رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قوم يا مصرى ١٠

كيف تعمل الدولة على حماية محدودى الدخل بـ «تكافل وكرامة»؟

جريدة الدستور

«يد تبنى.. ويد تحمل السلاح».. هذا ليس شعارًا بل حقيقة أكدتها «دولة ٣٠ يونيو» على مدار سنوات مضت، وستظل متمسكة بها فى سنوات طويلة مقبلة؛ حتى تقف مصر على قدميها. تتحرك الدولة المصرية على مختلف الاتجاهات تقريبًا، تبنى مدنًا جديدة، تقضى على العشوائيات، تحفر أنفاقًا هائلة، تشيد طرقًا جديدة، تعيد بناء البنية التحتية.. هذا وغيره الكثير والكثير. هنا نتوقف أمام «ملحمة البناء»، نعرض مجموعة من المشروعات القومية؛ حتى يعرف الجميع أين كنا، وإلى أين وصلنا، وما الذى ننوى فعله فى بلدنا.
يعمل الرئيس عبدالفتاح السيسى على تحقيق الحماية الاجتماعية بمعناها الشامل، ومن هنا كانت توجيهاته للحكومة بوضع استراتيجية لمساعدة الفئات الأكثر احتياجًا، وهو ما قوبل بإشادة واسعة من مؤسسات دولية، من بينها البنك الدولى.
ونجحت وزارة التضامن الاجتماعى فى الوصول ببرنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة» إلى قرى ومحافظات مصر بواقع 5630 قرية ونجعًا، وأصبح البرنامج من أسرع برامج الدعم النقدى نموًا فى العالم، حيث زاد استهلاك الأسر المستفيدة منه بنسبة 8.4%.
مكتت وزارة التضامن المستفيدين من برنامج «تكافل» من استخدامه فى سداد بعض الفواتير والديون، وحقق البرنامج نجاحًا فى استفادة الأسر من خدمات الصحة والتعليم ما انعكس على التحاق ١٠٠٪ من أطفالهم بالمدارس وانتظامهم فى العملية التعليمية.
وقالت الوزارة إن عدد المستفيدين من «تكافل» بلغ 1.6 مليون أسرة، فى حين بلغ عدد مستفيدى «كرامة» 266 ألفا و908 أسر حتى منتصف مايو الماضى.
وأضافت الوزارة أن أكثر من 71% من الدعم النقدى موجه للصعيد حيث يضم 67% من الفقراء، تليه الدلتا ثم القاهرة التى تعد أقل فقرًا.
وأشارت الوزارة إلى أن لجان المساءلة المجتمعية المكلفة بمتابعة تنفيذ اشتراطات البرامج بلغت ٢٢٢٦ لجنة فى ٢٤ محافظة، وهى أداة مهمة جدا لتحقيق الشفافية ومكافحة الفساد فى القرى، لافتة إلى أنها توجه بنشر أسماء المستفيدين من الدعم على جدران الوحدات الاجتماعية، فى حين توجه الأهالى بالإبلاغ عن غير المستحقين.
وذكرت الوزارة أن البرنامج حقق الشمول المالى للمرأة، حيث تم استخراج بطاقات هوية وأوراق لـ٦٥٠ ألف امرأة من شهادات للزواج وشهادات الميلاد للأبناء وغيرها، كاشفة عن أن ٨٨٪ من حاملى كروت الدعم النقدى من السيدات، فى إطار التمكين الاقتصادى للمرأة.
وتعتزم الوزارة مع بداية العام المالى الجديد توحيد برامج الدعم النقدى فى برنامج واحد قوى يعتمد على بيانات موثقة ومحدثة، يضم تحت مظلته 3.5 مليون أسرة مستفيدة من «تكافل وكرامة» و«معاش الضمان الاجتماعى».
وأعلنت الوزارة أنه تتم مراجعة الاستهداف وتدقيق الاستحقاق وميكنة التظلمات والتركيز على التحول من الحماية إلى الإنتاج من خلال توفير وخلق فرص عمل للأسر المستفيدة من «تكافل وكرامة» لمن هم فى سن العمل، من خلال برنامج «فرصة» الذى يعد أهم البرامج للاستثمار فى البشر ومساعدة الأسر للخروج من دائرة الفقر، حيث يتبنى التأهيل لسوق العمل وتوفير فرص عمل بالشراكة مع القطاع الخاص وتوفير فرص الإقراض لعمل مشروعات متناهية الصغر وتحقيق الشمول المالى والاحتواء التكنولوجى والمعلوماتى.
وتبنت الوزارة أيضا توفير المسكن اللائق للأسر المستحقة للدعم، من خلال برنامج «سكن كريم» الذى يساهم فى التصدى للفقر متعدد الأبعاد المرتبط بمساكن الفقراء.
وقالت نيفين القباج، نائب وزيرة التضامن للرعاية الاجتماعية، إن الوزارة لا تعمل فقط على توفير وصلات الصرف الصحى ومياه الشرب للقرى الفقيرة فى محافظات مصر، ولكن تسعى أيضا لرفع كفاءة المنازل وبناء أسقف لها لحمايتها وتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى.
وأضافت أن «سكن كريم» يستهدف ذوى الإعاقة أيضا من خلال توفير احتياجات منازلهم عن طريق «كود هندسى».
وقال محمد هاشم، مستشار وزيرة التضامن الاجتماعى للأشغال العامة، مدير برنامج «سكن كريم»، إن المرحلة الثانية للمشروع ستنطلق فى يوليو المقبل، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف خصصت 100 مليون جنيه للمبادرة فى مرحلتها الأولى.
وأضاف «هاشم» أن المرحلة الأولى من المبادرة استهدفت 200 قرية بإجمالى 57 ألفًا و600 أسرة فى القرى الأكثر فقرا فى 5 محافظات هى: المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر بتكلفة 326 مليون جنيه.
ولفت إلى أن صندوق دعم الجمعيات الأهلية خصص 200 مليون جنيه تم إنفاق 100 مليون منها فى المرحلة الأولى للمبادرة، كما ستتم الاستعانة بالأموال المخصصة والفائضة من المرحلة الأولى والمقدرة بـ100 مليون جنيه لصالح المرحلة الثانية.
كما أطلقت الوزارة برنامج «مودة» لإعداد وتجهيز المقبلين على الزواج ويستهدف شباب الجامعات والمجندين، وبدأت المرحلة التجريبية للبرنامج فى 5 جامعات هى: القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية وبورسعيد بمشاركة 20 ألف طالب جامعى.
وقررت «التضامن» تعميم المشروع على كل الجامعات بداية من العام الدراسى المقبل، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى كمرحلة أولى، على أن ينتقى أكثر المعلمين تأثيرًا على الطلاب والدارسين للقيام بأعمال التأهيل والتوعية.
وقال عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى، إن المشروع يستهدف بث الرسائل لحماية الأسرة لتصل إلى أكبر عدد من الشباب عبر تعليمهم واكتسابهم الخبرات.
وأضاف «عثمان» أن فكرة إطلاق المشروع جاءت بعد رصد ارتفاع حالات الطلاق لنحو ١٩٨ ألف حالة سنويا، بينما تم رصد أعلى نسب للطلاق بين الأزواج فى الفئة العمرية من ٣٠ إلى ٣٥ عامًا بنسبة ٢٠٪ من المطلقين.
وذكر أن رؤية برنامج «مودة» تتبنى الحفاظ على كيان الأسرة المصرية من خلال تدعيم الشباب المقبل على الزواج بالخبرات اللازمة لتكوين الأسرة وتطوير آليات الدعم والإرشاد الأسرى وفض المنازعات بما يسهم فى خفض معدلات الطلاق، مشيرا إلى أن البرنامج يستهدف ٨٠٠ ألف مستفيد سنويا.
وتستهدف الوزارة المرأة عبر برنامج «٢ كفاية» الذى يقدم للسيدات خيارات مختلفة فى مجال الصحة الإنجابية، ويعمل على توعيتهن بحقوقهن من حيث الزواج والطلاق، فيما توفر الوزارة قروضًا للنساء لبدء مشروعات صغيرة.