رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منى الحسيني: أقدم 4 حلقات فقط من «زيارة خاصة جدًا» فى رمضان لعدم وجود تمويل

منى الحسيني
منى الحسيني


ظل برنامجها الأشهر «حوار صريح جدًا» إحدى علامات الشاشة الفضية فى شهر رمضان، ولا يزال تتر البداية عالقًا فى أذهان الكثيرين من أبناء التسعينيات، بصوت المطرب على حميدة، يغنى «حوار صريح جدًا جدًا.. كلام مريح جدًا جدًا.. إن قولت ما تخافشى.. وإن خوفت ما تقولشى.. بس المهم تقول رأيك من غير تجريح.. فى حوار صريح».
ولسنوات طويلة اعتاد المشاهد المصرى والعربى على متابعة سلسلة حوارات غير تقليدية انتزعت خلالها ملكة الحوارات التليفزيونية، الإعلامية منى الحسينى، تصريحات نارية من أشهر نجوم الفن والرياضة والمجتمع فى برنامجها.
«الدستور» التقت منى الحسينى، حيث كشفت عن رحلتها فى التليفزيون المصرى، وكواليس أجرأ حوارات برنامجها.
■ بداية.. ماذا عن ذكرياتك مع برنامج «حوار صريح جدًا»؟
- كنت شابة صغيرة فى بداية حياتى المهنية، ولم يكن لى أى أرشيف قوى يؤهلنى لتولى مسئولية برنامج رمضانى، ولكننى حاولت واقترحت على رئيس التليفزيون وقتها فكرة برنامج يجرى حوارات جريئة وخارجة عن المألوف مع النجوم، وقدمت الفكرة تحت اسم «تصفية حسابات» لكنه رفض الفكرة ولم يقتنع بالاسم.
يومها حزنت حزنًا شديدًا لكننى لم أيأس، وعرضت الفكرة مرة ثانية، وحاولت إقناعه ولكن تحت اسم مختلف وهو «حوار صريح جدًا»، وحينها قال لى رئيس التليفزيون «جربى وشوفى.. بس مش هتعرفى تجيبى فنانين كبار لأنك لسه صغيرة».
وبالفعل بدأت واجتهدت، وبعد فترة قصيرة عدت إلى رئيس التليفزيون، ومعى ٢٠ حلقة مسجلة، مع ألمع الفنانين والنجوم، من بينهم فاروق الفيشاوى، وإلهام شاهين، ونبيلة عبيد، وليلى علوى، فأصيب رئيس التليفزيون بذهول، وحقق البرنامج نجاحًا منقطع النظير، وأسس لمدرسة خاصة فى الحوارات التليفزيونية الجريئة، وقدمته لأكثر من ١٥ عامًا بتوفيق من الله الذى كتب لى النجاح.
■ لماذا توقف البرنامج رغم استمرار نجاحه؟
- أحب أن أؤكد أننى لم أتعرض لأى ضغوط، ولم يمنعنى أحد من الظهور، كل ما فى الأمر أن البرنامج كان ينتجه طارق نور، ثم بعد ذلك انتقل لشركة صوت القاهرة التى توقف إنتاجها لفترة بعد الثورة، مثل كثير من جهات الإنتاج.
وأنا إعلامية «شاطرة»، أعرف متى أعمل، ومتى أتوقف، وهناك فترات من الممكن أن يخترق فيها المذيع، وفترات أخرى من الممكن أن يحترق فيها، و«الشاطر» هو من يعى ذلك.
■ هل حاولت استغلال نجاح البرنامج سابقًا فى إعادة إنتاجه من جديد؟
- الإعلام لدى هواية وليس احترافًا، وبالتالى لا يهمنى المال، وعندما أجد منتجًا محترمًا من الممكن أن أعمل معه حتى دون أجر، لأننى صاحبة رسالة، ولست «إعلامية بيزنس»، والواقع أنه لا يوجد منتجون يهتمون بإنتاج برامج الآن، بل هناك من يبحثون عن المكسب، وهذا من حقهم ولكن ليس على حساب الرسالة الإعلامية، وللعلم فقد حقق البرنامج للتليفزيون المصرى، فى إحدى الفترات، إعلانات بقيمة ٤ ملايين جنيه.
■ ما خلطة التميز التى يجب أن يتمسك بها أى إعلامى ينشد النجاح؟
- القراءة والثقافة والاطلاع الدائم، هذه هى أدوات أى إعلامى ناجح، تمكنه من التعامل مع الضيف بذكاء وحرفية، كما تمكنه من معرفة إجابة السؤال الذى يطرحه قبل أن ينطق به الضيف، وهذا ما حرصت عليه طوال فترة عملى حتى أرهقت نفسى كثيرًا، لدرجة أن ابنتى قالت لى: «أنا عمرى ما هفكر أشتغل مذيعة يا ماما بسببك»، ولكنها الآن، لينا صالح، من أشطر مذيعات الراديو.
■ كيف تتعاملين مع الوقت الذى لا تمارسين فيه مهنتك أو هوايتك كما تقولين؟
- أعيش بهدوء شديد، ودائمًا أردد قول الله تعالى «إن ينصركم الله فلا غالب لكم»، فالنجاح رزق، والأسرة رزق، والاستقرار رزق يستحق الشكر الدائم، وقد سألنى الكثيرون فى فترة التوقف «إنتى زعلانة؟»، وكنت أقول لهم «ده يبقى كفر»، وكيف أحزن بعد كل النجاحات التى حققتها.
■ لماذا لا يتكرر نجاح برامج زمان على كل المستويات.. ما الفارق الذى حدث وأثر على جودة البرامج؟
- الإنتاج هو الذى اختلف، الفوازير كانت زمان «بتتعمل محبة»، ويتضح ذلك لكل من يشاهد أعمال المبدع الراحل فهمى عبدالحميد الذى عمل مع فريقه بحب شديد، رغم أن المقابل المادى كان مجرد «ملاليم» لا تقارن بما قدموه لكنهم كانوا سعداء، والآن لا أحد يفعل ما فعله فهمى، وحتى ننتج فوازير مثل زمان نحتاج مبالغ طائلة.
وبالنسبة لى فبرنامجى له معزة خاصة لدى، ولا أنسى كل تفصيلة فيه، والضيوف تميزوا بالرقى والأخلاق، فمثلًا أثناء تسجيلى حوارًا مع الفنان الراحل عادل أدهم، لاحظت أنه يبعد البنطلون عن ركبتيه، فتخيلت أنها حركة غير مقصودة، وطلبت من المخرج إغلاق الكادر عليه، وبعد انتهاء التصوير قال لى: «يا منى باشا أنا جيتلك عشان أنا باحترمك، وأنا جاى وقعت من ع السلم، وركبتى اتفتحت»، ولكنه لم يخبرنى بذلك قبل التصوير حتى لا أرتبك.
كذلك كان فؤاد المهندس وسناء جميل غاية فى الالتزام بالمواعيد، كان جيلًا مختلفًا وراقيًا.
■ ماذا عن مشروعك الحالى الذى يذاع خلال رمضان الجارى؟
- جهزت ٤ سهرات فى رمضان، تذاع على شاشة القناة الثانية بالتليفزيون المصرى، وكنا اتفقنا فى البداية على إعداد ٣٠ حلقة كاملة، ثم تراجعنا واتفقنا على ٤ حلقات فقط، وكلها بعنوان «زيارة خاصة جدًا»، وتقوم فكرتها على زيارة نجم فى منزله، والتعرف على حياته عن قرب وإجراء حوار معه من العيار الثقيل.
■ لماذا اكتفيت بهذا العدد القليل من السهرات؟
- وجدنا أن تكلفة البرنامج ستكون عالية جدًا، ولا تتناسب مع ميزانية التليفزيون المصرى، والفنانون يطالبون بمبالغ خيالية، مقابل الظهور فى البرامج، وأنا لا أعارض ذلك، فكل شخص له قناعاته الخاصة، لكن الأسعار عالية جدًا، والتليفزيون غير قادر على الدفع، وللأسف لا يوجد دعم من الشخصيات العامة، فى ظل الحالة الاقتصادية الصعبة للتليفزيون، رغم كونه بمثابة بيتنا الكبير الذى يجب أن نشارك فى ترميمه.
■ وماذا حدث بعد ٢٥ يناير دفعك لاتخاذ قرارك بالابتعاد؟
- كنت مصدومة جدًا من الحالة التى وصلت إليها مصر فى عهد الإخوان، فهذه الفترة كانت صعبة على أى إعلامى شريف، ولا أنسى الطريقة المهينة التى أخرجونا بها من التليفزيون، كما منعنى الإخوان من تقديم أى برنامج، وطلبوا منى تولى منصب إدارى كنوع من الرشوة، ولكننى رفضت ذلك، لأنهم كانوا قلقين منى بشدة بسبب معارضتى الدائمة لهم ولسياساتهم، «قرفت وبعدت لأنى مكنش ينفع أقبل بالتنازلات»، إلى أن استقرت الأمور مرة أخرى.