رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"زينة".. فقدت عينها بسبب خطأ طبى فأصبحت نجمة

جريدة الدستور

زينة شابة مغربية، اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بفضل قوتها وطاقتها الإيجابية التي تواصلت بها مع الآخرين بكل ثقة بعين واحدة، بعدما فقدت عينها اليمنى؛ بسبب خطأ طبي، منذ أن كانت طفلة لا تتعدى ست سنوات.

زينة (21 سنة)، تدرس التمريض، بالإضافة إلى عملها كمتطوعة في المخيمات الصيفية والجمعيات الخيرية بخريبكة.

نالت شهرة واسعة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وخارجه قبل أشهر؛ لتلهم الآخرين بقوتها، وتنال دعم ومساندة فنانين مغاربة، أمثال دنيا بطمة، والمعتزلة بسمة بوسيل، اللتين أعلنتا مساندتهما التامة لها.

تقول زينة:"القصة كما يعلم الجميع، بدأت حينما كنت أبلغ من العمر ست سنوات، تعرضت لخطأ طبي على مستوى العين، كان من المفترض أن يزيل الطبيب ورمًا بجانب العين، لكنه استأصل عيني بأكملها بدعوى إصابتي بالسرطان".

عاشت طفولة صعبة، عانت الأمرين من عائلتها التي لم تتقبل عيبها، والمجتمع الذي كانت تعيش فيه، كانت تسمع الجميع يتهامسون بصوت خافت: "مسكينة، إنها مريضة بالسرطان".

وتضيف قائلة: "كنت وحيدة، ولم يكن لي من ملاذ سوى أمي، وكتاباتي التي أبثها شكواي وحزني من كلام الناس"، لكن في نفس الوقت علمني مرضي الصبر والتشبث بالحياة أكثر، علمني أن أتجاوز كل ما هو سلبي، أنظر إلى الأمام.

وأوضحت زينة كيف غيّرت الكتابة حياتها إلى الأفضل؛ فهي تعشق كتابة القصص والروايات والخواطر والسيناريوهات؛و كان أحد السيناريوهات التي كتبتها وأخرجتها وهي في السنة الثانية ثانوي، السبب في إخراج قصتها إلى الإعلام؛ فبعد أن أعجب الجمهور بالمسرحية، طلب منها وهي التي كانت تغطي عينها المصابة بغرة شعرها، أن تكشف عن وجهها كاملًا؛ لتزداد التصفيقات وتكشف عنه، قام البعض بالتقاط صور لها، وهنأها البعض الآخر على شجاعتها وجرأتها.

ازدادت شهرتها حينما شاهدت حسرة إحدى الفتيات على تطبيق «تيك توك» الصيني، وهي تحكي عن مرضها، «لم يعجبني الأمر»، تقول بامتعاض، وتضيف: «قمت بعد ذلك بالكشف عن عيني، وأخبرتهم عبر التطبيق أن المرض ابتلاء من عند الله، فيه حكمة ودعوة من الله لنا أن المستقبل أفضل، وما وُجدت المشاكل إلا لنتعلم منها ونجتهد أكثر؛ لتقوينا حتى نحقق أحلامنا ونزرع الأمل؛ فالحياة بدون مشاكل لا طعم لها».

وعن أحلامها تقول: «أحلامي كثيرة ولن تتوقف مادمت على قيد الحياة، أنا راضية بما قسمه الله لي، لكن هذا لا يعني أن أحلامي توقفت».

تقدم زينة المساعدة لمن يمرون بظروف مماثلة، وتحث كل من يمر بظرف صعب، على الصبر والنجاح من خلال توجيه رسائل عبر قناتها على يوتيوب، تقول: «أنا هنا لأخفف عنكم بعضًا من الآلام المشتركة، حمدًا لله، تجاوزت مرحلة المرض وأحاول أن أمد يد المساعدة للآخرين».

أبهرت زينة متابعيها بشحنة الأمل، والبسمة الدائمة التي لا تفارقها، وأصبح لها معجبون، بل عاشقون، حين طلبها للزواج شاب مغربي يقيم في إسبانيا؛ لأنه عاش قهرًا سابقًا من الناس؛ بسبب مرض ألمّ به.