رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفوت النحاس: محدودو الدخل الأكثر حرصًا على دفع أموال الزكاة

جريدة الدستور

«هدفنا رعاية المحتاجين ومساعدتهم فى الوصول للحياة الكريمة، ووسيلتنا جمع أموال الزكاة وإنفاقها فى مصارفها الشرعية».. بهذه الكلمات لخّص الدكتور صفوت النحاس، الأمين العام لمؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصرى، الدور الذى تلعبه المؤسسة العاملة تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وكشف «النحاس»، فى حواره مع «الدستور» عن توقف البيت، هذا العام، عن توزيع «كراتين رمضان» نظرًا لصعوبة التأكد من وصولها إلى مستحقيها، مشيرًا إلى المساهمة بفاعلية فى مبادرتى القضاء على فيروس «سى» وقوائم الانتظار.. وإلى الحوار:
■ بداية.. ما الذى قدمه بيت الزكاة والصدقات المصرى منذ حلول شهر رمضان؟
- منذ تأسس بيت الزكاة والصدقات المصرى عام 2014 لتلقى أموال الزكاة والصدقات وإنفاقها فى مصارفها الشرعية وهو يختلف عن غيره، فى ظل عمله تحت رئاسة شيخ الأزهر ومجلس أمناء يتكون من شخصيات مرموقة تملك خبرات فى هذا المجال وتهتم بإنفاق أموال الزكاة فى مصارفها الشرعية.
والمختلف هذا العام أننا قللنا الإعلانات إلى النصف، وتوقفنا عن توزيع «كراتين رمضان» بعد دراسة الأمر بشكل مستفيض واكتشاف عدم وجود آلية تضمن وصول هذه الكراتين إلى مستحقيها، وبدلًا من ذلك قررنا مضاعفة الإعانة الشهرية التى نوزعها على المستحقين حتى يتمكنوا من تدبير احتياجاتهم بأنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، تعاقدنا مع بعض الشركات لتحصيل أموال المتبرعين من منازلهم، وقمنا بمد ساعات عمل الرقم الموحد لقبول الزكاة والصدقات من 10 صباحًا حتى 12 مساءً، مع زيادة أكشاك التحصيل فى المولات الرئيسية والمحلات الكبرى ببعض المدن، كما قررنا لأول مرة إقامة إفطارات جماعية طوال شهر رمضان داخل المدن الجامعية لجامعة الأزهر.
■ كم عدد الأسر التى يرعاها بيت الزكاة شهريًا؟
- بيت الزكاة يخصص إعانات لنحو 86 ألف أسرة شهريًا، بقيمة إجمالية تصل إلى 42 مليون جنيه، وتتقاضى رواتبها بكل كرامة، وبنسبة 100%، من مكاتب البريد أو من البنوك، وتحدد قيمة كل راتب حسب عدد أفراد الأسرة، وفى الغالب تتراوح قيمة الإعانة الشهرية بين 500 وألف جنيه.
كما يتولى البيت دفع المصروفات المدرسية لبعض الطلاب من أبناء الأسر التى لا تستطيع الدفع، وكذلك يصرف 10 ملايين جنيه شهريًا لدعم الراغبين فى الزواج والغارمين، وبعض الإعانات الأخرى. وإلى جانب ذلك يصرف بيت الزكاة نحو 35 مليون جنيه شهريًا لتوفير نفقات العلاج والرعاية الصحية للمحتاجين، ويدعم إجراء العمليات الجراحية لمستحقى الزكاة، ويدفع كل تكاليف العمليات والإقامة بعد بحث حالاتهم الاجتماعية ودون التقيد بأى عدد فى إطار مبادرة القضاء على قوائم الانتظار بالمستشفيات.
■ ما المجالات الصحية التى تتدخلون فيها لتقديم الدعم للمحتاجين؟
- بيت الزكاة مشترك فى جميع مبادرات رئاسة الجمهورية للرعاية الصحية، وعلى رأسها مبادرة قوائم الانتظار، ولدينا مكاتب موجودة فى عدد من المستشفيات الرئيسية مثل قصر العينى ومستشفى أبوالريش ومعهدى الكلى والكبد وغيرها، ولدينا أيضًا بروتوكول تعاون مع 113 مستشفى فى جميع محافظات مصر، ونتدخل فيها جميعًا لمعالجة المرضى من مستحقى الزكاة.
ونتحمل تكاليف العلاج للمحتاجين فى مجالات متعددة مثل علاج أمراض الدم والمناعة والأورام، وكذلك عمليات غسيل ونقل الكلى وتركيب القواقع السمعية للأطفال وعلاج الشفة الأرنبية، بالإضافة إلى جراحات القلب والمخ والأعصاب، وحتى الآن أنفقنا نحو 70 مليون جنيه على تقديم الرعاية والعلاج لمرضى فيروس «سى».
■ ما المبادرات الأخرى التى تشاركون فيها؟
- نشارك بشكل فعال فى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى الخاصة بـ«سجون بلا غارمين»، وأحب أن أؤكد أن المبادرة، ومنذ انطلاقها، يسرت التعامل مع هذه القضايا بشكل كبير، وسهلت التوصل إلى الصلح فى كثير من القضايا بعد أداء الديون لمستحقيها سواء كانوا أفرادًا أو جهات.
كما أنها سهلت التفاوض مع البنوك والجمعيات لأداء بعض الديون الناتجة، وعلى العموم نحن نعمل بشكل مكثف على حل مشكلات الغارمين وقضاياهم من خلال فريق عمل متخصص وقانونيين على أعلى مستوى.
■ ماذا عن تعاونكم مع المؤسسات الحكومية فى مجال الرعاية الاجتماعية؟
- بيت الزكاة تمكن العام الماضى من تجهيز وفرش نحو 1500 شقة فى مشروعات الرعاية الاجتماعية التى تنفذها الدولة مثل «روضة السيدة» و«أهالينا» وغيرها، وأنفق فى هذا المجال نحو 80 مليون جنيه.
كما يقدم إعانات شهرية لأهالى شمال سيناء المتضررين من الأعمال الإرهابية، فمثلًا تحمل بيت الزكاة تكلفة 2 مليون جنيه لترميم وبناء نحو 25 منزلًا بقرية الروضة بمنطقة بئر العبد، ويتكفل بدفع مبالغ شهرية لا تقل عن ألف جنيه لأسر 300 شهيد بالمنطقة، إلى جانب صرف إعانات أخرى لأسر المنطقة التى تحتاج لذلك وفقًا للمعايير المتبعة.
■ ماذا عن نشاطكم بالقرى الأكثر فقرًا بعموم الجمهورية؟
- اتفقنا مع المحافظات للعمل فى القرى الأكثر فقرًا ومسحها من خلال فرق العمل، للتعرف على احتياجاتها، وبدأنا بالفعل فى تنفيذ المشروعات تبعًا لاحتياجات كل قرية مع صيانة المدارس والطرق والمرافق الرئيسية الموجودة بها.
وبدأنا بالفعل فى تنفيذ هذه المشروعات بإحدى قرى محافظة أسيوط، واستكملنا وصلات مياه الشرب وشبكة الصرف الصحى بـ5 قرى أخرى، وافتتحنا مستشفى بإحدى القرى التابعة لمركز أبوحمص بمحافظة البحيرة لخدمة نحو 10 قرى، وسلمناها لوزارة الصحة وتعاونا فى ذلك مع المؤسسة الملكية البحرينية.
وشهد العام الماضى عدة زيارات من فرق عملنا لمناطق الوادى الجديد وأسوان وحلايب وشلاتين للتعرف على احتياجاتها.
■ أطلقت الدولة مبادرة حماية الأطفال بلا مأوى.. ما دور بيت الزكاة فى ذلك؟
- أنشانا مركزًا لرعاية وتدريب الأطفال بلا مأوى على بعض المهن وانتهينا بالفعل من بنائه، وخلال 6 أشهر سينتهى فرشه وتهيئته لاستيعاب 500 طفل، وهو عدد قابل للزيادة حال توافر الموارد والتبرعات.
والهدف من المركز هو تدريب هؤلاء الأطفال على مهن وحرف تصلح لربطهم بسوق العمل، خاصة فى المناطق الصناعية التى تحتاج إليهم بعد التخرج، ونستهدف ربط هؤلاء الأطفال ببعض المصانع العاملة فى المنطقة الصناعية ببلبيس وندرس أيضًا ربطهم باحتياجات بعض الشركات الكبرى مثل العربى والسويدى وغيرهما. وإلى جانب ذلك، نتكفل فى «بيت الزكاة» برعاية أسر بعض المسجونين بالتعاون مع وزارة الداخلية وكذلك رعاية الأطفال فى ملاجئ الأيتام ونتولى تزوديهم بالملابس واحتياجات الدراسة وغيرهما، مع مساعدة الراغبين منهم فى الزواج، وترميم وبناء البيوت لبعض الأسر التى فقدت عوائلها.
بالإضافة إلى كل ذلك يقيم البيت حفلات زفاف جماعى للمحتاجين ويتولى فيها تجهيز بيوتهم وتحمل تكاليف الزفاف كاملة.
■ ماذا عن إسهاماتكم فى مجال دعم الطلاب الموهوبين؟
- البيت يدعم الموهوبين من طلبة العلم فى جميع المؤسسات التعليمية خاصة المتميزين منهم، مثل طلبة جامعة زويل والجامعة اليابانية وغيرهما، وهى جهات تصل فيها تكلفة الدراسة للطالب الواحد إلى نحو 70 ألف جنيه فى السنة، ونحن نتكفل بنحو 10 طلاب سنويًا، واختيارنا لهؤلاء الطلاب يأتى بعد قياس معدلات الذكاء وإجراء اختبارات مختلفة للتعرف على مواهبهم.
■ كم يبلغ حجم التبرعات التى يجمعها بيت الزكاة سنويًا؟
- أموال الزكاة فى مصر تقدر بنحو 60 مليار جنيه، وقيمة ما تحصله المؤسسات القائمة والجمعيات الكبيرة لا يزيد على 6 مليارات جنيه منها، وكل ما يجمعه «بيت الزكاة» طوال العالم لا يزيد على ٨٠٠ مليون جنيه سنويًا. ومنها نتولى الصرف على جميع المجالات التى ذكرناها سابقًا، وكذلك نسهم فى المبادرات المختلفة ونخصص مبالغ مالية لدعم الأسر المحتاجة.
■ هل أثرت الأوضاع الاقتصادية على حجم التبرعات لبيت الزكاة؟
- على العكس، لأن معظم المصريين يعتبرون شهر رمضان هو موسم دفع الزكاة السنوية، لذا فإن ما نحصله فى هذا الشهر وحده يبلغ نحو 65% من إجمالى أموال الزكاة والصدقات كل عام.
وعلى العموم، فإن 70% من أموال الزكاة يأتى إلينا من محدودى الدخل الذين يكونون الأكثر حرصًا على دفع الزكاة، ولا يعنى ذلك مطلقًا أن الأثرياء لا يسهمون فى الزكاة، فمثلا شهدنا العام الماضى تبرع أحد رجال الأعمال بمبلغ 3 مليونًا ونصف المليون جنيه.
كما أن بعض الأثرياء يفضلون التبرعات العينية، ومنهم من تبرع لنا بنحو 45 فدانًا فى الدلتا، ومنهم من تبرع بفيلات وشقق سكنية على أن تؤول ملكيتها إلينا بعد وفاته، ومنهم من يتبرع بمقتنيات ذهبية وهكذا.