رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشأت الديهى: «أهل الشر» اعتمد على الإخوان لفضح الإخوان.. وتاريخ التنظيم يكشف كذب «المظلومية»

جريدة الدستور

قال الإعلامى نشأت الديهى إن الهدف الأساسى من برنامجه «أهل الشر»، الذى قدمه خلال رمضان على فضائية «تن» كشف التاريخ الحقيقى لجماعة «الإخوان» الإرهابية، وفضح حقيقة الأشخاص الذين أسسوا هذا التنظيم وفقًا لما كتبه بعض القيادات التاريخية.
وأضاف «الديهى»، فى حواره مع «الدستور»، أن البرنامج كشف فى حلقاته طبيعة الأفكار الشاذة للجماعة وكذب ما تدعيه من «مظلومية تاريخية، رافضًا ما يدعو له البعض حول إجراء مصالحات مع الجماعة أو دفع عناصرها نحو المراجعات الفكرية، بعدما أثبتت التجارب السابقة أنها تستغل هذه المراجعات لالتقاط الأنفاس قبل الانقضاض على الدولة من جديد.
■ كيف بدأت فكرة برنامج «أهل الشر»؟
- البرنامج استكمال لمشروع بدأته عام 2013 لمواجهة جماعة الإخوان الإرهابية وتيارات الإسلام السياسى بشكل مختلف، يقوم على فضح أكاذيبهم وعملياتهم الإرهابية وتاريخهم الحقيقى، مع العودة لجذور هذه التنظيمات، وكشف حقيقة ما يدعونه من مظلومية؛ وذلك لهدم معبدهم فوق رؤوسهم.
■ ما المقصود بكشف التاريخ الحقيقى للإخوان؟
- التاريخ يكشف حقيقة الجماعة وتنظيمها السرى وأفكارها الفقهية الشاذة، التى تختلف تمامًا عما يروجونه حاليًا حول تنظيمهم وأفكارهم الدعوية، فالحقيقة هى أن الجماعة لا علاقة لها بالدعوة ولا الدين، بل هى منتج بريطانى أقيم بمعرفة المخابرات البريطانية عام 1928 للتغلغل فى المجتمع المصرى.
■ ما الوثائق التى اعتمدت عليها فى كشف الجماعة؟
- أعتمد على كتابات الإخوان عن الإخوان، فلدينا أسماء مثل أحمد السكرى، ورغم أن اسمه غير معروف لعدد كبير من الناس لكنه المؤسس الحقيقى للجماعة، وهو صاحب فكرتها، وهو من فضح حقيقة التنظيم وما يحدث فيه فى مذكراته التى كتبها قبل رحيله، وفضح فيها توجهات حسن البنا وحقيقة المؤسسين لهذا التنظيم.
وفى هذه المذكرات نعرف حقيقة عبدالحكيم عابدين، صهر البنا وزوج أخته، الذى اخترع لجنة تسمى «التزاور» تهتم برعاية أسر السجناء، ثم منعه الناس من زيارة البيوت بعد اتهامه بإقامة علاقات غير شرعية مع زوجات وبنات المساجين، ما اضطر الجماعة لتشكيل لجنة للتحقيق فى التهمة كان «السكرى» من بين أعضائها.
وخلص تقرير اللجنة إلى إدانة «عابدين» بإقامة علاقات غير شرعية مع نساء الجماعة، لكن «البنا» رفض إقالته من الجماعة ما دفع «السكرى» إلى الاستقالة.
■ لماذا قررت الاعتماد على هذه المذكرات الشخصية بالتحديد؟
- لأنها تكشف الكثير عن الجماعة، فمذكرات «السكرى» مثلا تكشف لنا حقيقة عبدالرحمن السندى رئيس التنظيم الخاص للإخوان، ومسئوليته عن عمليات قتل القاضى الخازندار والنقراشى رئيس الوزراء، وكذلك محاولة اغتيال رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادى، وخلافه مع المستشار حسن الهضيبى، الذى تولى الجماعة بعد «البنا»، وكان ينتمى لـ«الماسونية العالمية» وفقًا لأقول محمد الغزالى نفسه.
كما ترصد توجه بعض أعضاء التنظيم الخاص لمنزل المرشد «الهضيبى»، بعد قرار حل التنظيم الخاص وتهديده بالقتل، وحين أصر على موقفه وعين شخصًا يدعى «سيد فايز» رئيسًا للتنظيم بدلًا من «السندى»، قرر أعضاء التنظيم اغتياله، ونفذوا ذلك فعلا عبر إرسال علبة حلوى تحوى متفجرات إلى منزله، وبدأت الجماعة تأكل أبناءها أنفسهم.
وأنا أدعو شباب الإخوان وشيوخهم لمراجعة كتاب «نقط على الحروف» لأحمد عادل كمال، أحد أعضاء التنظيم الخاص، للتعرف على حقيقة ما حدث من جرائم داخل الجماعة وقتها، وأدعوهم لقراءة مذكرات على عشماوى صاحب قضية «السيارة الجيب» الشهيرة، وكذلك مذكرات أحمد السكرى ومحمد حبيب و«تشغيل دماغهم» حول ما جاء فيها.
■ كيف تختار الشخصيات التى تحدثت عنها فى حلقات البرنامج؟
- اختيارى للشخصيات جاء على حسب تأثيرها فى الجماعة، والتأثير يبدأ من حسن البنا نفسه ثم «الهضيبى»، الذى تولى الجماعة بعده، ثم سيد قطب مفكر الجماعة، وأعضاء التنظيم الخاص على عشماوى وأحمد عادل كمال، وكذلك زينب الغزالى.
والحلقات توضح أن كل هذه الشخصيات ترتبط ببعضها ارتباطًا عنكبوتيًا وتفاصيل حكاياتهم تكشف الجماعة من الداخل، وتحتاج لعمل درامى يكشف طبيعة فكرها، الذى هو أكثر تطرفًا من فكر الخوارج.
فمثلًا، المشكلة التى حدثت بين سيد قطب ومجلس قيادة الثورة لم تكن بسبب أى خلاف حول الأفكار أو المبادئ، بل كل ما حدث هو أن «عبدالناصر» تراجع عن قرار تعيينه وزيرًا للمعارف، فكانت القطيعة بينهما، خاصة أن «قطب» كان يبحث بأى وسيلة عن الزعامة التى يعانى من عقدة نقص تجاهها.
ومن هنا وجد هذا الرجل ضالته فى الفكر المتطرف وإصدار الأحكام القاسية على المجتمع، وتوجيه الناس للاغتيالات والتصفيات، ومن أقواله الكاشفة عن طبيعة عقله: «لا إرهاب إلا بأرض.. ولا أرض إلا بخلافة.. ولا خلافة إلا بدماء»، كما أنه كان يحرم «صلاة الجماعة» ويقول عنها: «لا جمعة دون خلافة».
وهذا ما حكى عنه على عشماوى عضو التنظيم الخاص وصاحب قضية «السيارة الجيب» فى مذكراته، وهو ما فتشنا فيه وكشفناه لبيان أصل هذه الجماعة وحكاياتها المنسية ونواجه به شبابها والمتعاطفين معها.
■ على ذكر شباب الإخوان.. هل تؤيد الدعوة لإجراء مراجعات فكرية لأعضاء التنظيم؟
- شخصيًا، لا أومن بوجود إخوانى سابق، حتى لو انفصل عنهم تنظيميًا مثل عبدالمنعم أبوالفتوح، لأنه لا ينفصل فكريًا، مع وجود حالة خاصة واستثناء وحيد هو د.ناجح إبراهيم، كما أن كل شباب الجماعة الحاليين انضموا إليها فى سن صغيرة، لذا فهم متشبعون بأفكارها وأفكار «البنا».
كما أن نتاج المراجعات القديمة التى قادها الأستاذ مكرم محمد أحمد أخرجت لنا من السجون شخصًا مثل عاصم عبدالماجد، الذى شارك فى قتل 118 شخصًا بريئًا فى مديرية أمن أسيوط، لكن لأن الإرهابى لا يتوب، ولأنه إرهابى بطبعه فقد عاد للإرهاب ثانية، لذا أرى أن فكرة المصالحة هى مجرد فخ ومحاولة لكسب الوقت من أجل التقاط الأنفاس، قبل الانقلاب على الدولة من جديد.
■ ذكرت أن تأسيس جماعة «الإخوان» الإرهابية كان على يد المخابرات البريطانية.. فهل هذا الزواج التاريخى بينهما لا يزال متوجدًا حتى الآن؟
- بريطانيا لا يمكنها التخلى عن جماعة الإخوان، كما لا يمكن للأم أن تتخلى عن ابنها، فهذه الجماعة صنيعة المخابرات البريطانية وتحقق لها أهدافًا طويلة الأجل منذ عام 1928.
لذا لا أنتظر أن تتخلى بريطانيا عن الجماعة التى تحقق لها أهدافها، لأن البريطانيين «أشطر» من الأمريكان فى هذه الألعاب والمخططات ويعرفون جيدًا كيف يديرون أمورهم فى المنطقة، والدليل على ذلك هو احتضان لندن كل رجال الإخوان ورعاية القيادات التى تعيش فيها دون أى تضييق.
■ كيف تقيم المواجهة الإعلامية مع الجهاز الدعائى للجماعة؟
- يمكن القول إن نجاح قنوات الإخوان مبنى بالأساس على فشلنا الداخلى وعدم امتلاكنا لأى آلية مواجهة، خاصة أنهم كانوا يعتقدون أنهم عائدون للمشهد، لذا كثفوا دعايتهم وشائعاتهم التى تستهدف الدولة.
وإذا كان السؤال: هل واجهنا ذلك بشكل صحيح، فالإجابة بالطبع: لا، إما إذا كان السؤال: هل نستطيع مواجهتهم؟ فالإجابة هى: نعم، أما لماذا لم يحدث ذلك؟ فالإجابة هى: إننا لم نكن نملك الأدوات ولا الوعى ولا الأشخاص الذين يمكنهم القيام بهذه المهمة.
وعلى الجميع أن يدرك أن الإخوان ليسوا أقوياء فى الخارج كما يزعمون، بل هم فقط يملكون التمويل الذى يمكنهم من التأثير، لكنه تأثير محدود، فهم مجرد «ظاهرة صوتية»، وقد رصدت ذلك بنفسى فى ألمانيا وفرنسا والنمسا وغيرها، كما أن هناك خلافات كثيرة تعصف بهم على عكس ما يزعمون.