رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مها حسن عن "اللامتناهي": نحن الكتاب ننجب هذه المخلوقات لتساندنا

جريدة الدستور

صدرت الطبعة الجديدة من وراية "اللامتناهي- سيرة الآخر" عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع.

وقالت مها حسن عن الرواية وإعادة طبعها: "في صيف عام 1995، كنت جالسة في مكتبي في حلب، حين طرق الباب، شاب وسيم، قدّم نفسه قائلًا: أدهم بن ورقة. ارتعشت من الدهشة، لأن روايتي "اللامتناهي ـ سيرة الآخر" كانت قد صدرت قبل أيام، تحمل سيرة بطلي: أدهم بن ورقة".

وأضافت "حسن" في تصريح خاص لـ"الدستور": "كانت تلك دعابة، قام بها صديق كان يعيش في فرنسا، وكنا نتراسل، دون أن نلتقي. وحين عاد في زيارة إلى حلب، أحب مفاجأتي بتلك الطريقة".

وتابعت "حسن": "اليوم، تصدر روايتي ذاتها، بطبعة جديدة، بعد أربعة وعشرين عاما، أتخيل شابا يطرق بابي في فرنسا، حيث أقيم، قادمًا من حلب، ليقدّم نفسه قائلًا: أدهم بن ورقة. دون أن تكون هذه المرة دعابة جديدة، بل هو أدهم ذاته، الذي وُلد ورقيا في صيف 1995، وقد كبر وجاء إلى فرنسا".

ونوهت حسن إلى: "كتب ناشري على صفحته في الفيسبوك، بأن هذه الرواية كانت من أكثر روايات الدار مبيعا، مع خمسة عناوين أخرى، في معرض أبو ظبي للكتاب. وتخيلت فرحة ابني الشاب، أدهم، وهو يتنقل في الإمارات العربية، مغادرا مسقط رأسه، حلب، التي تعيش الحروب والدمار".

وتابعت: "هذا مولودي الأول، كائني الورقي، الذي يدعمني في الحياة، كأننا نحن الكتّاب، ننجب هذه المخلوقات، لتساندنا، وتحقق أحلامنا التي عجزنا عن تحقيقها بأنفسنا: الهروب من الحروب والمخاوف، والتحليق في بلاد الأرض قاطبة، بحرية".

وأكدت: "حين صدرت هذه الرواية، كنت شابة صغيرة، غير معروفة، في مدينة قاسية، تحكم أغلب مثقفيها، ذائقة تقليدية. لم تتقبل مولودي، ووجه الصغير بانتقادات كثيرة، كان على رأسها، تهكم أحد النقاد، بأن الرواية عبارة عن تجميع لقطع غيارات من عدة محركات، لتشكيل محرّك سيارة واحد، وأنها لا تحمل شكلًا أو حكاية. كنت أحلم، مسكونة بهواجس التغيير الشابة، بأن أخلق نموذجًا جديدًا للكتابة، وأصنع بصمتي. اليوم، يمكن لانتقاد كهذا، يقصد الانتقاص من كتابة أحد ما، كما حصل لي، أن يكون مديحًا عاليًا، وما حاول ذلك الناقد آنذاك من اتهام عملي به، بأنه تجميع عالم متنافر، أجده اليوم رأيا إيجابيًا، لم يقصد صاحبه أن يدلي به".

وتابعت "حسن": لقد كبر أدهم اليوم، وسوف يقرأه العالم خارج سوريا، وسيقرأه جيل ثقافي جديد ومختلف، من داخل سوريا أيضا، وسوف يستعيد أدهم اعتداده بنفسه، بوصفه كائنا جاء حاملًا وصفة كتابية لم تكن سائدة آنذاك، من امرأة لم تكن معروفة، ولم يطبطب أحد على كتفها ليبارك وضعها".

وفي الأخير قالت: "كان عليّ أن أقول هذا الكلام، بعد أربع وعشرين سنة من صدور الكتاب، لأقدم مقترحا ـ لا أحب إعطاء النصائح ـ للكتّاب الذين يحلمون بالإتيان بكتابة مختلفة، ويشعرون بإحباط عدم الفهم، بأن الكتابة تنتصر في النهاية، وأن شغف الكتابة هو الأصل والأساس".