رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أبوزيد يكتب: ولنقاوم صفاقة الحلف الصهيو- أمريكى


شاء القدر أن تحل الذكرى الـ٧١ للنكبة، ذكرى التهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم على أيدى العصابات الصهيونية المسلحة منذ عام ١٩٤٨، وإعلان دولة الكيان الصهيونى التوسعية فى ١٥ مايو من العام ذاته، فى وقت يحاول فيه الحلف الصهيو- أمريكى أن ينسف حق العودة تمامًا من خلال ما يسمى خطة صفقة القرن، التى تحاول الآلة الإعلامية الجهنمية للوبى الصهيونى الترويج لها تحت مسمى «التسريبات» لشد انتباه الرأى العام العالمى لها.
كان من المفترض أن يعلن عن الخطة فى الذكرى ذاتها الـ٧١ للنكبة، لبث اليأس والإحباط لدى الشعوب العربية، وفى القلب منها شعبنا العربى الفلسطينى، ولكن مهندس الصفقة جيسون جرينبلات، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى، أعلن أن الخطة سيكشف النقاب عنها بعد عيد الفطر، عقب تشكيل الحكومة الجديدة للكيان الصهيونى، ومرور عيد نزول التوراة «شفوعوت» الذى ينتهى فى مساء العاشر من يونيو المقبل، وذلك خلال مقابلة له مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، وكشف عن مزيد من ملامح الخطة المرتقبة، مؤكدًا بكل بجاحة ووقاحة أن الشىء الوحيد الذى لن تقدم عليه إدارة ترامب هو أنها لن تتهاون فى أمن إسرائيل، وأن خطة السلام ستتناول جميع القضايا الأساسية والجوهرية، مؤكدًا أنها خطة سياسية واقتصادية على حد سواء، وأنها تتضمن حلولًا لكل قضية، ومعلقًا على السجال الذى دار بين وزيرى خارجية فلسطين والولايات المتحدة فى اجتماع مجلس الأمن غير الرسمى لمناقشة المستوطنات الإسرائيلية، والذى اتهم فيه وزير الخارجية الفلسطينى، رياض المالكى، أمريكا بأنها تصوغ خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل، وليس اتفاقية للسلام، وأشار جرينبلات إلى أن يوم الاجتماع كان عدائيًا ضد إسرائيل بشكل متعمد، نظرًا لأنه عقد فى يوم استقلال إسرائيل، وبعد أيام فقط من إطلاق ٧٠٠ صاروخ على إسرائيل من غزة.
ولمعرفة حقيقة صفقة القرن لا بد من معرفة صانعيها، فالأول جرينبلات عمل مع ترامب ٢٠ عامًا محاميًا متخصصًا فى قوانين العقارات، ومستشارًا لشركاته وممتلكاته العقارية التى تتوزع داخل وخارج أمريكا قبل اكتشاف مواهبه الجديدة، التى لم يسبق له الانخراط فيها؛ ليشغل منصب مبعوث شخصى لترامب لعملية السلام بالشرق الأوسط، وهو يهودى متشدد اعتاد على ارتداء «الكيباه» السوداء التى يرتديها اليهود المتدينون، ومنحاز تمامًا للكيان الصهيونى، حيث أشار فى تعليق له لوكالة «رويترز» الإخبارية حول التنازلات المطلوبة لتمرير صفقة القرن، قائلًا: «إن الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى لديهما القدرة على تقديم تنازلات»، لكنه أشار إلى أنه «لا تنازلات بشأن احتياجات إسرائيل الأمنية»، ويعد العقل المدبر لصفقة القرن، بينما مهندس تمرير الصفقة فهو جاريد كوشنر، لاعب كرة السلة السابق، وتنوعت أعماله ما بين مطور عقارات، وناشر للصحف، لكنه ارتقى إلى عالم الدبلوماسية والسياسة بعد تولى ترامب رئاسة أمريكا، حيث إنه والد زوجته، وتم اختياره مستشارًا أولًا له، وأحد مفوضيه الرسميين لرسم خطوط صفقة القرن، وهو يهودى متشدد، شديد الانحياز لإسرائيل.
أما الثالث فهو ديفيد فريدمان الذى أمضى ما يزيد على ١٥ عامًا محامى تفليسات، ومستشارًا قانونيًا لشركات ترامب، وعمل مستشارًا له للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية إبان الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية، وله سجل فى الدعم المالى للمستوطنات، وهو يهودى متشدد فى الدفاع عن حقوق إسرائيل، وبناء المستوطنات، حيث يرى أنها شرعية، وكان طبيعيًا أن يتم اختياره سفيرًا لأمريكا لدى الكيان الصهيونى، وينتمى لتيار اليمين المتطرف.
ومن جانبنا نقول إن خطة صفقة القرن ما هى إلا صفقة للحلف الصهيو- أمريكى من أجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى على حساب شعبنا العربى الفلسطينى، لذا وجب علينا مقاومتها، ووحدة الصف الفلسطينى، والعربى هى الصخرة التى ستتحطم عليها هذه الصفاقة.