رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان زمان..

إبراهيم نصر: أرفض برنامج رامز جلال.. وانتظرونى فى «بومبة وصحباتها»

جريدة الدستور

«لو عايز تذيع.. قول: ذيع».. و«يا نجاتى انفخ البلالين».. و«لما أقولك: بخ.. تبخ».. بهذه «الإيفهات» وغيرها نجح الفنان الكبير إبراهيم نصر طوال 561 حلقة من برنامج «الكاميرا الخفية» فى الاستحواذ على عقول وقلوب المشاهدين والتحول إلى أحد رموز الكوميديا الرمضانية التى ينتظرها الجمهور عقب مدفع الإفطار.
ونجحت شخصية «زكية زكريا» التى قدمها خلال عدة مواسم من البرنامج فى رسم البسمة على الوجوه بخفة ظلها وقدرتها على خداع رجل الشارع العادى وصناعة المواقف الكوميدية المضحكة التى ظلت عالقة فى أذهان كثيرين لعدة سنوات.
«الدستور» التقت الفنان إبراهيم نصر، واسترجعت معه ذكرياته مع برنامج «الكاميرا الخفية»، وبدايته معه.
■ كيف كانت بدايتك مع برنامج الكاميرا الخفية؟
- البداية كانت بطلب من التليفزيون المصرى وتحديدًا من الأستاذ عبدالمنعم غالى الذى كان يتولى وقتها رئاسة القناة الثانية، وساعتها طلب منى أن أقدم فكرة برنامج رمضانى بحس فكاهى ليعرض على الشاشة، فعرضت استخدام فكرة الكاميرا الخفية لكنه اعترض عليها فى البداية قبل أن نتفق على الشكل النهائى للبرنامج.
■ ما أسباب هذا الاعتراض؟
- كان يرى أن فكرة الكاميرا الخفية مستهلكة، لكنى أوضحت له الفارق بين الفكرة التى أريد تنفيذها وما يقدم فى البرامج العالمية، وشرحت له أن البرامج العالمية تعتمد على رد الفعل فقط، وأن هذا لا يتناسب مع طبيعة المصريين.
وقلت له إننى سأقدم «حدوتة» لها بداية ووسط ونهاية، مثل الدراما أو المسرح، فاقتنع واتصل بسهير الإتربى، وكانت رئيس التليفزيون وقتها، وأخبرها بتفاصيل الفكرة فقالت له: «إبراهيم نصر ده مجنون ودمه خفيف.. اعمل له كل اللى هو عايزه وسيبه يشتغل»، وهو ما حدث.
وبعدها بدأت تصوير الموسم الأول من الكاميرا الخفية، وكانت بعنوان «انسى الدنيا»، وكنت أتقاضى 30 جنيهًا أجرًا عن الحلقة الواحدة، رغم أنى حققت بها نجاحًا منقطع النظير، وتلقى البرنامج سيلًا من الإعلانات التى وصلت فى نهاية رمضان إلى 44 إعلانًا، كما حصدنا عدة جوائز بعدها، ثم انتهى كل شىء.
■ ما المقصود بقولك: «انتهى كل شىء»؟
- «انتهى الموسم ومحدش سأل فيا»، باستثناء شخص واحد هو طارق نور الذى هاتفنى وبارك لى على النجاح، وطلب منى تنفيذ حلقات جديدة لصالح شركته، وبعدها استمررنا فى تقديم البرنامج 8 سنوات.
■ لماذا حرصت على أن يكون بطل البرنامج هو رجل الشارع العادى؟
- فى رأيى أنه كلما كان الفنان قريبًا من الشارع حقق نجاحًا أكبر، لذا رأيت أن البطل فى البرنامج يجب أن يكون هو جمهور الشارع نفسه، وقررت حينها ألا أظهر فى الحلقات بوجهى بل أكتفى فقط بالتعليق على الحلقات أو الظهور بـ«شوت» قصير فى منتصف كل حلقة.
■ متى قررت الاستعانة بشخصية «زكية زكريا»؟
- قدمت فى برنامج الكاميرا الخفية 561 حلقة، ولم أكرر فيها أى فكرة، لكنى شعرت بعد بعض الوقت بأنى قدمت كل شىء كرجل، خاصة بعدما كشف أحدهم تنكرى فى زى صعيدى رغم المكياج فأدركت وقتها أن التطوير أمر حتمى.
وحينها اقترح علىّ شخص ما أن أقدم شخصية سيدة، فعرضت الفكرة على المخرج رائد لبيب فأعجب بها كثيرًا وبدأنا بالفعل فى تنفيذها، وقدمت وقتها شخصيتين هما «زكية زكريا» و«وديدة» أخت عبدالودود، وحققت الأولى نجاحًا كبيرًا فاستثمرناه، وقدمتها بعد ذلك فى عدد من الأعمال، مثل: «زكية زكريا والعصابة المفترية»، و«زكية زكريا تتحدى شارون» وغيرهما.
■ ما أصعب المواقف التى تعرضت لها أثناء تصوير البرنامج؟
- أحد المواقف كاد أن يودى بحياتى، لأننا كنا ننفذ المقلب فى أحد الجزارين، وكان يتضمن أن يقوم أحد الشخصيات وهو «تقاوى» بطلب كمية من اللحم ثم يكتشف عدم وجود نقود معه فيذهب ليحضرها لكنه لا يرجع بعدها.
وخلال المقلب، احتجزنى الجزار فى الثلاجة الكبيرة الخاصة بحفظ اللحم وهدد بقتلى حتى إن كل طاقم التصوير هرب وتركونى جميعًا بمفردى داخل الثلاجة، ولم يكن أمامى إلا أن أتحدث معه بهدوء وأكشف له عن شخصيتى، وعندما تعرف علىّ أصر بعدها أن يعزمنا جميعًا على «طواجن»، فأكلنا أنا وجميع الطاقم على حسابه.
■ لماذا قررت التوقف عن تنفيذ الكاميرا الخفية؟
- توقفت لأن الناقد طارق الشناوى كتب فى «روزاليوسف» مقالًا يقول فيه إن إبراهيم نصر استطاع أن يخرق القاعدة، وتضمن المقال تحليلا مضمونه: «لماذا تفوقت؟».
لكنى بعدما قرأت الموضوع شعرت بكم المسئولية الملقاة على عاتقى، لأنه لم يكن ممكنًا أن أكمل دون أن أقدم شيئًا جديدًا، خاصة أنى بطبيعتى أبذل مجهودًا كبيرًا فى أصغر الأدوار التى قدمتها، كما أنى لا أقبل أبدًا أن أقدم الكوميديا المبتذلة والإفيهات الجنسية.
■ ما رأيك فى برامج المقالب التى تقدم حاليًا وبينها برنامج رامز جلال على سبيل المثال؟
- لا أتابعها، ولا أتابع رامز جلال، وكل ما أستطيع قوله هو إنى أرفض هذه النوعية من البرامج، لأن الضحك لا يأتى أبدًا بالعنف والضرب والدموع والدم، فليس هناك أى ضحك فى تلك الأفعال الشاذة، فما الذى يضحك فى مشاهد العنف؟.. وماذا سيحدث لو فقد أحدهم حياته فجأة بسبب برنامج؟
■ بعد هذه السنوات.. ألا تفكر فى العودة لتقديم الضحك لجمهورك؟
- أجهز حاليًا لحلقات بعنوان «بومبة وصحباتها»، وسأقدم فيها نوعًا جديدًا من الضحك، لكنى فضلت عدم عرضها فى رمضان، بسبب زحام الموسم، لكنها ستظهر عقب عيد الفطر بإذن الله.