رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سكينة فؤاد: أدعو رئيس الوزراء لإعادة قراءة التاريخ الحقيقى لـ"ديليسبس" (حوار)

جريدة الدستور

طالبت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بإعادة قراءة التاريخ الحقيقي للمهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، بعد أن صدر عنه قرار باعتبار تمثال الأخير أثرًا، ويسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وهو القرار الذي نشرته جريدة الوقائع المصرية.

ودعت فؤاد، في حوارها مع "الدستور"، بتكوين جماعة "حماة قناة السويس" للرد على من يطالبون بوضع تمثال "ديليسبس" على مدخل قناة السويس مرة أخرى؛ وإلى نص الحوار:

* بداية، ما رأيك فى قرار رئيس الوزراء باعتبار تمثال ديليسبس أثرًا؟

- أنا واثقة أن الدكتور مصطفى مدبولى لو قدم له التاريخ الحقيقي للشخصية التى يحملها هذا التمثال، وما يمثله من تاريخ استعماري، وأنه قاد مشروعا من أكبر المشروعات بالسخرة فى تاريخ مصر، وأنه رمز لمرحلة استغلال استنزفت ثروات مصر وقناة السويس لأكثر من 100 عام، وأن من أسقط ذلك التمثال هم الفدائيين وفرق المقاومة الشعبية سنة 1956م رمزًا لتحقيقهم للنصر على قوات العدوان الفرنسية والإنجليزية التي جاءت لتعيد احتلال مصر كلها وتستولى على القناة قبل الإقدام على صدور القرار لكان الأمر اختلف تمامًا.

* وماذا عن رمزية فكرة إعادة تمثال "ديليسبس" إلى قاعدته بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة بورسعيد والشمالي الغربي لمدخل القناة؟

- التمثال يرمز إلى حقبة استعمارية واستغلال لمائة عام، إضافة إلى سخرة أسقطت 120 ألف عامل وفلاح مصري، وأرجو من لا يعرفون تاريخ مصر أن يقرأوا ما تم استنزافه من أموال من حقنا، فإنه من غير المنطقى بدلًا من أن نطالب بتعويض عن تلك الفترة نتحدث عن إعادة التمثال إلى قاعدته.

كما أن الدعوى القضائية التى أعدها شباب بورسعيد ضد عودة وضع تمثال "ديليسبس" لمدخل قناة السويس، تضم حقائق يشيب لها الولدان عما فعله الاستعمار القديم بنا والتى يريد الاستعمار الجديد إلا ننساها، وأن يمجد رمز من رموزها مرة أخري.

* إذًا.. ما أبرز الحقائق والنقاط التى لفتت انتباهك عند إطلاعك على وئاثق الدعوى القضائية؟

- أبرزها استمرار السيطرة وتاريخ السخرة، وتاريخ استنزاف ثروات المصريين، وسيطرة الشركة الفرنسية على قناة السويس وعلى مقدرات المصريين وأموالهم، وعلي مدن القناة، والتفرقة التى كانت بين أبناء المنطقة من عرب وأجانب، ودعنى أوضح أن خلاصة ما قرأته من الوثائق يؤكد أننا لا نعرف تاريخنا الوطنى حق المعرفة، وأنه يجب أن نعيد قراءة تاريخنا مرة أخرى، وبالمناسبة يُدرس لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية أن "ديليسبس" وراء خيانة الزعيم أحمد عرابي، واحتلال الإنجليز لمصر، ودعنى أتساءل بعد كل ذلك: هل نحن نرفع الآن تمثال الخونة وقادة عمليات السخرة لمدخل قناة السويس ؟! الإجابة أنه يجب أن يقف رمز من العمال والفلاحين الذين حفروها وجرت دمائهم فى القناة قبل المياه، ومع ذلك نحن لا ندعو إلى تحطيم تمثاله ولكن ندعوا لوضعه بالمتحف القومي ببورسعيد مع وضع تاريخه للأجيال.

كما أننى أوجه سؤالا لمن يدافعون عن وضع هذا التمثال على مدخل قناة السويس، لماذا لم يغضبهم التمثال الذى يوجد بمدخل "السوربون"؟ الذى نحته"بيرتولدي" يصور فيه "شامبليون" وهو يضع حذائه على رأس تمثال فرعوني، وهو التمثال الذى تم استنساخ نسخة منه ووضع عام 2014 فى مدخل إحدى الجامعات الفرنسية، فهل نحن نقبل بإهانة تاريخنا ثم نرفع تمثال ورمز لمن أهانونا واستعمرونا واستنزفونا وقتلوا أبنائنا على مدخل قناة السويس؟!

* بعض الأصوات طالبت بتطبيق قانون حماية الآثار بناء على القرار الصادر من مجلس الوزراء لوضعه في مخازن الهيئة.. هل تؤيدين ذلك؟

- لا ننفى التاريخ، ولكن نريد أن نصحح الوقائع، دعنى أوضح أن فكرة شق قناة السويس تعود للفراعنة وليس لـ"ديليسبس" ولكن دعونا نفتش فى من كان وراء استغلال علاقته بالخديوي سعيد فى أن يدعو "ديليسبس" للتوقيع على عقدي الإذعان وأنا قرائتهما وهما بالمناسبة كتبوا باللغتين الفرنسية والتركية وليس أيًا منهما كتب باللغة العربية، كما أنه عندما حاول الخديوى سعيد أن يتراجع عن مشروعه قام "ديليسبس" بتهديده، وأعطيت حق السيطرة فيه لإمبراطور فرنسا دون وجود أى حق لمصر في العقدين، وهى العقود التي قدمها شباب بورسعيد فى دعواهم القضائية وتنظر أمام قضائنا المصرى العادل الذى أثق فيه وفى أحكامه ووطنيته.

- إذا ما المطلوب لدعم مطالب أهالى بورسعيد لعدم عودة التمثال؟

- بداية، أنا ادعو الي تكوين جماعة وطنية من حماة قناة السويس وتاريخنا الوطني يكون دورها إعادة قراءة تاريخنا الوطنى مرة أخرى، للرد على جماعة "أصدقاء القناة" وتضم أعضاء من أحفاد المستغلين القدامى، كما أؤكد فى نهاية حديثى أننا علينا أن نطالب بتعويض عما أخذوه، وأرفض أيضًا تصريحات السفير الفرنسي أن التمثال يجسد علاقة بين مصر وفرنسا، واعترض على رفضه رفع تمثال "شامبليون" من جامعة السوربون، لأن العلاقة بينهما أكبر من هذا بكثير.

جدير بالذكر أن التمثال نحته الفنان الفرنسي الشهير إمانويل فرميم عام 1899، وذلك محاكاة لشخصية فرديناند ديليسبس.