رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة إعادة الوعى «2»


فور صدور عدد جريدتنا الغراء «الدستور» يوم الثلاثاء الماضى، والذى تضمن مقالنا بعنوان «إعادة الوعى» تلقيت اتصالًا من الإذاعية الكبيرة عزة مصطفى بإذاعة الشباب والرياضة تعلن فيها استعدادها لمشاركة جريدتنا فى حملتنا التى تهدف إلى إعادة الوعى للشعب المصرى بصفة عامة وشبابه بصفة خاصة على أن نبدأها بعد شهر رمضان المبارك وفى حلقات أسبوعية.
هذا التجاوب السريع أكد لى أن هناك تفهمًا كبيرًا لما تناولناه فى المقال السابق واهتمامًا ملموسًا من بعض الغيورين على الوطن من الممكن أن يتم تفعيله للمشاركة فى تلك الحملة التى يمكن أن نطلق عليها «حملة إعادة الوعى».
وحتى لا نلقى بكل التبعية على الإعلام فقط للقيام بتلك المواجهة فإنه من الأمانة أن نشير إلى أن هناك العديد من الهيئات والمؤسسات يجب أن تشارك فى تلك المواجهة، وذلك للحفاظ على المكتسبات التى تحققت فى البلاد مؤخرًا مثل بناء المدن الجديدة والكبارى والأنفاق والطرق وشبكات الكهرباء.. إلخ، خاصة أن معظم المصريين قد تراكم وعيهم على معلومات ذائفة فى مرحلة ما بعد يناير 2011 إلا أن ما يتعرضون إليه حاليًا هو الأخطر عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى يتم تمويلها بمبالغ كبيرة لبث الشائعات والأكاذيب التى تستهدف الدولة المصرية عبر رموزها، ومن هنا فإن مؤسسات أخرى كالتعليم والثقافة والأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة لا بد أن تتضافر جهودها لتحديد خريطة واضحة لبناء الوعى لتتشارك فى تنفيذها طبقًا للخطة التى سوف يتم وضعها بناء على تلك الخريطة.
وهنا سوف أطرح نموذجًا واحدًا من تلك الأساليب التى يتم من خلالها استقطاب الشباب والسيطرة على أفكارهم ووعيهم وتوجيهها لتنفيذ مخططات أعداء الوطن فى الداخل.. ففى المرحلة الجامعية تقوم الخلايا الشبابية الطلابية الإخوانية- بالطبع دون الإفصاح عن توجهاتها- باستقبال الطلبة الجدد وتقديم التسهيلات لهم ومن بينها توزيع الكتب والمطبوعات الأخرى بأسعار رمزية.. وبعد الاطمئنان على تقبل هؤلاء الطلبة التعامل معهم يطلبون منهم الدعم فى الانتخابات الطلابية.. ثم تبدأ الدعوة لحضور الندوات الدينية التى تنظمها الأسر الإخوانية فى الكليات المختلفة حيث يبدأ الحديث عن الحجاب وعن عدم الاعتراف بالعقائد الأخرى التى تختلف عن عقائدهم.. ثم تأتى مرحلة محاولات إدخالهم فى منظومة الأعمال الخيرية وجمع تبرعات للطلبة غير المقتدرين أو لأسرة طالب مظلوم تم اعتقاله، ومن هنا تبدأ مرحلة تكفير الدولة التى تقوم باعتقال الطلبة دون مبرر، وبالتالى زرع الحقد والكراهية لها واستثمار ذلك باحترافية كبيرة متوازيًا مع استمرار المساعدة فى المحاضرات والمواد الدراسية لكى يتخرج بتفوق، ليشعر من خلاله بأن الفضل يرجع لهؤلاء، وهذا ما يفسر لنا أن هناك العديد من الطلبة الجامعيين ومن بينهم متميزون دراسيًا تم انضمامهم لحركة حسم.
نخلص مما سبق عرضه إلى وضع بعض مفاتيح العمل التى يمكن استخدامها إذا أردنا بالفعل المشاركة فى معركة إعادة الوعى لشعبنا وشبابنا.
1- الاهتمام بتوعية الأسرة التى هى الخلية الأولى فى المجتمع بالتنسيق مع وزارتى التعليم والأوقاف لبث روح الانتماء للوطن والدين الإسلامى الصحيح بلا تطرف أو تشدد.
2- متابعة الأنشطة الطلابية والجامعية للوقوف على محاولات استقطاب الطلبة الجدد بالكيفية التى قمنا بالإشارة إليها.
3- تفعيل دور القنوات الأرضية الإقليمية التى تبث فى الوجهين القبلى والبحرى، لأنها تخاطب أهالى تلك المناطق بالأسلوب البسيط الذى يتفهمونه ويتجاوبون معه فيما يتعلق بمصلحة الوطن.
4- زيادة المسلسلات والأفلام التى تخاطب وجدان الشباب وتعمل على توسيع مداركهم ووعيهم بالقدر الذى يستطيعون من خلاله التمييز بين ما هو فى صالح البلاد من عدمه.. وهو ما نسميه «القوى الناعمة».
5- وزارة الثقافة تتحمل عبئًا كبيرًا فى نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وتفعيل دور قصور الثقافة لاستيعاب القدر الأكبر من الشباب بها.
6- دراسة إمكانية إنشاء هيئة مستقلة تتشكل من ممثلى الجهات المعنية بنشر الوعى والتوعية بين جميع فئات المجتمع.
هذه رؤيتى المتواضعة لبعض المقترحات أطرحها على المسئولين موضحًا أن معركة الوعى لا تحتمل الانتظار إذا أردنا أن ننهض بالوطن شكلًا وموضوعًا وانتماءً وولاءً له.
وتحيا مصر.