رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحالة المتهم بقتل كاهن كنيسة مار مرقس بشبرا الخيمة للجنايات

الكاهن مقار سعد
الكاهن مقار سعد

أحالت نيابة جنوب بنها الكلية، خادم كنيسة مار مرقس بشبرا الخيمة، إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بقتل الكاهن مقار سعد بعد إطلاق الرصاص عليه، وذلك بعد 10 أيام من وقوع الجريمة.

وباشر التحقيقات وأعد أمر الإحالة المستشار أحمد البلتاجي، رئيس نيابة شبرا الخيمة، بعد ورود كافة التقارير الفنية الخاصة بالصفة التشريحية للمجني عليه من الطب الشرعي، والذي أفاد بأن المجني عليه أصيب بـ٧ طلقات في الرأس والوجه والصدر، كما ورد فحص سلاح الجريمة من الأدلة الجنائية، وكشف عن تطابق أعيرته مع التي أصابت جسد المجني عليه.

وقدمت النيابة بإشراف المستشار خالد الأتربي، المحامي العام لنيابات جنوب بنها الكلية، المتهم لمحكمة الجنايات بتهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص.

وانتهت التحقيقات متضمنة اعترافات المتهم وتمثيله الجريمة في حضور النيابة العامة وسط حراسة مشددة، وسماع أقوال شهود العيان والضباط مجري التحريات، فيما تضمن أمر الإحالة ملخصًا للاعترافات التفصيلية التي أدلى بها المتهم حول ارتكابه الجريمة، بالإضافة إلى تقرير خبراء ماسبيرو حول تفريغ كاميرات المراقبة التي سجلت الجريمة.

وروى المتهم "كمال. ش"، 54 سنة، تفاصيل يوم الجريمة وعلاقته بالكاهن منذ بداية عمله، حيث قال إنه بدأ العمل خادمًا في الكنيسة منذ قرابة 4 سنوات، وحينها فوجئ بأن المرتب 800 جنيه، فتحدث مع الكاهن خاصة أن لديه 9 بنات ولن يتمكن من الإنفاق عليهن بذلك المبلغ، فطمأنه الكاهن وأخبره بأنه لن يعتمد على المرتب فقط والكنيسة ستصرف له مواد عينية من لحوم ودواجن ومستلزمات المنزل، كما أنهم سيقومون بمساعدته في زواج بناته التسع.

وأضاف المتهم أنه بعد 4 أشهر من عمله بالكنيسة وفي منتصف عام 2015 اختفت إحدى بناته، فاعتقد أنها تم خطفها فطلب من نجل شقيقه شراء سلاح ناري له وأعطاه مبلغ 10 آلاف جنيه فاشترى له بها طبنجة 9 مم وأخفاها في الطابق الخامس بالكنيسة المخصص للأمتعة، ليستخدمه في قتل خاطف ابنته.

وتابع المتهم أنه طلب من الكاهن مساعدته في إيجاد ابنته وكان يعده دائمًا بالبحث عنها، حتى اعتقد أنه يعرف مكانها ويرفض إبلاغه به ويبدي لامبالاة في البحث عنها أو إخباره بمكانها.

واستطرد المتهم قائلا: "أبونا مقار وعدني هيديني فلوس عشان أجوز بنتي وكان بيخلف معايا، غير أنه كان دايمًا شديد معايا وبيسيء معاملتي ويقولي الحريم اللي هنا بتشتغل أحسن منك، وأنا يا بيه صعيدي وكرامتي أغلي من أي حاجة".

وعن اللحظات التي سبقت الجريمة، قال المتهم إنه كان يحتاج مبلغ 25 ألف جنيه لإنهاء متطلبات زواج ابنته، ووعده الكاهن بإعطائها له وتقدم بطلب سلفة 2000 جنيه تمت الموافقة على إعطائه 500 جنيه فقط، وصرف له الكاهن مبلغ 1000 جنيه من صندوق الجمعية الخيرية بالكنيسة، وبعد تجميع مبالغ من الكاتدرائية أصبح إجمالي المبلغ معه 11 ألف جنيه، فذهب للتحدث مع الكاهن ليخبره بأن المبلغ لن يكفيه ويطلب تكملتها لـ25 ألف جنيه، إلا أن الكاهن رفض إعطاءه مبالغ أخرى، ليردد المتهم: "كان ناشف معايا أوي في الفلوس فقررت أقتله".

وكشفت التحقيقات أن المتهم بيت النية لقتل الكاهن، حيث اعترف المتهم قائلا: "آخر مرة حصل بينا مشادة وقالي مفيش فلوس، تاني قررت أقتله، طلعت الدور الخامس الساعة 9 صباحًا وأحضرت الطبنجة اللي خبيتها هناك من 3 سنين، حطيتها في جنبي ونزلت عشان أنفذ الجريمة".

وقال إنه انتظر انتهاء الكاهن من القداس وانصراف المصلين حتى لا يكون هناك عدد كبير من رواد الكنيسة، ونظرًا لأنه يعلم طقوس الكاهن وتحركاته تبعه إلى حيث اعتاد الجلوس عقب القداس في "الكانتين" لشرب الشاي ولقاء بعض العاملين ورواد الكنيسة، فانتظر جلوسه على الكرسي ودخل إلى الحمام شرب كوب من المياه وعاد إلى مكان الكاهن فأخرج سلاحه من بين طيات ملابسه وباغته بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوبه بطريقة عشوائية، فأنهى خزينة الطبنجة كاملة عليه، فأصابته طلقة منها في الرأس.

وأسفرت معاينة النيابة عن العثور على كاميرا مراقبة مسلطة مباشرة على مسرح الجريمة، فسجلت لحظاتها كاملة، وتبين أن الواقعة استغرقت 59 ثانية، حيث ظهر في الفيديو المتهم يتوجه إلى الكاهن ويطلق صوبه الرصاص في وجود فتاة تبين أنها تدعى "جوليا"، 16 سنة، نجلة عاملة الكانتين، التي هربت ما أن أطلق المتهم الرصاص، ثم حضرت والدتها حاولت الإمساك بالمتهم ومنعه من قتل الكاهن، فأشهر السلاح في وجهها ما دفعها للهرب، ثم فر المتهم خارجًا من الكنيسة ليلتقي فرد الأمن الذي هرع ناحية صوت الرصاص، فادعي العامل عدم معرفته بالسبب وخرج من الكنيسة إلى الشارع ثم توجه إلى قسم الشرطة وسلم نفسه.

وواجهت النيابة المتهم بمقطع الفيديو وقال: "أنا عارف إن في كاميرا مراقبة على المكان ده، وكان ممكن أعطلها بس كنت عايز الناس كلها تشوفني وأنا بقتله"، في حين استمعت النيابة لأقوال الفتاة التي شهدت الجريمة وأصيبت بحالة صدمة وفقدان نطق مؤقت، والتي قررت في أقوالها بأن الكاهن كان شخصًا محترمًا وطيبًا لكنه كان حازمًا في التعامل مع الجميع، ويعطي من يستحق، ونفوا جميعًا أقوال المتهم بأن المجني عليه كان يسيء معاملته.

وأشارت تحقيقات النيابة أيضًا، إلى أن المتهم ليس له أي تاريخ مرضي أو تلقي علاجًا نفسيًا مسبقًا، حيث أكد جميع زملائه أنه في كامل قواه العقلية، كما تبين أن سلاح الجريمة مبلغ بسرقته من صاحب شركة للحديد والصلب منذ عدة سنوات.