رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حول بطولة الأمم الإفريقية والجماهير المصرية


أيام قليلة تفصلنا عن بطولة الأمم الإفريقية الجديدة، التى من المقرر أن تبدأ يوم 21 الجارى، وتقام بوطننا العزيز «مصر»، بعد أن أعلنت عدة دول عدم قدرتها على تنظيم تلك البطولة، خاصة بعدما تمت زيادة عدد الدول المشاركة فيها إلى 24 دولة إفريقية، وهو عدد كبير بالفعل، إذا وضعنا فى الاعتبار عدد أفراد الفرق المشاركة والأجهزة الفنية والإدارية المصاحبة لها، وكذلك مشجعى تلك الدول، خاصة الدول العربية من شمال القارة الإفريقية المعروف عن البعض منهم التعصب فى تشجيعهم لفرقهم الرياضية؛ لدرجة قد تصل إلى حد التصادم مع جماهير الفرق المتنافسة معها.
مما لا شك فيه أن كل أجهزة وزارة الداخلية، وكذلك القوات المسلحة سوف تقوم بدورها على أكمل وجه؛ لتأمين الملاعب التى سوف تقام عليها المباريات، وكذلك تأمين محل إقامتهم خلال فترة تواجدهم ضيوفًا أعزاء فى وطنهم الثانى، وأيضًا تأمين جماهير جميع الفرق المشاركة فى البطولة، خاصة حال دخولهم الملاعب المخصصة لمباريات الفرق التى يقومون بتشجيعها، والتأكد من شخصيتهم، وعدم حملهم أى أدوات أو ممنوعات قد تؤثر على سلامة تلك الملاعب والمشجعين واللاعبين أيضًا، وتؤدى إلى حدوث أعمال شغب أو أى تجاوزات تعكس صورة سلبية لتأمين تلك المباريات.
ومن هنا نبدأ حديثنا مع حضراتكم اليوم، الذى يرتبط ارتباطًا وثيقًا مع حملتنا التى تقودها جريدتنا الغراء، فيما يتعلق بمنظومة إعادة الوعى الوطنى وتوعية شعبنا وشبابنا من محاولات الوقيعة والفتن والتشكيك والخداع، التى يتفنن فيها أعداء الوطن من أهل الشر، سواء من جماعة الإخوان الإرهابية أو من الأجهزة الاستخباراتية والدول الحاقدة والكارهة لأى نجاح وتقدم تحققه الدولة المصرية برئاسة قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى وشعبها المخلص الوطنى الأصيل.
إن استهداف الدولة المصرية لم يعد مقصورًا على تلك العمليات الإرهابية الخسيسة التى تحدث على أرض سيناء الحبيبة، خاصة فى منطقة المثلث الساخن، الذى يضم رفح والعريش والشيخ زويد، والتى تمت السيطرة عليها بنسبة كبيرة بفضل تعاون قواتنا المسلحة والشرطة المصرية، أما تلك العمليات الانتحارية التى كانت تتم فى المحافظات المختلفة، خاصة المنطقة المركزية التى تضم القاهرة والجيزة والقليوبية، فقد تم القضاء عليها بصورة شبه نهائية، مع قناعتنا الكاملة بأنه لا توجد نسبة 100% أمنًا بأى دولة فى العالم مهما بلغت قوتها الأمنية وأجهزتها المعلوماتية، وهو ما نراه بين الحين والآخر فى الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وفرنسا، وغيرها من دول العالم الكبرى.
تتنوع وسائل وأساليب استهداف دولتنا الحبيبة، بطرق مختلفة من أهمها إثارة الفتن والشائعات، واستخدام صفحات التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا باحترافية كبيرة، ومن مواقع ودول مختلفة، وبأسماء وهمية تتغير بين الحين والآخر؛ لزرع الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، فما بالك لو استخدمت لإحداث التأثير نفسه على الجماهير العربية التى سوف تحضر لتشجيع الفرق الرياضية لدولها.
من ناحية أخرى، فإننى لا أستبعد أيضًا أن يندس بين المتفرجين- الذين من المتوقع أن تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف- قلة قليلة من مثيرى الشغب، حتى بعد تفتيشهم بدقة شديدة من أجهزة الأمن المعينة على أبواب الملاعب التى سوف تقام عليها المباريات، وذلك من خلال افتعال مشاجرات ومشاحنات والتلفظ بألفاظ غير لائقة تثير الجماهير الأخرى، أو تسىء للدول المشاركة فى البطولة، ما قد يترتب عليه العديد من المشاكل والاضطرابات داخل المدرجات، وهو ما سوف يترتب عليه كما ذكرنا تصدير صورة سلبية عن قدرتنا على تنظيم تلك البطولات مستقبلًا أو الإساءة لسمعة وأجهزة الأمن فى البلاد، وهو ما قد تحاول قوى الشر تحقيقه خلال تلك البطولة.
وفى هذا الإطار، فإننا يجب ألا ننسى أن مصر تترأس حاليًا الاتحاد الإفريقى وأن السيد الرئيس يبذل جهودًا كبيرة لتوطيد العلاقات مع دول القارة الإفريقية، وليس أدل على ذلك من تلك الجولات والزيارات التى يقوم بها سيادته حاليًا للعديد من دول القارة، والتى لم يقم بها أى رئيس مصرى سابق من قبل، وبطبيعة الحال فإن هذا لا يروق لأعداء الوطن، ومن هنا فإن محاولات إحداث وقيعة بين جماهير تلك الدول مع جماهيرنا المصرية، خاصة فيما يتعلق برياضة كرة القدم، التى تعتبر اللعبة الشعبية الأولى فى معظم دول القارة الإفريقية لن تهدأ، وسوف يتم اللجوء إلى أى وسيلة لإحداث ذلك، وهو ما يجب التنبه إليه والتوعية به.
إننى أعتبر أن استضافة مصر هذه البطولة انتصار سياسى قبل أن يكون رياضيًا، واعتراف بقدرتنا على تنظيم مثل تلك البطولات الكبيرة، بل واستضافة زعماء جميع الدول الإفريقية فى أى وقت إذا اقتضى الأمر ذلك، وهذا فى حد ذاته نجاح غير مسبوق للإرادة والإدارة المصرية، والذى أتمنى أن يترجم وينفذ على أرض الواقع خلال هذه البطولة، تقديرًا ومساندة للسيد الرئيس، الذى استطاع أن يعيد مصرنا الغالية إلى حضن القارة الإفريقية، والتى كانت قد جمدت عضويتنا فى مجلس دول الاتحاد الإفريقى فى أعقاب ثورة يونيو 2013، إلى أن تمكن الرئيس من إجهاض أى محاولات لإبعاد مصر عن أشقائها الأفارقة، وخلال سنوات قليلة تم انتخاب مصر بالإجماع لرئاسة ذلك الاتحاد.
سوف يكون المشجع المصرى الذى سيشارك فى تشجيع وتأييد فريقنا الوطنى لكرة القدم، هو رجل الأمن الأول فى تلك البطولة، وهو الذى سوف يلتزم بجميع التعليمات التى تحفظ أمن وسلامة الملاعب والمباريات والفرق الرياضية، ومشجعيها من جماهير الدول المختلفة المشاركة فيها، بل إنه سوف يسهم بنفسه فى تأمين تلك الفرق وهذه الجماهير، من أى محاولات لإثارة الشغب وأعمال العنف أثناء المباريات المختلفة.
سوف يقوم المواطن المصرى المحترم، بإبلاغ رجال الأمن المنتشرين داخل وخارج الملاعب، عن أى عنصر تسول له نفسه إثارة الفوضى فى المدرجات أو خارجها أو التلفظ بألفاظ خارجة أو التشويش على السلام الوطنى للدول المشاركة أثناء عزف الموسيقات العسكرية له قبيل بدء المباريات. سوف يكون الشعب المصرى الأصيل المحترم، الواجهة المحترمة التى نفاخر بها أمام العالم، الذى سوف تنقل إليه هذه المباريات على الهواء مباشرة؛ لينقل له تلك الصورة الحضارية المشرفة لمصرنا الغالية؛ لتأخذ مكانها الذى تستحقه بين دول العالم المتقدمة تقدمًا وحضارة وخلقًا وسلوكًا وروحًا رياضية، تفرح لانتصار فريقها إذا انتصر وتسانده وترفع من معنوياته إذا تعثر أو تأخر فى تحقيق الانتصار.
إننا شعب له تاريخ وحضارة يشهد بها العالم بأسره، وهذه هى فرصتنا للتأكيد على ذلك؛ لما سوف يكون له من مردود إيجابى على كل الأصعدة الأخرى بخلاف الرياضة، مثل جذب الاستثمارات والسياحة والنهضة الصناعية والحضارية بإذن الله..
وتحيا مصر.