رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح الدين بصير: «أسود الأطلس» الأوفر حظًا لاقتناص «كان»

جريدة الدستور

- قال إن الفريق يتمتع بالاستقرار الإدارى والفنى ويضم لاعبين مميزين

هو إحدى أساطير كرة القدم المغربية، وأبرز نجوم جيلها الذهبى الذى شارك فى مونديال فرنسا 98، وكان سببًا فى الإطاحة بحلم منتخب مصر فى التأهل لمونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
إنه اللاعب الأسطورة صلاح الدين بصير، الذى يتحدث فى السطور التالية عن أكثر اللحظات المؤثرة التى مر بها فى بطولة أمم إفريقيا، وحظوظ منتخب المغرب فى الفوز باللقب، والفروق بين الجيل الحالى وجيل 98 التاريخى، وتوقعاته لشكل المنافسة.
■ بداية.. ما رأيك فى مجموعة المغرب بالبطولة الإفريقية؟
- أعتقد أن منتخب المغرب يحل فى مجموعة هى الأقوى فى البطولة، تضم منتخبات ساحل العاج وجنوب إفريقيا وناميبيا، لكنه رغم ذلك، فهو الفريق الأوفر حظًا للتأهل إلى الدور المقبل، لعدة أسباب، أهمها وصول لاعبى الفريق المميزين إلى مرحلة كبيرة من الانسجام، تحت قيادة مدرب قوى.
■ ما المميزات التنافسية لمنتخب المغرب عن فرق المجموعة؟
- نتفوق عليهم من الناحية الفنية، والكل يعلم أننا أطحنا بمنتخب كوت ديفوار من التصفيات المؤهلة للمونديال، كما يعلم الجميع أن منتخب جنوب إفريقيا تأهل إلى البطولة الإفريقية بصعوبة بالغة فى الجولة الأخيرة من التصفيات، أما منتخب ناميبيا فلا يزال فريقًا حديث العهد بالبطولة.
■ كيف ترى حظوظ المنتخب المغربى فى البطولة الإفريقية؟
- أعتقد أن حظوظ المغرب فى المنافسة على لقب كأس الأمم الإفريقية كبيرة للغاية، وأعتقد أنه المنتخب العربى الأقوى فى البطولة، نظرًا إلى وجود عدد كبير من المحترفين ضمن الركيزة الأساسية للفريق، وجميعهم يلعبون فى التشكيل الأساسى لأنديتهم الأوروبية، ومتوهجون فى البطولات الأوروبية.
■ ما المنتخبات التى تتوقع منافستها على اللقب؟
- أتوقع أن يكون المنتخب المصرى منافسًا قويًا، لوجود لاعبين مميزين، أمثال محمد صلاح ومحمد الننى، بالإضافة إلى إقامة البطولة على أرضه، ولا ننسى أيضًا منتخب الجزائر، غير المحظوظ، والذى يضم لاعبين مميزين للغاية، لكنه غير مستقر ولديه أزمة من ناحية انسجام اللاعبين.
■.. وبالنسبة للمنافسة بين نجوم البطولة؟
- أتوقع تألق حكيم زياش من المغرب، ومحمد صلاح من مصر، وساديو مانى من السنغال، وأتوقع أن تكون المنافسة قوية للغاية على لقب اللاعب الأفضل بين هذا الثلاثى.
■ ما الفرق بين الجيل الحالى لمنتخب المغرب وجيل 98؟
- جيل 98 لمنتخب المغرب كان يمتاز بأن لاعبيه كانوا من الأندية المحلية، وكانت هناك غيرة كبيرة على المنتخب واسم المغرب، وحاولوا تقديم أداء مميز للغاية، وبالفعل نجحنا فى تقديم عروض رائعة فى البطولات الإفريقية ومونديال فرنسا 98.
أما المنتخب الحالى، فعلى الرغم من كونه منتخبًا قويًا جدًا، فإن غالبية عناصره من المحترفين فى الدوريات الأوروبية، وهذا أيضًا يمثل إضافة للمنتخب الوطنى، إذ ترعرع عناصر الفريق فى مدارس الكرة الأوروبية المختلفة، وأتمنى أن يحقق هذا الجيل أفضل مما حققناه فى 98.
■ هل تتوقع أن يحقق الجيل الحالى ما لم يحققه جيل 98؟
- الجيل الحالى قادر على تحقيق ما لم نحققه من قبل فى البطولات الإفريقية، فهم يتميزون بالاستقرار الإدارى والفنى، ويضم الفريق لاعبين لديهم شأن كبير فى الدوريات الأوروبية، وهذه فرصة كبيرة لنا من أجل التتويج باللقب.
■ ما ذكرياتك مع البطولة الإفريقية وأصعب مباراة تابعتها؟
- أتذكر دائمًا الصعوبات التى واجهتنا فى البطولات الإفريقية، من ناحية التنظيم وسوء أحوال الجو وضعف مستوى الخدمة فى الفنادق.
وأصعب مباراة كانت مواجهة المنتخب المصرى، فى ختام دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1998، ورغم ذلك نجحنا فى تصدر مجموعتنا، وحققنا الانتصار على منتخب مصر بهدف رائع لمصطفى حجى من مقصية رائعة، وفى النهاية ودعنا البطولة على يد جنوب إفريقيا، حيث لم نصمد أمام الإصابات التى أثرت على قوة الفريق.
ومن اللحظات المؤثرة والذكريات السيئة التى مرت علىّ فى البطولة، كانت عقب استبدالى فى المباراة الأولى أمام زامبيا، التى انتهت بالتعادل الإيجابى 1-1، إذ غادرت ملعب المباراة بعد 30 دقيقة فقط، بسبب تعرضى لإصابة قوية فى الفخذ، لم تمكننى من استكمال مباريات أسود الأطلس فى البطولة الإفريقية.
كانت لحظة صعبة للغاية، خاصةً أننا كنا مرشحين بقوة للفوز باللقب، بينما كان الفريق المصرى هو المرشح الثانى للتتويج، وبكيت بشدة، لأننى كنت أتمنى مساعدة الفريق على التتويج بلقب كأس الأمم الإفريقية.
وعانينا فى هذه البطولة بسبب إصابتى، وإصابة الحارس إدريس بن ذكرى، والاعتماد على الحارس الثانى عبدالقادر البرازى رحمه الله.
ومن أكثر الذكريات الصعبة التى مررنا بها، عندما انقلبت سيارة كان يقلها المدرب المساعد لمنتخب المغرب، ومدرب حراس المرمى، وكانت بها المواد الغذائية والمؤن للفريق خلال وجودنا فى مالى للمشاركة فى أمم إفريقيا عام 2002، وكنا فى طريقنا إلى فندق إقامة الفريق، وكان اللاعبون بالحافلة المخصصة لهم، وأمامنا السيارة المذكورة، التى رأيناها تنقلب أمام أعيننا، فى مشهد مؤثر تعرض خلاله المدرب المساعد ومدرب حراس المرمى لإصابات بالغة، وهذا الحادث أثر على تركيزنا وودعنا البطولة من دور المجموعات.
■ ما الهدف الأغلى فى مسيرة صلاح الدين بصير؟
- سجلت العديد من الأهداف التى أعتز بها خلال مشوارى فى الملاعب، لكن أغلى هدف لى هو هدفى فى مرمى منتخب مصر، فى الدقيقة الأخيرة من اللقاء الذى أقيم فى الرباط بتصفيات مونديال 98، وهو الهدف الذى منحنا بطاقة التأهل إلى كأس العالم، وهناك أيضًا هدفى فى شباك أسكتلندا فى المونديال، من أجمل وأغلى الأهداف التى سجلتها.
■ ماذا عن أصعب الفترات خلال مشوارك مع المنتخب المغربى؟
- عدم تأهلنا فى تصفيات مونديال 2002 كان صدمة قوية بالنسبة لى لا يمكن نسيانها، وكان المنتخب السنغالى الأقرب للتأهل على حسابنا.
الموقف كان غريبًا ودراميًا للغاية، كنا نملك 15 نقطة فى صدارة التصفيات، وتبقت لنا مباراة أمام منتخب السنغال، الذى كان يملك 9 نقاط، وتبقت له مباراة أخرى مؤجلة ضد ناميبيا، وبالتالى قرر «كاف» إقامة مباراتنا مع السنغال، قبل لقاء السنغال وناميبيا، وكان الأحرى إقامة لقاء السنغال وناميبيا قبل مواجهتنا مع السنغال، لتكون هى المباراة الفاصلة معهم فى داكار.
وللأسف انهزمنا من السنغال بهدف دون رد، قبل أن يسحق الفريق السنغالى نظيره الناميبى بخماسية نظيفة، وصار «أسود التيرانجا» يمتلكون 15 نقطة مثلنا، لكن تفوقهم فى المواجهات المباشرة، بعدما تعادلوا معنا فى الرباط، وانتصارهم علينا فى داكار أهلهم للمونديال، وكنا نلوم «كاف» وقتها، لأنه لم يقم بتسبيق مباراة السنغال وناميبيا قبل مواجهتنا مع السنغال.