رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الصحة" تحذر من تداولها.. "الدستور" ترصد 6 أدوية مغشوشة تباع بالصيدليات

جريدة الدستور

رغم دخول الدولة لسوق الدواء، تنفيذًا لنصوص الدستور، فبحسب المادة 18 تخضع جميع المنشآت الصحية، والمنتجات والمواد، ووسائل الدعاية المتعلقة بالصحة لرقابة الدولة، وهو ما سعت إليه الحكومة حين تقدمت بمشروع قانون "التنظيم المؤسسى للدواء"، لمجلس النواب، بهدف إحكام السيطرة على الدواء، ووضع استراتيجية جديدة لتطويره وعلاج أزماته الموروثة، إلا أن الأدوية المغشوشة مازلت موجودة بالسوق، ما يهدد بضياع أرواح كثيرة بسبب الأدوية الفارغة أو كما يسميها البعض بالمضروبة.

وقد ألزم الاستحقاق الدستورى، الحكومة بتقديم قانون للدواء يخضع كافة المنشآت الصحية والمنتجات الطبية لرقابة الدولة، ويكون بمثابة بداية جديدة لإنقاذ هذا الملف الحيوى، وطبقًا للتشريع الجديد، سيتم إنشاء 3 جهات مسئولة عن الدواء، هى المجلس الأعلى للدواء والتكنولوجيا الطبية، ومهمته وضع السياسة العامة للدواء، والهيئة المصرية للتكنولوجيا الطبية، المسئولة عن إدارة المخزون الاستراتيجى للدواء لمواجهة النواقص وتولى مسئولية الشراء الموحد والمستلزمات والأجهزة الطبية لتوفير الإنفاق، والهيئة المصرية للرقابة الدوائية، المسئولة عن مراقبة مدى الالتزام بمواصفات الجودة العالمية ومواجهة الأدوية المغشوشة.

وزارة الصحة والسكان، حذرت فى بيان رسمي، من 6 أدوية مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات، تم تداولها في الأسواق خلال الفترة الماضية، مطالبة بضبط وتحريز ما يوجد بالسوق المحلية والوحدات الحكومية بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة.

وأصدرت الإدارة المركزية للصيدلة عددًا من المنشورات خلال الأيام الماضية- للتحذير من هذه الأدوية، وعدم أخذها نهائيًا لأنها تُسبب أمراض آخرى عديدة.

ورصدت الدستور هذة الأدوية حسبما ذكرت الإدارة المركزية للصيدلة، بالأضافة لنسب وجودها داخل الصيدليات، وأطباء عن مدى خطورتها على المريض.

1- فى المنشور رقم (20 لسنة 2019)، حذرت وزارة الصحة والسكان، من المستحضر البيطري "Doxyral 20 powder"، والمدون عليه رقم التسجيل 61837، وتصنيع مصنع RAL pharma، ويتم تسويقه بمعرفة شركة مالتى ميد.

وأوضحت الإدارة المركزية للصيدلة أن إدارة تسجيل الأدوية البيطرية، أفادت بأن المستحضر سالف الذكر غير مسجل لديها، طبقًا لقاعدة البيانات المتاحة لدى إدارة التسجيل حتى تاريخه.

2- حذرت الوزارة من العبوات المهربة من مستحضر "zytiga 500mg tab"، والذي يستخدم لعلاج سرطان البروستاتا الخبيث، معلنة أن ما تم تداولة من تلك العبوات المذكورة، ما هى إلا أدوية تالفة ولا تحمل مركة تسجيلية لوزارة الصحة.

3- وفي منشورها رقم (22 لسنة 2019)، حذرت الصحة من مستحضر تجميل مغشوش يحمل اسم "worecare cream" برقم تسجيل 79352006، وتقدمت الشركة بشكوى أنها لم تقم بإنتاج هذا المستحضر من قبل.

4- وحذرت الوزارة في منشورها رقم (23 لسنة 2019) من مستحضر تجميل مغشوش تحت اسم "vividol hair oil" برقم تسجيل 68712010، وتقدمت الشركة صاحبة المستحضر بشكوى لتداول المستحضر المغشوش بالأسواق.

5- في منشورها رقم "24 لسنة 2019"، طالبت الوزارة بضبط وتحريز ما قد يوجد بالسوق امن مستحضر "جاست ريج 200 مجم أقراص"؛ لوجود خطأ في تغليف بعض الشرائط، للتشغيلة رقم 191566.

6- شددت الوزارة على عدم تناول مستحضر "rantidol 150 mg tab"، إنتاج شركة النصر للتشغيلة رقم 103817؛ لإنه غير مطابق من حيث الخواص الطبيعية.

ويستخدم مستحضر رانتيدول في علاج قرحة المعدة والاثني عشر وحموضة المعدة، حسبما ذكرت الإدارة المركزية للصيدلة.

تناول جرعة عالية من هذه الأدوية وشراؤها من الصيدلي مباشرةً دون وصفة طبيبة يسبب للمريض بعض المشاكل الصحية، ولذلك وجهت إدارة الصيدلة بضرورة تجميد الأرصدة الموجودة لديهم من تلك التشغيلات، وارتجاع ما تم بيعه للصيدليات لمخازن الشركة بجميع محافظات الجمهورية من التشغيلات سالفة الذكر، وإبلاغ إدارة الصيدلية بمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة بالأرصدة والمرتجعات.

كما أمرت، بتسليم مندوب الشركة للأحراز بعد أخذ التعهد اللازم بعدم فض الأختام إلا في وجود أحد مفتشي الصيدلة، مع موافاة الإدارة بالكميات التي تم تحريزها على أن يتم إعدام تلك الكميات بمعرفة لجنة يكون أحد أعضائها من "مفتشي الصيدلة".

صيادلة:الأدوية موجودة وتُباع علنا
رغم جميع التحذيرات وتشديدات وزارة الصحة بسحب هذة الأدوية من الأسواق، إلا أنها ما زالت باقية فى عدد من الصيدليات، وهو ما أكدة عبدالله سعد، صيدلي، بوجود أنواع من تلك المستحضرات الممنوعة داخل الصيدلية، وتباع بشكل علنى دون حصول أي ازمة.
وقال إنه يوجد أصناف تُباع حاليًا، منها مستحضر جاست ريج 200 مجم أقراص، الذي حذرت منه وزارة الصحة لوجود خطأ في تغليف بعض الشرائط، للتشغيلة رقم 191566 مشددة على منعه من الصيدليات.

وأضاف أن هذا العقار يُستخدم لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، موضحًا أن سعر العلبة 36 جنيهًا، حسب السعر المطبوع من قبل الشركة الموردة لهم.

خلال السنوات الماضية تراكمت المشاكل التى يعانى منها قطاع الدواء التابع للدولة، المكون من 11 شركة قطاع عام تابعة للشركة القابضة للأدوية، رصدها الجهاز المركزى للمحاسبات، خلال تقرير أصدره فى إبريل الماضى، حول نتائج الرقابة المالية وتقويم الأداء لقطاع شركات الأدوية عن السنة المالية المنتهية فى 3062016، كان أبرزها تأثر ارتفاع حجم الخسائر المرحّلة مقابل زيادة الأجور، تراجع أبحاث التطوير وعدم القدرة على خلق مستحضرات جديدة، ضعف التسويق، عدم الالتزام باشتراطات التصنيع الجيد، لذا قررت لجنة الصحة بالبرلمان وضع ملف الدواء وتشريعاته على رأس أجندتها خلال دور الانعقاد الجديد، الذى بدأت أولى جلساته منذ أيام قليلة، فيما بدأ عدد من النواب التحرك لتشكيل لجنة تقصى حقائق حول ما وصفوه بـ«الأزمات المفتعلة» بسوق الدواء، من جانب بعض المتلاعبين لتحقيق أرباح ضخمة.


وقال خالد صديق، صيدلي،: هناك فارق كبير بين الأدوية المنتهي صلاحيتها والمغشوشة، لأن كل دواء له تاريخ إنتاج ومدة صلاحية، فعندما تنتهي هذة المدة، يرجع الدواء مرة أخري إلي الشركة المصنعة "الأدوية منتهية الصلاحية محظور تواجدها داخل الصيدلة".

وتابع، إذا وجد دواء منتهي الصلاحية بإحدى الصيدليات يتم تحرير قضية وتشميع الصيدلية فورا لحين أخذ القرار المناسب من قبل اللجنة المختصة بفحصها أو الرقابة المشرفة عليها، بعد أخذ عينات منها.

وعن الأدوية المغشوشة، قال: هناك لجنة للرقابة الدوائية تقوم بإجراء فحوصات مختلفة للأدوية، وهذه اللجنة تعمل علي قسمين، القسم الأول يختص بالأدوية الكيميائية _ والقسم الثاني_ يعمل علي فحص الأدوية الحيوانية، وحال قدوم باتش أدوية جديدة أو أستيراد أنواع من الخارج، تقوم هذه اللجنة بأخذ عينات منها وعمل تحاليل وفحوصات للتأكد من سلامتها، متابعًا، المشكلة الحقيقية أن هناك باتشات أدوية يتم توزيعها قبل انتهاء هذة الفحوصات التي تستغرق بعض الوقت، وما إن تظهر نتيجة الفحوصات بالسلب تقوم وزارة الصحة بالتنويه وإبلاغ الصيادلة.

أدوية مغشوشة تُسبب السرطان
وأكد صيدلي، على أن الأدوية المغشوشة قد تسبب مضاعفات حال تناولها أو تسبب سرطان أو ورم في منطقة بعينها أو ظهور إسهال مفاجئ على المريض، أو خلل في وظائف بعض أجهزة الجسم مثل الرئة أو الكبد، وكل هذا يكون علي حسب المادة الفعالة بالدواء محل الغش، مضيفًا أن هناك أدوية يتم ضبطها مهربة بالإضافة إلى كونها غير مرخصة بوزارة الصحة أو لها شركة معينة لإنتاجها.

وأوضح أن هناك أدوية إذا انتهت فترة صلاحيتها تصبح سامة وتؤدي إلى الوفاة مباشرة، والشركات التي تستقبل الدواء منتهي الصلاحية إما انا تقوم بإعدامه بطريقة آمنة ومدروسة أو تقوم بإعادة تدويره مرة أخري إن كان يصلح لذلك.


"الأطباء": لا توجد رقابة
قال الدكتور خالد سمير، عضو في نقابة الأطباء إن الأدوية المغشوشة التي تُباع في الأسواق ليس عليها رقابة، ومفعولها غير مؤكد ولها أثار جانبية، وتقوم النقابة بالتعاون مع وزارة الصحة بضبط وتحرير هذه الأصناف المغشوشة في الصيدليات أو الوحدات الحكومية واتخاذ الإجراءات نحوها وإعدامها.

وتابع أن هناك رقابة دورية على الصيدليات للتأكد من مصدر الأدوية، موضحا أن العديد من شركات الأدوية عند معرفتها بوجود أدوية مغشوشة شبيهة بالدواء الذي تقوم بتصنيعه لا تخبر وزارة الصحة، خوفًا من تراجع المواطنين عن شراء الدواء الخاص بها، وأن الأدوية المغشوشة لا تحتوي على المواد الفعالة.

وأضاف عضو نقابة الأطباء، يجب أن تقوم نقابة الصيادلة بتوعية الصيادلة بالتعامل مع الأدوية المغشوشة بمهنية كبيرة وعدم التعامل مع المصادر المجهولة والتعامل مع مندوبي الشركات مباشرةً، وذلك للحد من انتشار تلك الأدوية، والتأكد من صحتها.