رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهمة حماية.. كيف تحفظ «Watch it» التراث التليفزيوني المصري؟

جريدة الدستور


لم تكن المنصة الرقمية الجديدة «watch it» التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قبل بداية شهر رمضان الجارى عملًا غير مألوف، وإنما توجه عالمى يسير نحوه صناع الفن والدراما عبر تقديم المحتوى مقابل اشتراك شهرى أو سنوى يضمن حمايته وتحقيق المتعة للمشاهد.
وأُطلقت المنصة لتكون منبرًا ترفيهيًا جادًا يقدم المحتوى الدرامى للمشاهدين دون عناء أو فواصل إعلامية، بما يضمن تأمينه من القرصنة الإلكترونية وحماية حقوق منتجى الأعمال المعروضة من الضياع.
وأكدت الشركة المتحدة، أن شركات إنتاج المحتوى العالمية أو القنوات المتخصصة فى مختلف المجالات اتجهت بشكل كبير إلى حماية حقوق الملكية الفكرية، من خلال منصات رقمية مثل «watch it».
وقبل إطلاق «watch it» وتعامل المشاهد المصرى مع عدة تطبيقات إلكترونية مثل «شاهد نت»، المختص بعرض محتوى قنوات MBC السعودية، إلى جانب عرض محتويات عربية أخرى، وسرعان ما دخل إلى الساحة تطبيق «فيو»، فيما تجلى نجاح الفكرة أكثر فى تطبيق «نتفليكس»، الذى توسعت قاعدة المشتركين فيه بشكل كبير.


خبير إعلامى: يجب دعم التطبيق لأنه يغير ثقافة المصريين.. وتكنولوجى: مصر تحتاجه
قال خالد البرماوى، الخبير الإعلامى، إن الشركة المتحدة تحاول جاهدة تغيير ثقافة المصريين الذين تعودوا عليها، من عدم دفع أى مقابل مادى للحصول على المحتوى، مشددًا على ضرورة أن يدعم صناع الإعلام فى مصر التجربة من أجل إنجاحها وتطويرها.
وأضاف «البرماوى» أنه لا بد من الترويج للتطبيق وتوعية الجمهور بأن الدفع النقدى مقابل المحتوى سيؤدى لاستمراريته والحفاظ على المحتوى وحقوق الملكية.
وأشار إلى أن القائمين على التطبيق بدأوا فى اكتساب الخبرات والتعلم من الأخطاء، مشددًا على أهمية تقديم الدعم المعنوى لهم.
وذكر أن سوق الإعلام فى العالم تنقسم لشقين، الأول مباشر ويكون ربحيًا من الجمهور، والثانى عن طريق الإعلانات، لافتًا إلى أن العالم كله يتجه نحو المحتوى المدفوع، لكن ذلك يحتاج لنوع جيد وجذاب وفريد وغير متاح فى منافذ المحتوى المعروض.
وواصل: «تطبيق Watch iT تأخر كثيرًا فى الظهور فى السوق المصرية، وقد حاولت قناة النهار منذ عامين عرض محتواها على الموقع الإلكترونى الخاص بها فقط، وكانت الفكرة جيدة، لكنها لم تستمر بسبب عدم وجود مقومات الاستدامة».
وقال المهندس أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، إن التطبيق ليس مجرد «أبلكيشن إلكترونى» لكنه مشروع كبير ويحتاج لجهد وعمل ضخمين للغاية، موضحًا أن بلدًا كبيرة بحجم مصر يحتاج إلى مثل هذا المشروع.
وأضاف «أسامة» أن الكثير من المصريين لديهم فكرة مغلوطة عن التطبيق، إذ يظنون أنه مجرد موقع إلكترونى، يتم وضع المسلسلات والفيديوهات عليه فقط، لكنه فى الحقيقة عمل كبير يقف خلفه عدد كبير من العاملين والمبرمجين والأجهزة الحديثة وفريق ضخم من المتخصصين.
وأشار إلى أن ما يتم تقديمه عبر التطبيق خدمة جيدة وموفرة، وتحقق المتعة للمشاهد المصرى وتحمى حقوق المنتجين، وكذلك التراث من القرصنة والعرض غير المشروع.
وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات أن المقارنة بين «Watch iT» وتطبيق «نتفليكس» ظالمة نظرًا للإمكانيات، لكن يجب الاستعانة بخبرات مصرية، ممن صمموا تطبيق «شاهد نت» فى المملكة العربية السعودية على سبيل المثال؛ لتطوير تلك المنصة الجديدة.
وقال الدكتور محمد حجازى، رئيس لجنة التشريعات والقوانين بوزارة الاتصالات، إن التطبيق الجديد تطور طبيعى، لابد أن يحدث للاندماج بين الإعلام والاتصالات، كما يعد أحد أهم أساليب استغلال المحتوى، لافتًا إلى أن الفكرة فى حد ذاتها متميزة للغاية ولا بد من وجود إدارة رقمية للحقوق والملكية.
وأضاف «حجازى» أن أى تطبيق إلكترونى جديد يتعرض لأزمات فى بداية إطلاقه، موضحًا: «نتفليكس على سبيل المثال تعرض للاختراق فى البداية، وخطر القرصنة يحتم علينا تأمين المحتوى والحصول على كل الموافقات الخاصة بحقوق الملكية».

التغلب على محاولات اختراقه.. واستقبال الآلاف من طلبات الاشتراك
تعرض التطبيق فى أول أيام عمله لهجمات عديدة عبر القرصنة الإلكترونية، لكن المنصة بذلت جهودًا كبيرة وتغلبت على جميع المحاولات الهدّامة، وقدّمت للجمهور مساحة كبيرة من الاشتراكات المجانية، لكى يتمكن من معاينة المحتوى والاستمتاع به.
وتتعدد طرق الدخول على «Watch iT» إما عن طريق الموقع الإلكترونى www.watchit.com أو من خلال تثبيت واستخدام التطبيق الموجود فى متجرى «جوجل بلاى» أو «آبل ستور»، لاستخدامه على التليفونات المحمولة أو الشاشات الذكية أو متصفح الإنترنت، ويتم تسجيل المستخدم من خلال الإيميل الخاص به ورقم التليفون المحمول لتصله رسالة بتمام التسجيل فى خطوة واحدة، ومع التسجيل تهدى المنصة المشترك 7 أيام مجانية لاستخدامها حتى تتيح له التعرف على المحتوى، كما تتيح له الاشتراك إما باستخدام كروت الائتمان أو الدفع النقدى عن طريق وسائل الدفع الإلكترونى.
وتخطى عدد مرات تحميل التطبيق على التليفونات والأجهزة الذكية 10 آلاف عملية فى أول يوم لإطلاقه فقط، واستقبل خلال الساعات الأولى آلاف الطلبات للتسجيل والاشتراك.

«الهيئة الوطنية»: إتاحة المحتوى على المنصة كحق استغلال وليس بيعًا.. والاتفاق يعظم العوائد
وقعت الشركة المتحدة فى إطار رغبتها فى حماية تراث «ماسبيرو» بروتوكولًا مع الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين، للحفاظ على المحتوى المملوك للهيئة، سواء ما تم إنتاجه سابقًا أو حاليًا، ويقضى البروتوكول بإتاحته على «Watch iT» حصريا لتقديمه فى صورة متطورة.
وجاء البروتوكول الجديد مكملًا لأهداف المنصة، بالحصول على حقوق محتوى مميز يلائم مختلف الفئات، خاصة أن التليفزيون المصرى يمتلك الكثير من الأعمال الجادة، التى تعرضت خلال الفترات الماضية للسرقة والقرصنة عبر العديد من المواقع على شبكة الإنترنت.
وأكدت «الوطنية للإعلام» أن البروتوكول جاء فى إطار الحفاظ على المحتوى الفنى للتليفزيون المصرى طبقًا للقواعد والقوانين المحددة فى هذا المجال، والتى تحفظ للهيئة حقوقها الكاملة، سواء الفكرية أو المادية للمحتوى الذى ستتم إتاحته على المنصة الرقمية الجديدة بشكل حصرى، كحق استغلال وليس بيعًا وسيتم عرضه باستخدام تقنيات حديثة تناسب تغير طرق تلقى المحتوى عالميًا، وتعظم عوائده بما يعود بالنفع على الوطنية للإعلام.
وشددت «الوطنية للإعلام» على أن البروتوكول يمثل إحدى الطرق والأفكار للاستفادة من المحتويين الإعلامى والفنى المملوكين للهيئة، وأنه لا مجال على الإطلاق للتفريط فى حقوقها وملكيتها لهذا المحتوى، والتى تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية الخاصة لتوفير الضمانات اللازمة لتأمينه.
وقال حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، إن البروتوكول جزء من مسئولية الهيئة لحماية حقوق المحتوى الإعلامى المصرى، مشيرًا إلى أنه يقدم المحتوى باستخدام تقنيات حديثة تناسب التغير الذى حدث فى آليات العرض. وعزز أهمية البروتوكول، تحقيق أجرته «الدستور» أثبت أن حجم المسروق من تراث «ماسبيرو» يصل إلى نحو 800 عمل درامى وتليفزيونى وسينمائى ومسرحى، إلى جانب نحو 600 ألف ساعة تراثية، بما يؤكد حتمية حماية ذلك التراث والمحتوى من عمليات القرصنة والعرض بشكل غير مشروع.