رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد فطر دون تحرش


يطل علينا عيد الفطر المبارك هذا العام فى أيام شديدة الحرارة والرطوبة، ما يعنى أن المصريين سيخرجون إلى الحدائق والمتنزهات والمراكب النيلية والسواحل والشوارع ودور السينما والمقاهى لقضاء فترة العيد.. فهل استعدت الدولة لزحام الأعياد؟
إننا نفاجأ فى كل أسبوع بجرائم عنيفة من نوع جديد على مجتمعنا من قتل وخطف وسرقات وعنف متزايد بسبب افتقادنا إلى القيم والأخلاق فى السنوات الأخيرة،ومن منطلق الحفاظ على الأمن المجتمعى فإننى أطالب بتكثيف الحملات المرورية ورجال الأمن وتكثيف الشرطة النسائية فى شوارعنا خاصة للبنات والسيدات لحمايتهن من العنف الذى يمارس ضدهن خاصة التحرش اللفظى أو الجسدى بهن خلال أيام عيد الفطر المبارك.. وما زلت أطالب بتشديد العقوبات على المتحرشين لإحداث الردع المطلوب فى الشارع المصرى.. كما أطالب الدولة بحملة إعلامية للتوعية بعواقب التحرش بالبنات والسيدات والقضاء عليه تمامًا.. لا نزال نعانى من أننا لدينا فئة من الشباب ليس لديهم أدنى معلومات عن القوانين المصرية وعن عواقب التحرش، أو لأنهم تربوا على عدم احترام المرأة أو لقلة البلاغات التى تقدمها الفتيات وأهلهن والتى تقدم ضد المتحرشين اتساقًا مع العادات والتقاليد التى تعتبر التبليغ عن التحرش عارًا ينبغى إخفاؤه.. ونظرة على بعض حوادث التحرش الجسدى واللفظى بالفتيات سنجد أنها تتم فى الأعياد بشكل خاص، حدث هذا العام الماضى فى عيد الفطر وفى عيد الأضحى أيضًا.
إننا فى حاجة إلى مبادرات إعلامية للتوعية ببث قيم الاحترام للفتيات والسيدات وأن مفهوم الرجولة يتمثل فى حماية الفتاة واحترامها والدفاع عنها ضد المتحرش، وأن نقدم مبادرات لتغيير السلوكيات الرديئة فى الشارع المصرى، والتى أولاها احترام مكانة الفتاة التى هى الأخت والابنة والأم والجدة.. إن الإعلام متهم بأنه يشجع على الاستهانة بالمرأة والفتاة، واعتبار توبيخها والتقليل من شأنها أمرًا عاديًا، وأن تعدد الزوجات أمر عادى ومتاح وأن ضرب الزوجة أمر مشروع، وكل هذه ممارسات تحدث فى الإعلام وشاهدناها فى الدراما المصرية فى شهر رمضان، ونجد القهر والتحقير وضرب المرأة المصرية وكأنه أمر يومى عادى وليس بأمر مرفوض فى الدراما وفى الأفلام أيضًا دون أن ننتبه إلى أهمية تأثير الدراما فى سلوكيات الشباب.
إن معظم الدراما الرمضانية كانت تكرس فكرة التقليل من شأن الفتاة والزوجة وما دام هذا مستمرًا فإنه سيشجع على الممارسات السيئة وعلى استمرار العنف ضد الفتيات.. وإذا ما تحدثنا عن أهمية أن يتضمن الإعلام رسائل يومية بهدف تغيير السلوكيات المنحرفة لا نجد صدى لدى مسئولى الإعلام فى بلدنا.. من الضرورى أن تبدأ حملات إعلامية بتوجيه من المجلس الأعلى للإعلام بهدف تعديل سلوكيات الشباب تجاه الفتيات والسيدات مثلما يحدث الآن فى حملة منع التدخين وحملة القضاء على المخدرات.. هناك أفلام ودراما يتم إنتاجها خلال السنوات الأخيرة تشجع على العنف والفجاجة والسوقية والألفاظ البذيئة والتحرش وإهدار حقوق المرأة والفتاة المصرية.
فى أحد المسلسلات الشهيرة لممثل شهير خلال شهر رمضان يقول البطل لزوجته إنت حاتروحى تفتحى الباب بلبس البيت إنت عايزة تضربى ولا إيه؟.. عبارة عابرة مرت مرور الكرام، لكن فيها تحريض صريح على ضرب الزوجة، وممارسة العنف ضد المرأة، باعتباره سلوكًا عاديًا ومقبولًا.. إننا فى حاجة إلى حملة إعلامية يوصى بها المجلس الأعلى للإعلام لمنع التحرش بالفتيات فى الشارع، خاصة فى فترة الأعياد وإعادة الاعتبار للمرأة فى الإعلام وفى كل أنواع الفن المصرى، ومن الممكن أن يقوم المجلس القومى بدور فى هذا الصدد بحملة إعلامية كبيرة، وأنا أثق فى قدرة د. مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، على القيام بهذه الحملة الضرورية فى الإعلام ضد التحرش الجسدى واللفظى لنساء وبنات مصر، كما نجحت من قبل فى حملة التاء المربوطة.. وأن حملة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة ينبغى أن يتم بثها وتقديمها فى كل القنوات المصرية والفضائيات المصرية. نريد أن تتراجع نسبة التحرش ضد الفتيات والنساء فى مصر.. وأن يصبح الشارع المصرى آمنًا لهن.. لا يصح أن تكون لدينا ٨ وزيرات و٨٩ نائبة فى مجلس الشعب وأساتذة جامعات ومحافظات ونائبات وزراء ومؤسسات ثقافية مختلفة، وما زلنا نعانى من التحرش فى الأعياد وفى المناسبات القومية الكبرى وفى الشارع بشكل عام.. إننا الآن لدينا فرصة ذهبية فى وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى نعتبره الداعم الأكبر للمرأة المصرية والمدافع الأول عنها وعن احترامها.. ولا بد أن يتحرك الإعلام للتوعية بضرورة احترام المرأة والقضاء على كل صور التحرش والعنف ضدها.. وكل عام ومصر بخير وبناتها ونساؤها بخير.