رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فحص إجباري".. خطة "الصحة" لمواجهة الإعاقة السمعية لحديثى الولادة

الإعاقة السمعية
الإعاقة السمعية

"فضلت حوالي شهر بعد ولادته مش عارفة اتعامل معه ولا يشعر بي عندما انادى عليه"، هكذا قالت والدة الطفل "أحمد" عن اكتشافها لتعرض ولديها لإعاقة سمعية، لم يكن يسمع أي صوت عالي أو تشد انتباهه مؤثرات صوتية، حتى قررت عرضه على طبيب مختص في علاج ضعف السمع.

وقال الطبيب أن إعاقة الطفل السمعية تصنف كصمم ولادي، وهي تحدث قبل أن يكتسب الطفل اللغة أو الكلام، وفي هذه الحالة كان عليه اكتساب اللغة من خلال حاسة البصر حتى يتم علاجه تدريجيا، ومع مرور الوقت أصبحت الإعاقة السمعية متوسطة إذ بلغ قدرها 43 "ديسيبل" وصٌنفت أنه ضعيف السمع لكن قادرا على التواصل في المدرسة والبيت بإستخدام الوسائل السمعية.

سماعات الأذن كانت هي الحل للطفل، وأرشد الطبيب والدته على نوع من السماعات يمكن استخدامه في هذا السن ليساعده على السماع بدقة عالية وتطوير القدرة اللغوية والمهارات الاجتماعية أيضا، حتى تقلل من فرص فقدان السمع الكلي مع العلم أن السماعة الطبية لن تسترجع حاسة السمع لكنها ستحافظ على المستوى الحالي.

واطلقت وزارة الصحة هذا العام حملات للكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها، وكانت إحدى خطط الوزارة علاج الإعاقة السمعية لدى حديثي الولادة ضمن فحوصات إجبارية يخضعون لها، مع توفير كل المعدات والأجهزة لقياس السمع على أن يطبق القرار في يونيو المقبل بعدة مراكز طبية بجميع المحافظات.

واعلنت متابعة الحالات المصابة من خلال نظام مختص للمرضى الذين خضعوا لعمليات سمعية حتى عمر سنتين لكونه السن الأمثل لإجراء تدخل جراحي لزراعة قوقعة، وأيضا توفير الصيانة اللازمة لجهاز القوقعة، وتمكين المواطنين من التسجيل في الكشف لإجراء عمليات لأولادهم عن طريق الخط الساخن للمبادرة 15300، وتلقت الوزارة أكثر من 2678 استفسارا خلال الأشهر الماضية.

وقال الدكتور سامى المشد، عضو لجنة الصحة فى البرلمان، إن الوزارة وفرت عدد كبير من القوقعات، وتسعي لتدشين حملة دعائية تؤكد أن الطفل لا يواجه إعاقة سمعية، بل له دور مهم للأسرة وخاصة في المراحل الأولى، ويجب أن تتأكد الأسرة من الاختبارات ومعرفة مدى مستوى السمع لديه، والتوعية للاسر للقضاء على ضعاف السمع.

ودعا "المشد"، أولياء الأمور بالتوجه للمراكز المتخصصة فى حالة وجود مشاكل سمعية أو إعاقة لحديثى الولادة، وتوفير العلاج اللازم، أو زرع قوقعة، مؤكدا أن المراكز مؤهلة لإستقبال كافة الحالات وخاصة الموجودة فى الجامعات، والتابعة لوزارة الصحة.

وأشار إلى أنهم يعملون على الاهتمام بجودة الخدمة الطبية المقدمة في جميع التخصصات التي تشملها المبادرة الرئاسية، ومتابعة مراحل تتطور الطفل لمعرفة مدى إستجابته للعلاج.

وقالت وزارة الصحة إنه تم إجراء 973 حالة زراعة قوقعة، 386 حالة لطفل جاري تجهيزهم واستكمال الإجراءات الخاصة بهم، تمهيدا للزرع خلال الأيام المقبلة، تم الإنتهاء من 155 ألفًا و273 عملية جراحية بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمنع تراكمات قوائم الانتظار في التدخلات الجراحية الحرجة بالتخصصات التسعة التي تشملها المبادرة، منذ انطلاقها في شهر يوليو الماضي.

عمار عبدالله، من محافظة كفر الشيخ، 22 عاما، لديه ضعف بالسمع، يحكي لـ "الدستور" قصة ضعف السمع وارتدائه سماعة منذ الصغر ورأيه في مبادرة وزارة الصحة، قائلا:"لم اكتشف الامر إلا مؤخرا في الصف الأول الإعدادي، عن طريق الملاحظة فلم أكن اسمع جيدا، ولم استطع التواصل مع أي شخص لأن العصب بالأذن اليسرى بها فصل نهائي، وبالعلاج بدأت الأذن تتحسن،وكان لابد من سماعة طبية، وكل ما السن يكبر يضعف العصب ومن ثم السمع، والسماعة ما هي إلا أداة للمحافظة نسبة السمع".

وتابع "عمار"، أن ضعف السمع ليس له علاج نهائي، والعمليات الطبية مكلفة للغاية وبها خطورة كبيرة حسب آراء الأطباء، وعندما سأل الأطباء قالوا إن نسبة النجاح لا تتعدي 5%.

ويؤكد "عمار"، أن التأمين الصحي لم يساعده وقتها بأي شيء ولا يقدم أي خدمة لضعاف السمع، وكان قد ذهب لطبيبة التأمين بالجامعة يوما، وكان الرد "مش هينفع تعمل تأمين"، فخرج لاستكمال الكشف والمتابعة مع طبيب خاص في عيادته على نفقته الخاصة، ولا يوجد في مصر سماعات طبية ذات كفاءة أو جودة مناسبة بل جميعها تجارية.

وأختتم أن الكشف على حديثي الولادة يحتاج مهارة وخبرة عالية وأجهزة متخصصة، لأن مريض ضعف السمع أثناء الكشف عليه يتعاون مع الدكتور مباشرة أثناء قياس الرسم السمعي الذي من خلاله يتضح مدي السماع من عدمه، والسؤال: كيف يتجاوب الطفل حديثي الولادة مع الطبيب لتحديد مستواه السمعي؟، الامر الثانى يخص جهاز قياس ضغط السمع كيفية التعامل معه لوليد، كل هذه أسئلة مهمة للغاية طرحها على مسئولي المبادرة والمتخصصين في الكشف.

"إحصائيات"
أصدرت منظمة الصحة العالمية أخر احصاءيات عن الإعاقة السمعية في عام 2018، أفادت أن 432 مليونا من البالغين و34 مليونًا من الأطفال من سكان العالم يعانون من الإعاقة السمعية، وأنه يمكن الوقاية من 60% من حالات فقدان السمع لدى الأطفال عن طريق اتخاذ الإجراءات في مجال الصحة العمومية.

وأثبتت الدراسات أيضا أنه يوجد طفل أو اثنين من كل 1000 طفل يولد مصابا بفقد سمع دائم في إحدى الأذنين أو كليهما.