رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. "القراقرى" الذي أطاح الزمن بغرابيله

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

من المهن التي اندثرت في صعيد مصر الجواني مهنة "القراقرى" والتي كانت مهنة رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها أو عن صاحبها، لكن من هو "القراقرى" وما هي طبيعة مهنته ولماذا لم يعد له أثرًا ؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.

"القراقرى" هو رجل قديم تجده يمتطي حماره، ويضع غرابيله أمامه، متجهًا إلى "الجرن"، بعد رفعه، وحين يصل إليه ينزل هو وغرابيله، ثم يعاين اتساع الشقوق، فكلما كانت الأرض عطشى كلما اتسعت الشقوق، وكلما اتسعت الشقوق، زاد عناءه في استخراج الحبوب.

يصحب ذلك تنهيدة طويلة، ثم يقول: "توكلنا على الله، ويخلع جلبابه ويبقى بالكلسون، ثم يبدأ في جمع الحب المنثور وسط الحصى، في شكل أكوام صغيرة، ثم ينزل بأصابعه بين الشقوق، ليستخرج الحبوب ويضعها في كوم واحد، بعد ذلك يأتي دور الغرابيل في التنقية، وعزل الحبوب عن الحصى والتراب، حتى تكون بلا شوائب، فيقدمها لصاحب الجرن، فيمنحه جزءًا منها جراء عمله، فيأخذ نصيبه ويضعه في جوال، يرفعه على ظهر حماره، ثم يرجع هو وغرابيله وحبوبه سعيدًا".

لكن لم تأت الرياح بما تشتهيه غرابيل "القراقرى"، بعد التوسع في زراعة القصب بالصعيد، وانحسار زراعة الحبوب وظهور آلة "الدرّاسة الهوّاية" - التي ذكرناها سالفًا - والتي تعزل الحَب عن التبن، فتهشمت غرابيل "القراقرى"، في نفس التوقيت الذي انكسرت فيه شوكة المدرّى.