رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنتخب الغيني يبحث عن المربع الذهبي في كأس أفريقيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد نجاح المنتخب الغيني لكرة القدم في الوصول لدور الثمانية في ثلاث مشاركات متتالية له ببطولات كأس الأمم الأفريقية أعوام 2004 بتونس و2006 بمصر و2008 بغانا، عانى الفريق من الخروج المبكر مجددا في الدور الأول للبطولة في 2012 غينيا الاستوائية والجابون ولكن الفريق شق طريقه مجددا إلى دور الثمانية في 2015 بغينيا الاستوائية.

ومع عودة الفريق للنهائيات خلال النسخة الجديدة المرتقبة بمصر بعد غيابه عن النسخة الماضية بالجابون عام 2017، يطمح المنتخب الغيني إلى خطوة أكبر إلى الأمام وبلوغ المربع الذهبي بعد 43 عاما من أفضل إنجاز للفريق على مدار مشاركاته في البطولة.

ويسعى الفريق إلى استغلال البطولة القادمة بمصر لاستعادة العصر الذهبي للكرة الغينية وتعويض إخفاقه في بلوغ نهائيات البطولة الماضية عام 2017 بالجابون.

ورغم فشل المنتخب الغيني في الفوز بأي لقب في جميع بطولات كأس الأمم الأفريقية السابقة، يمثل الفريق دائما أحد المنتخبات صاحبة التاريخ الكبير في القارة السمراء نظرا للمستوى الجيد الذي قدمه في معظم مشاركاته بالنهائيات.

وفشل المنتخب الغيني في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 1963 لعدم توفير حكام محايدين وعامي 1965 و1968 للخروج من التصفيات المؤهلة للبطولة، ولكنه شق طريقه للنهائيات للمرة الأولى في بطولة عام 1970 التي خرج فيها من الدور الأول.

وعاد الفريق ليخرج مجددا من التصفيات في بطولة عام 1972 ثم من الدور الأول للنهائيات عام 1974 لكنه أكد أن فترة السبعينيات هي العصر الذهبي للكرة الغينية حيث حققت فيها أندية غينيا نجاحا كبيرا على مستوى البطولات الأفريقية للأندية.

وتوج المنتخب الغيني نجاح الأندية في هذه الحقبة من خلال فوزه بالمركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1976 خلف نظيره المغربي بعدما أقيم الدور النهائي للبطولة بنظام مجموعة تقام منافساتها بنظام الدوري من دور واحد.

وكان الفريق على بعد دقائق قليلة من الفوز بلقب البطولة لكن هدف التعادل الذي سجله المنتخب المغربي في مباراتهما سويا حسم اللقب لأسود الأطلس.

ولكن الفريق لم يتأهل لنهائيات البطولة التالية عام 1978 كما خرج من الدور الأول في بطولة عام 1980.

وكانت فترة الثمانينيات من القرن الماضي هي الأسوأ في تاريخ المنتخب الغيني حيث فشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية من 1982 إلى 1992.

وعانى الفريق بعدها من فترة تذبذب في المستوى والنتائج فخرج من الدور الأول في نهائيات البطولة عامي 1994 و1998 لكنه فشل في التأهل للبطولة عامي 1996 و2000 كما تسببت المشاكل الإدارية في الاتحاد الغيني عام 2002 في استبعاده.

رغم ذلك شهدت بطولات 2004 و2006 و2008 عودة المنتخب الغيني بقوة إلى الساحة الأفريقية حيث تأهل لدور الثمانية في كل من البطولات الثلاث بقيادة عدد من العناصر المميزة مثل أبو بكر كمارا وباسكال فيندونو وسامبيجو وعثماني وإسماعيل بانجورا وغيرهم من النجوم المتألقين.

ولفت المنتخب الغيني الأنظار إليه بشدة في هذه البطولات الثلاث وأصبح من الفرق التي يخشى جانبها خاصة وأن تأهله لدور الثمانية في البطولة التي استضافتها مصر عام 2006 جاء بعد احتلال الفريق لصدارة المجموعة متفوقا على منتخبات تونس وزامبيا وجنوب أفريقيا.

ولكن الفريق فشل في مواصلة النجاح حيث غاب عن نسختي 2010 و2013 وخرج من الدور الأول في نسخة 2012 ثم غاب عن نسخة2017 فيما بلغ دور الثمانية في 2015.

وعندما يشارك المنتخب الغيني في البطولة الأفريقية الثانية والثلاثين التي تستضيفها مصر، سيكون التأهل للمربع الذهبي على الأقل هو الحلم الذي يراوده بقيادة مديره الفني البلجيكي بول بوت الذي تولى تدريب الفريق في 2018 لكنه يمتلك خبرة كبيرة بالكرة الأفريقية حيث سبق له تدريب منتخبات كينيا وجامبيا وبوركينا فاسو وفريق اتحاد العاصمة الجزائري.

وما يضاعف من طموح الفريق في كأس أفريقيا 2019 هو المسيرة الرائعة له في التصفيات حيث تصدر المجموعة الثامنة برصيد 12 نقطة وبفارق نقطة واحدة أمام المنتخب الإيفواري العريق.

وكانت الغلبة للمنتخب الغيني في مواجهة نظيره الإيفواري بالتصفيات حيث باغت الأفيال بالفوز عليهم في عقر دارهم 3 2 في بداية مسيرة الفريقين بالتصفيات ثم تعادل الفريقان 1 1 على ملعب غينيا وهو ما يعطي المنتخب الغيني الأمل في مقارعة الكبار خلال النهائيات.

والحقيقة أن الاختبار الحقيقي الصعب الذي سيواجه الفريق في مجموعته بالدور الأول قد يكون في مواجهة المنتخب النيجيري بينما يرجح ألا يجد الفريق صعوبة كبيرة في الاختبارين الآخرين أمام مدغشقر وبوروندي الوافدين الجديدين على البطولة.

ويعتمد بوت على مجموعة بارزة من اللاعبين لديها خبرة كبيرة ومعظمها من اللاعبين المحترفين في أوروبا وهو ما يمنح الفريق فرصة كبيرة للمنافسة بقوة في البطولة.

ورغم ابتعاد واعتزال مجموعة كبيرة من النجوم الذين صالوا وجالوا في صفوف الفريق على مدار سنوات مثل إبراهيما كونتي وكيفن كونستانت وباسكال فيندونو، تزخر صفوف الفريق حاليا بالعديد من المواهب مثل إبراهيما تراوري مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني ومحمد ياتارا نجم أوزير الفرنسي ونابي كيتا لاعب خط وسط ليفربول الإنجليزي وأمادو دياوارا لاعب نابولي الإيطالي.