشف المبكر لسرطان الثدي، لنقدم لكي سيدتي بخريطة ببعض الأماكن المتوفر فيها خدمة الكشف المبكر.

المؤسسة المصرية: نوفر بديل ثدي صناعي محلي الصنع للسيدات
كانت وجهتنا الأولى إلى المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، والتي استقبلتنا فيها غادة مصطفي، رئيس قسم الإعلام بالمؤسسة، قالت في حديثها مع"الدستور"، إن المؤسسة بدأت عملها في توقيت هام لم تكن فيه حملات توعية بسرطان الثدي وأغلب السيدات اللآتي كن يترددن على معهد الأورام لم يكن لديهن علم بمرض سرطان الثدي وكن يتفاجأن بالتشخيص، وهنا بدأت المؤسسة دورها المجتمعي في توعية السيدات ومساعدتهن في تلقي العلاج ودعمهم نفسيا بعد اكتشافه.

ومع بداية عام 2016 أطلقنا مبادرة أكبر للسيدات اللآتي يعانين من سرطان الثدي الانتشاري، استكملت غاده حديثها قائلة إن 20% من حالات السيدات اللآتي اكتشفن سرطان الثدي في مراحله المتأخرة يعانين من سرطان ثدي إنتشاري بمعني أنه ينتشر في الجسم أيضا، موضحة أن هذه الفئة من السيدات كانت مهملة ولم يمن لديهم وعي كافي بحالتهم.

"غادة" أكدت أن المؤسسة المصرية هي الوحيدة في مصر التي توفر بديل ثدي صناعي محلي الصنع للسيدات الآتي قمن بإستئصاله.

وعن دور المؤسسة في مساعده المرضى، قالت "غادة" إن المؤسسة ليست طبية ولكنها تتحمل عن المريض كافة تكاليف العلاج من خلال تعاقدها مع مستشفيات وأطباء ومراكز أشعة، موضحة بمجرد توجه السيدات إلى المؤسسة نحصل على كافة بياناتهم ونحولهم لأحد الأطباء للكشف علىهم، ثم تحويلهم إلى مراكز الأشعة لعمل الأشعة المطلوبة وإذا استدعت الحالة عملية جراحية يتم إجرائها للمريضة بالمجان وكل هذه الإجراءات تتم من خلال المؤسسة بالاعتماد على التبرعات التي تأتي من المواطنين.

15 مايو: لدينا تجهيزات على أعلى مستوى
وجهتنا التالية كانت إلى منطقة 15 مايو حيث مستشفى 15 مايو النموذجي، إحدى المستشفيات الـ5 المشاركة في حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفيها التقينا الدكتور أيمن خلاف، مدير مستشفى 15 مايو النموذجي، وحدثنا أن المستشفى بها جهاز على أعلى مستوى لخدمة هذه الحملة، حيث سنخدم منطقة 15 مايو من بداية الأوتوستراد وحتى طريق الكريمات، داعيًا جميع السيدات التي ينطبق علىها شروط ضرورة الكشف بالتوجه إلى المستشفى والمجهزة على أعلى مستوى، وسنقوم بالخدمة كاملة ونشارك في حملة الرئيس "السيسي".

"خلّاف" حدثنا عن أن أي سيدة فوق سن 35 تعاني من أي تغيير في شكل الثدي علىها التوجه إلى المستشفى دون انتظار أو توان، للاطمئنان على نفسها بشكل مجاني، وفي حالة اكتشاف أي أعراض له فالمستشفى مجهزة لعلاج تلك الحالات شاملة العلاج الكيماوي والجراحات اللازمة.

وبسؤالنا له عن خطوات الواجب اتباعها، قال إنها علىها أن تتوجه إلى عيادة الكشف الخارجية، ثم ستوجهها إلى قسم الأشعة لإخضاعها لـ "الماموجرام" إلى جانب كافة الفحوصات اللازمة التي تثبت خلوها من سرطان الثدي أو لا.

صحة المرأة: المبادرة منذ 2007 وهي مجانية لكل السيدات
من 15 مايو إلى مركز صحة المرأة في منطقة القصر العيني، المجاور لمعهد الكبد للأورام المتوطنة، استقبل محررتا "الدستور" عاملي الأمن قالوا إنه يتم تدوين البيانات الشخصية ثم تحديد موعد للسيدة للحضور إلى المعهد للكشف عليها، والموعد حسب دورها في عدد الحالات المتقدمة للكشف الطبي، فالمركز لا يستقبل سوى 20 حالة على أقصى تقدير في اليوم الواحد.

ووجهونا بعدها إلى الطابق الأول حيث تسجيل البيانات، وفي مواجهة الباب حدثتنا إحدى موظفات المركز، وقالت إنه لا توجد أوراق أو إجراءات لطلب الكشف الطبي، فقط نكتب الاسم ورقم الهاتف لإعلام الحالة بموعد قدومها، فسألنا: "يعني نحجز النهاردة ونيجي بكرة"، فتابعتنا في القول: "لا طبعًا ايه التفاؤل دا ممكن قدامك شهر".

وانتقلت معنا في الحديث إلى الفرق في الكشف بين السيدات المتقدمات، فقالت: بالنسبة للسيدات أقل من 40 عامًا يخضعوا فقط لـ "ألترا ساوند" أو السونار (الموجات فوق الصوتية) على منطقة الثدي، أما أكبر من 40 عامًا يخضعن لأشعة "الماموجراف" ثم السونار، وفي نهاية الكشف تحصل الحالة على التقرير الطبي الخاص بها بدون رسوم وبلا أولوية، مشيرة إلى أن مبادرة الكشف المبكر في المركز منذ عام 2007.

معهد الأورام: نعمل على الكشف المبكر منذ 23 عامًا
وأخيرًا كان لنا عدد من الأحاديث مع مسئولي معهد الأورام، فحدثتنا في البداية الدكتورة نادية الزخاري، وزير البحث العلمى الأسبق، وعضو المجلس القومى للمرأة، أن معهد الأورام يعمل على فكرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي منذ عام 1996م، وصاحبها الدكتور شريف عمر العميد السابق للمعهد، مشيرة إلى أن أعداد اكتشاف السيدات المصابات بسرطان الثدي تزيد نظرًا لتحسن خدمة الاكتشاف المبكر مع زيادة نسبة التعداد السكاني، كما أتاح الاكتشاف المبكر فرصة أكبر لتراجع الأعداد المصابة بالمراحل المتأخرة من المرض، ومؤكدة أن معهد الأورام هو أكثر الأماكن لديه خبرة واسعة في هذا المجال، فيقوم بدورة متكاملة هي الكشف المبكر والاكتشاف والتحويل للعلاج.

وأوضحت "الزخاري" أن الدكتور طارق خيري، وكيل المعهد لشئون البيئة وخدمة المجتمع، والدكتورة عزة نصر، رئيس وحدة الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالمعهد، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، اهتموا بتنظيم قوافل للتوعية في العديد من المناطق على مستوى الجمهورية؛ منها الوايلي، أرض اللواء، سيوة، رأس غارب، الفيوم، أسوان، العياط، الأسمارات، ومجلس النواب وغيرهم، ودائمًا ما نؤكد على السيدة التي تأتينا بأنها سفيرة بين معارفها وأصدقائها، ما يزيد من الوعي بين السيدات بشكل أكبر.

• 2017 حوالي 1% و2018 حوالي 0.07% من إجمالي الأعداد التي تأتي المعهد لإجراء الكشف المبكر مصابات بسرطان الثدي حسب إحصائيات معهد الأورام

وجهتنا بعدها إلى الدكتور طارق خيري، وكيل معهد الأورام لشئون البيئة وخدمة المجتمع، أن القواقل دائمًا ما يرافقها جزء خاص بالكشف المبكر إلى جانب ندوات التوعية، مؤكدًا أن المعهد يقوم بالدور المنوط به، فالمعهد هو الجزء الأساسي في حملات الاكتشاف المبكر، الذي يعمل علىها منذ سنوات وليس الأمر وليد اللحظة، لأننا الأصل في كل ما يتعلق بالأورام من دراسات وعلاج.

وأكد "خيري" لـ "الدستور" أن الدور التوعوي داخل المعهد بضرورة الكشف المبكر موجود بقوة، فلدينا وحدة متكاملة خاصة فقط بالكشف المبكر، وهي دائمًا مليئة بالسيدات ويتم إجراء فحص كامل لهم، وكل سيدة منهم تخضع للكشف وتطمئن تخبر من تعرفهم وتنصحهم بإجراء الكشف أيضًا، كما قدمنا ندوات توعوية في 25 كلية داخل جامعة القاهرة، ونتطلع للتوسع على مستوى كافة الجامعات المصرية بتنظيم تلك الندوات شهريًا، متحدثًا أن القافلة عبارة عن ندوات بها مناقشات مع السيدات حول الأعراض التي يشكون فيها فيزاداد الوعي بينهن، والجزء الآخر هو للكشف المبكر.

وشرح وكيل المعهد أن هناك 5 أنواع من علاج سرطان الثدي: الجراحي، الكيميائي، الإشعاعي، الهرموني، والموجه، إذا تم الاكتشاف مبكرًا قد تخضع لعلاجين أو ثلاثة فقط من الأنواع السابقة وهذا طبقًا للنواحي القياسية، فإذا كانت نسبة الورم أقل من 1 سم (وهي المرحلة الأولى من المرض) فهي تحتاج علاج جراحي باستئصال الورم فقط أي عدد قليل من الغدد الليمفاوية، وتحافظ على الثدي من خلال العلاج الإشعاعي، وعلاج إشعاعي لكن لن تخضع للعلاج الكيميائي أو الهرموني أو الموجه إلا للضرورة، ولها فرصة في الإعاشة لمدة 10 سنوات بنسبة 98%، لكن إذا كانت نسبة الورم أكبر من 2 سم (وهي المرحلة الثانية) فإن نسبة الإعاشة بدون مرض أقل قد تصل 90%، وإذا كانت مرحلة متقدمة من المرض فلابد لها أن تخضع للعلاج الكيمائي واحتمال كبير خضوعها للعلاج الموجه أيضًا ونسبة الشفاء تقل إلى 80% تقريبًا، والمرحلة الثالثة تعني أن الغدد الليمفاوية داخلها المرض، والمرحلة الرابعة هناك ثانويات بعيدة عن مكان الورم الأساسي.

والتقطت منه أطراف الحديث الدكتورة غادة الشريف، رئيس قسم الإحصاء الطبى ووبائيات الأورام بالمعهد القومى للأورام، عن وسائل الكشف المبكر التي تطورت بشكل كبير، وهو عائد إلى عدد من العوامل منها طريقة المعيشة كتناول بعض الأطعمة المحتوية على نسبة عإلىة من الدهون والتقدم في السن، ومؤخرًا توصلنا أن الأمر عائد إلى الجينات فبدأنا بإنشاء بنك الجينات في المعهد وذلك بعد أبحاث مدتها ما يزيد عن 10 سنوات، فإذا توفيت أم بسبب سرطان الثدي ففي الغالب إحدى بناتها معرضة للإصابة به، مؤكدة أن المعهد لديه أحدث الأجهزة للكشف المبكر، ونحرص على الصيانة الدورية لها للمواظبة على تقديم خدماتنا بشكل دائم.

"الشريف" أوضحت أن وزارة الصحة ليس لها سلطة إدارية أو مالية على المعهد، فنحن نتبع وزارة التعلىم العالي، لكن "الصحة" دائمًا ما تستعين بأساتذة المعهد في حملاتها الخاصة بالكشف المبكر، ناصحة السيدات بعد سن 30 سنة إجراء الكشف المبكر كل عام، والسيدات اللاتي تخطين 40 عامًا تجريه كل 6 شهور، وإذا كانت لديها مصابة في عائلتها فعليها أن تقلل المدة إلى كل 3 أشهر.

حسب إحصائيات معهد الأورام
• إحصائيات أورام الثدي في العالم من 8 إلى 15% وفي مصر حوإلى8%
• نسبة الإصابة من 5 إلى 10% مرتبط بالعائلات

انتقلنا بعدها إلى الدكتورة عزة نصر، رئيس وحدة الوقاية والكشف المبكر لسرطان الثدى بالمعهد القومى للاورام، صدر قرار إنشاء الوحدة عام 2001 لكن عملها الفعلى بدأ في 2003، بهدف تنمية الوعي الثقافي في المجتمع في كل ما يتعلق بالاكتشاف المبكر، خاصة سرطان الثدي لأنه أكثرهم شيوعًا وأكثرهم سرعة في الاكتشاف من خلال الماموجرام والسونار، فيتم تقديم خدمة الكشف المبكر للسيدات بأسعار رمزية ودون حجز مسبق وباخضاعهم لأجهزة على أعلى مستوى من التجهيزات، حريصين على صيانتها بشكل دوري، ودورنا في التوعية يتم من خلال المنشورات وإيعاز ذلك للسيدات، مشيرة إلى جهاز الماموجرام به إمكانية للوصول إلى أقصر حد ممكن لخدمة الأقزام وذوي الإعاقة وهو غير متاح في كل الأماكن، والسيدة تحصل على كافة المعلومات عن حالتها في نفس اليوم.