رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صراع الذئاب.. نتنياهو وليبرمان على خط المواجهة

جريدة الدستور

من جديد، تعود الخلافات بين حزب الليكود والذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحزب إسرائيل بيتنا برئاسة وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان، رغم أنه قد بقي أمام نتنياهو أقل من أسبوع واحد على انتهاء المهلة الثانية والأخيرة التي منحت له لتشكيل الائتلاف الحكومي.

وهو ما كشفته القناة الثانية عشر الإسرائيلية عن مصادر في الليكود وكتلتي الأحزاب الحريدية، والذين قالوا إن "ليبرمان كان على استعداد لتقديم بعض التنازلات حول قانون التجنيد خلال الجلسات المغلقة، ولكن في كل مرة يتم التوصل إلى حل، يفتعل مشاكل أخرى".

وبحسب التقرير يخشى ليبرمان من حكومة جديدة لنتنياهو يحصل خلالها على حصانة قضائية قد تكرس لفترة حكم إضافية تتجاوز الـ10 سنوات، وقرر أن يبعثر الأوراق في معسكر اليمين مجددا، حتى لو كلفه ذلك خوض انتخابات جديدة، ولذلك قرر نتنياهو تأجيل المفاوضات حتى يدفع ليبرمان لتقديم المزيد من التنازلات في الشروط التي حددها للانضمام للائتلاف الحكومي، أو على الأقل ليلقي عليه المسؤولية أمام الناخب الإسرائيلي، كمسؤول عن التعنت وتعطيل المفاوضات والذهاب إلى انتخابات جديدة.

وقرر نتنياهو تشكيل ائتلاف حكومي يضم 60 عضوا بالكنيست، أو التوجه لانتخابات مبكرة إذا أصر ليبرمان على مواقفه، وبعد الإعلان عن تشكيل الحكومة، وتوقيع اتفاقات ائتلافية، تعرض الحكومة على الجلسة العامة للكنيست للمصادقة عليها وحيازة ثقتها بالأغلبية البرلمانية.

وعلى ضوء تصريحات ليبرمان وحزبه فإنهم سيصوتون ضد حكومة من 60 عضو كنيست من أصل 120، وعليه فإن الحكومة لن تحظى بثقة الأكثرية في الكنيست ولن تمر.

ولضمان حصول حكومة من 60 عضو على ثقة الكنيست، سيكون على نتنياهو إقناع أعضاء كنيست من المعارضة للتصويت لصالح الحكومة، وهو أمر مستبعد جدا وغير مقبول في الأنظمة الديمقراطية البرلمانية.

وفي هذه الحالة، ستفشل الحكومة صاحبة الائتلاف الضيق من تمرير أي مشاريع قوانين قد تتضمنها الاتفاقات الائتلافية الموقعة مع الأحزاب اليمينية والحريدية المشاركة في الائتلاف.

ومن هنا ستكون السيناريوهات إذا لم تحظ حكومة من 60 عضو كنيست برئاسة نتنياهو على ثقة الكنيست هي سيشرع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بجولة جديدة من المشاورات مع قادة الكتل البرلمانية، وسيكون باستطاعته، بناء على ما قد تؤول إليه المشاورات، أن يكلف رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني جانتس.

وسيكون باستطاعة ريفلين، أن يعلن عن تكليف عضو كنيست آخر عن حزب الليكود الذي تصدر نتائج الانتخابات ويحظى بتمثيل وصل إلى 35 مقعدًا، لكن يبدو أن ريفلين سيتجنب سيناريو مماثل؛ إذ لا يحظى أيًا من أعضاء الكنيست بفرصة حقيقية لتشكيل الحكومة.

وخلال هذه الفترة، سيتاح لريفيلن، خلال مدة أقصاها 21 يومًا، فرصة المحاولة مجددا للحصول على توصيات من 61 عضو كنيست، لتكليف عضو كنيست بمهمة تشكيل الحكومة، بمن فيهم نتنياهو نفسه.

وفقًا لقانون الانتخابات الإسرائيلي والقوانين التي تتعلق بتشكيل الحكومة، لن يكون أمام الرئيس الإسرائيلي سوى الإعلان عن حل الكنيست وإجراء انتخابات عامة جديدة في إسرائيلي لاختيار أعضاء الكنيست الـ22.

والموعد المتوقع لانتخابات الكنيست إذا ما استفد ريفلين جميع خياراته القانونية، سيكون في الـ24 من أغسطس المقبل.