رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموضة والفنون تكشف الحنين إلى زمن التسعينيات الجميل

جريدة الدستور

مهما بلغت من العمر، حتما سوف تلاحظ أن الموضة تتحرك في إطار في دوائر في نهاية المطاف، إن معرفة هذه المقولة شيء، ومعايشتها شيء آخر.

في هذه الأيام، من المستحيل أن تتجاهل إعادة إحياء أجواء التسعينيات سواء في السينما، أو على منصات عرض الأزياء، أو في التليفزيون أو الإذاعة.

يقول تريستان هوركس الباحث في دراسات المستقبل: "إننا نعيش في زمن العودة إلى الماضي المثالي حيث العالم المثالي يكمن في الماضي؛ لأننا نفتقد حاليا إلى رؤية مستدامة للمستقبل".

لم يتفاجأ هوركس إطلاقا بموجة الحنين إلى التسعينيات. ويوضح قائلا: "دائمًا ما تبرز هذه الصيحات القديمة بين الحين والآخر. وهو ما حدث على نحو الدقة مع السبعينيات" وها هي بعض الأمثلة:

عودة التسعينيات:
* في السينما: القمصان القصيرة (تيشيرتات) المزينة بسلاحف النينجا أو شخصيات مسلسل "بيفيس" و"باتهيد" الكرتوني بجانب سماع أغاني فرقة "نيرفانا" على محطات الإذاعة وألعاب "ناينتندو" القيمة في حجرات النوم.

كما أن فيلم التزلج الدرامي " منتصف التسعينيات ( Mid90s ) أعاد المشاهدين مباشرة إلى هذه الحقبة الزمنية، حينما كان التزلج باللوح وموسيقى الهيب هوب، هما ثقافة الشباب السائدة.

حادثة أخرى معروفة من فترة التسعينيات خلدها فيلم وثائقي ساخر عام 2018 بعنوان "أنا، تونيا ( I، Tonya)".

يدور الفيلم حول لاعبة التزلج على الجليد تونيا هاردينج، التي تعرضت منافستها نانسي كيريجان لحادث
اعتداء قبل فترة قصيرة من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1994 وحتى الآن لا تزال مسألة دراية هاردينج بأن زوجها السابق هو منفذ الاعتداء آنذاك محل خلاف.

* في التليفزيون: فضيحة رياضية أخرى تصدرت العناوين الرئيسية عبر البلاد في التسعينيات، هي قضية اللاعب أو جاي سيمبسون. ومن أبرز وقائع القضية آنذاك كانت التغطية الإعلامية الحية التي أتاحت لحوالي 95 مليون شخص متابعة مطاردة السيارات التي دارت بين الشرطة وسيمبسون، إثر العثور على
زوجته السابقة وعشيقها مقتولين بوحشية في لوس أنجليس. ورغم الأدلة الدامغة التي تدين سيمبسون وقتها، إلا أن هيئة المحلفين برأته لأسباب مختلفة.

والآن، عادت هذه القضية الدرامية الى للظهور مجددا بفضل المسلسل المكون من عشرة أجزاء "الشعب ضد أو جاي سيمبسون: قصة جريمة أمريكية " ( The People v OJ Simpson: American Crime Story ) والذي يؤدي فيه الممثل كوبا جوودينج جونيور الدور الرئيسي والنجم جون
ترافولتا دور محاميه.

يدور مسلسل " بيفرلي هيلز 90210 ( Beverly Hills 90210 ) حول مجموعة من الشباب المدللين في كاليفورنيا ولاقى المسلسل نجاحا كبيرا لدى الكثيرين ممن عايشوا هذه الحقبة.

وبعد وفاة الممثل لوك بيري، الذي لعب دور ديلان في المسلسل، في مارس الماضي اتجه الكثيرون من معجبيه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتكريم مساهمته في ثقافة التسعينيات.

* المتاحف: "ها نحن هنا الآن، امتعونا" تلك هي اللافتة المرفوعة عند مدخل متحف "ألته مونتسه" في برلين. إنه ترحيب بالزائرين المتجهين إلى معرض "برلين في التسعينيات "

(Nineties Berlin) أخذ شكل المقطع الأشهر في أغنية "تفوح منه رائحة روح مراهق ( Smells like Teen Spirit ) الساحقة لفرقة "نيرفانا". ويجمع المعرض ما بين المشهد الفني في هذه
الحقبة، وبعض الأحداث التالية لسقوط جدار برلين.

يقول كويرين جراف إديلمان المدير المنتدب لمتحف ألمانيا الشرقية في برلين (DDR Museum ): "بالطبع الاعتقاد السائد هو أن الأجواء حينها كانت مجرد احتفال متواصل، لكن حينما تنظر بتفحص تتبين أن القلق الوجودي الأصيل كان موجودًا أيضًا".

لكن ما السبب وراء الإعجاب بعقد التسعينيات بصفة خاصة؟ يوضح جراف أديلمان "الاشتياق إلى وقت الفراغ، وأن يكون المرء حرًا من كل القواعد، وحرا من الحدود المادية والروتين اليومي، هذا هو العنصر الجذاب في الأمر".

فيقول " إننا عايشنا الأحداث الأروع، التي لم يكن ليحدث أفضل منها أبدًا".

وتتذكر المغنية إنجا هيومب كيف شاركت في أول مسيرة حب في برلين عام 1989 حين شارك 150 شخصا بها. وبعد مرور عقد من الزمان يشارك مليون ونصف المليون شخص في المسيرة.

وفي متجر المتحف يمكن للزوار أداء لعبة باك مان (PAC-MAN ) الإلكترونية وغيرها من ألعاب الفيديو الآركيد.

قاعدة أخرى أساسية من موضة التسعينيات عادت، وبالأخص في مناطق الأجواء الدافئة، ملخصها: اكشف أكبر قدر ممكن من البطن.

*الموسيقى: كانت فرقة سبايس جيرلز هي الرد النسائي على الفرق الشبابية التي اشتهرت كفرق " تيك ذات " (Take That ) و"باكستريت بويز " (Backstreet Boys ) و"ان سينيك" (N'Sync) وعلى أقل تقدير، فقد كانت التسعينيات فترة تألق الفرق الغنائية الشبابية المصحوبة بصياح المعجبين.

أما عن وقتنا هذا، ففي برلين يترقب المعجبون الحفلة المنتظرة لفرقة تيك ذات، كما وعدت فتيات السبايس جيرلز بعودة قريبة في يونيو المقبل، بالإضافة إلى طغيان موسيقى التسعينيات على السمة العامة للحفلات المنظمة.