رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا روض الفرج.. الدستور في «أرض المعجزة»

جريدة الدستور

دخل محور روض الفرج العمل رسميًا، بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى له مع عدد من المشروعات القومية الكبرى فى مجال الطرق والكبارى والمحاور المرورية، انطلاقًا من الجهود المبذولة للارتقاء بمشروعات البنية الأساسية فى كل المجالات ومنها مجال إنشاء الطرق والكبارى. وزارت «الدستور» المحور قبل الافتتاح وبعده، لترصد وتسجل كواليس الإنجاز الضخم، حيث التقت عددًا من المسئولين عن تنفيذ المشروع، إلى جانب استطلاع رأى عدد من قائدى المركبات، والعمال الذين شاركوا فى أعمال الإنشاء.

الكوبرى الملجم تحوّل لمزار سياحى بابتكار أول ممشى زجاجى فى الشرق الأوسط
يربط محور روض الفرج شرق القاهرة بغربها، ويمتد ليصل العاصمة بمحافظات الجمهورية المختلفة وصولًا إلى محافظة مطروح فى أقصى شمال غرب مصر.
ويتكون المحور من اتجاهين، وعرضه ٦٤٫٥ متر وهو أكبر الطرق عرضًا فى العالم، ويضم كل اتجاه ٦ حارات مرورية، ٤ منها للسيارات الملاكى وحارتان للأتوبيسات شاملة ٦ منازل ومطالع بمنطقة المظلات و٨ مطالع ومنازل بالدائرى.
ويقلل المحور زمن الرحلات بين شرق وغرب القاهرة والعكس بحيث يكون محورًا موازيًا لمحور ٢٦ يوليو، ما يساعد بشكل كبير على حل الأزمة المرورية، وإيصال القادم من مناطق شرق القاهرة «مدينة نصر ومصر الجديدة» إلى غرب العاصمة فى «الشيخ زايد و٦ أكتوبر» دون المرور بمنطقة وسط البلد.
كما يوفر المحور حوالى ٣٠٠ مليون جنيه سنويًا عبارة عن سولار وبنزين كانت تستهلكها السيارات فى الرحلة من شبرا إلى طريق مصر إسكندرية الصحراوى، كما أنه من المقرر أن يختصر المحور الجديد مدة الرحلة لتصل إلى ٢٠ دقيقة فقط.
ويضاعف من قيمة محور «تحيا مصر» ربطه بين الطريق الدائرى والطريق الدائرى الإقليمى، وتمتد مرحلته الأولى بطول ٣٠ كيلومترًا من تقاطع طريق إسكندرية الصحراوى عند علامة ٣٩ وحتى تقاطع الطريق الدائرى عند منطقة الوراق.
وتشمل المرحلة الثانية من المحور الجزء الذى يبدأ من تقاطع الطريق الدائرى عند منطقة الوراق مرورًا بالنيل الغربى وجزيرة الوراق فى النيل الشرقى حتى منطقة شبرا الخيمة.
وتجلى هذا الصرح العملاق بجهود ٤ آلاف مهندس وعامل فنى من خيرة البناءين المدنيين تحت إشراف الضباط المميزين من إدارة المهندسين العسكريين.
وتوجت المرحلة الثانية من كوبرى «تحيا مصر» بإنشاء كوبرى تحيا مصر الخرسانى الملجم الذى استحق أن يسجل فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية العالمية بوصفه أعرض الكبارى الملجمة حول العالم.
وتكتمل اللمسة الجمالية لكوبرى «تحيا مصر الملجم» لتجعل منه مزارًا سياحيًا بابتكار أول ممشى سياحى زجاجى بالشرق الأوسط، وذلك على أجناب الكوبرى المعلق على نهر النيل الخالد.
وكشف هانى يونس، المستشار الإعلامى لرئيس مجلس الوزراء، عن أنه لا صحة لما تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعى من تحطم جزء من الممشى الزجاجى للمحور.
وكتب «يونس»، على حسابه الشخصى على «فيسبوك»، أنه تواصل مع شركة «المقاولون العرب» التى أكدت له أن هذا الكسر حدث منذ فترة أثناء المراحل الأولى من تجارب التركيب، ولكن تم تدارك الأمر فيما بعد.
ومن المقرر إنشاء امتداد لمحور المشير طنطاوى بطول ٨ كيلومترات وعرض ٣٠ مترًا ليُصبح ٣ حارات مرورية لكل اتجاه لربط كوبرى ٦ أكتوبر بمحور المشير، كما تم الانتهاء من كوبرى المقدم شهيد أحمد أبوالنجا «اتجاهين» لخلق تقاطع حر بين محورى المشير والشهيد.

مدير المشروع: هدفه تخفيف الضغط المرورى على قلب العاصمة وربطها بمنطقة الدلتا
قال المهندس محمد فوزى، مدير المشروع، لـ«الدستور»: «بلغت تكلفة هذا المشروع نحو ٦ مليارات و٤٠٠ مليون جنيه، ومنذ عام ٢٠١٦ ونحن نفكر فى إنجاز هذا المشروع الضخم، وهذه هى أول مرة يتم فيها إنشاء كوبرى بأيادٍ مصرية ١٠٠٪، حتى إن العمال لم يكونوا مؤهلين لبناء مثل هذه الكبارى المعلقة الكبيرة من قبل، لكن تم تدريبهم جيدًا».
وأضاف: «يربط محور روض الفرج شمال وشرق القاهرة بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى عند الكيلو ٣٩، ويبلغ طوله ٦٠٠ كيلومتر، وينقسم إلى ٣ مراحل هى: المرحلة الأولى وتبدأ من الطريق الدائرى الإقليمى حتى طريق القاهرة- إسكندرية الصحراوى بطول ٣٠ كيلومترًا، والمرحلة الثانية من المشروع تمتد من الكيلو ٣٩ من طريق الإسكندرية الصحراوى حتى الطريق الدائرى عند منطقة بشتيل، والمرحلة الثالثة من الطريق الدائرى وتصل إلى منطقة شبرا».
وعن اتجاهات المحور قال: «يتكون من اتجاهين عبارة عن ٦ حارات مرورية فى كل اتجاه، ويبلغ عرضه ٦٦.٨ متر، ويضم كل اتجاه ٦ حارات ٤ منها للسيارات الملاكى، وحارتان للأتوبيسات تشمل ٦ منازل».
وخلال الجولة، أوضح لـ«الدستور»، أن محور روض الفرج: «يشمل ٣١ مطلعًا ومنزلًا، وهى ٦ منازل ومطالع بمنطقة المظلات، و٨ مطالع ومنازل بالطريق الدائرى، و٣ منازل فى بداية المحور بالخلفاوى، ومنزلين على كورنيش النيل للقادم من الطريق الزراعى والقادم من وسط القاهرة، و٣ منازل بشبرا منها ٢ لشارع دولتيان حتى كوبرى أبووافية، ومنزل للكورنيش للمتجه إلى وسط القاهرة».
وأضاف: «منزل الكوبرى الرئيسى الذى يؤدى إلى ترعة الإسماعيلية حتى محطة الكهرباء، ويوجد فى نهاية المحور عند الطريق الدائرى ٤ منازل و٤ مطالع من الطريق الزراعي».
وتابع: «يتكون الكوبرى من ٣ أجزاء رئيسية: الأول كوبرى النيل الشرقى المعلق الذى جرى تنفيذه على عمودين بارتفاع ٩٣ مترًا، وكوبرى النيل الشرقى يعد من أكبر الكبارى المعلقة عرضًا فى العالم، والجزء الثانى هو كوبرى النيل الغربى الذى تم إنشاؤه بنظام العربات المتحركة».
وأوضح: «يصل طول الكوبرى إلى ٧٢٠ مترًا، بارتفاع ١٤ مترًا عن سطح الأرض، حيث يضم أعرض فاتحة ملاحية فى النيل بطول ٣٠٠ متر، ويتكون المحور من ٦ أعمدة خرسانية، بواقع ٣ أعمدة فى كل اتجاه، وتم مد ١٦٠ كبلًا معدنيًا لحمل الكوبرى بإجمالى أوزان ١٦٠ طنًا، وبأطوال تصل إلى ١٦١ مترًا، لافتًا إلى أنه جرى استخدام ما يقرب من مليون متر خرسانة وقرابة ٢٥٠ ألف طن حديد أثناء تنفيذ أعمال الإنشاء».
وأشار «فوزى» إلى استخدام عربات وأوناش جديدة بصناعة مصرية حتى تتحمل رفع أجزاء الكوبرى، واستخدام أكثر من ٥٠ ونشًا لحمولات تصل إلى ٦٠٠ طن، و٢٧ ماكينة دق خوازيق، واستخدام ٣٥٠٠ مسمار.
وأوضح أن الكوبرى المعلق له أهمية كبيرة فى مشروع محور روض الفرج، وفكرة إنشاء المشروع الرئيسة تعتمد على تخفيف الضغط المرورى على المحاور الرئيسة فى قلب العاصمة مثل محور ٢٦ يوليو، والطريق الدائرى، إلى جانب خلق مناطق تنموية جديدة وشق طريق يمر فى عدد من المحافظات، والمحور موازٍ لمحور ٢٦ يوليو، ما يساعد بشكل كبير على حل الأزمة المرورية.
ويدرس القائمون على المشروع تنشيط حركة النقل، عن طريق تجديد مرسى النقل النهرى الموجود بالقرب من المشروع، فضلًا عن تخصيص خط سير بأتوبيسات من المحور الجديد إلى مدينة السادس من أكتوبر.
وقال «فوزى» إن السكان القريبين من المحور كانوا يخشون اختفاء الحديقة التى كانت موجودة قبل بداية الشروع، ولكن بعد أن انتهت الشركة المنفذة من أعمال الإنشاءات مدت حديقة كبيرة على جانبى الكوبرى غنية بالأشجار والنباتات.
وتابع: «لاحظنا أن قائدى المركبات يخلطون بين الطرق فزودنا المحور بعلامات فسفورية مع أسهم إرشادية، وندرس تخصيص لون لكل طريق حتى يمكن تمييزه، واستخدام اللون الخاص بكل طريق فى وضع العلامات والإرشادية والخطوط على الأرضية».
وأضاف أن المحور مزود بإضاءة وشاشات إلكترونية قابلة لرسم أشكال مميزة مثل الأهرامات أو كتابة عبارات مثل «رمضان كريم» حسب المناسبة والرسالة المراد توصيلها فى حال الاحتفالات أو الأحداث البارزة.
وقال إن تغيير خطوط الغاز والصرف الصحى كان من أصعب الأشياء التى واجههوها فى المشروع.
والتقت «الدستور» عددًا من العمال الذين شاركوا فى أعمال الإنشاءات، ومن بينهم محمد محمود، الذى قال: «أنا من قنا ودى أول مرة أشارك فى بناء كوبرى كبير زى دا. فى البداية كان الموضوع صعب جدًا، وكنا نعمل لفترات طويلة حتى ننجز المشروع فى وقته».
وأضاف حسن عمر: «إحنا عمال كتير من محافظات مختلفة، فيه من سوهاج والقاهرة والمنيا وكلنا حبينا شغلنا وفرحانين إننا شاركنا فى بناء مشروع ضخم بهذا الحجم. أنا كنت مرعوب وأنا شغال فى الكوبرى المعلق لأنها كانت أول مرة لى، لكن الشركة أمدتنا بالمعدات اللازمة والمدربين، وتم الأمر بنجاح».

سائقون: ينقلنا من شرق القاهرة إلى غربها فى دقائق
قال محمد حسن، أحد المواطنين الذين استخدموا كوبرى «تحيا مصر» فى أول أيام تشغيله، إنه كان يواجه العديد من الصعوبات خلال سفره من مدينة نصر إلى مدينة العلمين الجديدة عبر طريق الإسكندرية الصحراوى، الذى كان يحتاج المرور بقلب القاهرة ومواجهة زحامها الشديد، وهو ما انتهى بالمشروع الجديد.
وأوضح «حسن»: «الرحلة كاملة كانت تستغرق ما بين ٤ و٥ ساعات، من بينها ساعتان ضائعتان فى الزحام المرورى الشديد داخل القاهرة، أما اليوم فستختصر هاتين الساعتين إلى نحو ٢٠ دقيقة فقط، لأن كوبرى (تحيا مصر) سينقلنى من شرق القاهرة إلى غربها عند طريق إسكندرية الصحراوى دون المرور بقلب القاهرة، حيث الزحام واستهلاك الوقت والبنزين».
وأضاف: «هذا الكوبرى يمثل حلمًا بالنسبة لى، خاصة أنى أسافر كثيرًا خارج البلاد بحكم عملى مهندسًا، وكنت أرى مثل هذه المشروعات هناك، لذا عندما صعدت الكوبرى شعرت بأننى فى واحدة من البلدان العديدة التى أزورها».
وقال كريم عبدالله، محاسب فى أحد بنوك القاهرة، إنه يعيش فى مدينة الشيخ زايد التى كان يصل إليها عن طريق «المحور»، حيث يستغرق ساعتين يوميًا فى الزحام، لكن الكوبرى الجديد ينهى ذلك تمامًا، واصفًا إياه بأنه «شريان حياة» جديد فى القاهرة، لربط شرقها بغربها، ووصله العاصمة بمحافظات الجمهورية المختلفة، وصولًا إلى مطروح.
وأضاف: «الكوبرى يساعد بشكل كبير فى تقليل زمن الرحلات بين شرق وغرب الجمهورية والعكس، بحيث يكون محورًا موازيًا لمحور ٢٦ يوليو، ويربط القادم من مناطق شرق القاهرة (مدينة نصر ومصر الجديدة) بغرب القاهرة (الشيخ زايد و٦ أكتوبر)، دون الحاجة إلى المرور بمنطقة وسط القاهرة، وهو ما يوفر ملايين الجنيهات التى تستهلك فى السولار والبنزين».
وكشف عن عزمه المجىء أعلى الكوبرى ليلًا مع أسرته للاستمتاع بـ«الممشى الزجاجى» العالمى، منتقدًا هجوم البعض على المشروع اعتراضًا على تحصيل رسوم استخدام الكوبرى.

زواره يحتفون به بـ«السحور»: فسحة على الطريقة الأوروبية
فسحة على الطريقة الأوروبية».. بهذه الجملة عَبر عدد من زوار محور روض الفرج وكوبرى «تحيا مصر» عن سعادتهم بزيارة المشروع، بعد ساعات من افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى له، ودخوله التاريخ بتسجيله فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية باعتباره أكثر الكبارى المعلقة اتساعًا فى العالم.
فعلى مدى الساعات التى سبقت «سحور» الأربعاء توافد المواطنون على الكوبرى الجديد، وحرصوا على السير فوق «الممشى الزجاجى» الذى تشعر معه وكأنك تسير فوق النيل فى مشهد ساحر ينتشر فى العديد من دول العالم خاصة الأوروبية، حيث تقام الكبارى على بحار وأنهار، ويكون جزء منها زجاجيًا بما يمكنك من السير ورؤية المياه تحتك.
وحرص بعض زوار الكوبرى على اصطحاب الأسرة كاملة، والتقاط صور فوتواغرافية و«سيلفى» فوق سطحه وأمام لوحة تسجيل المشروع فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.
وقالت السيدة ابتسام أحمد، من مواطنى القاهرة، إنها توجهت بعد نحو ساعتين من تناول الإفطار، وبصحبتها ابنها البالغ من العمر ٨ سنوات وابنتها ذات الـ٦ سنوات، إلى الكوبرى بهدف مشاهدته بعدما سمعت عنه الكثير منذ افتتاحه، ففوجئت بـ«مزار سياحى» فريد، خاصة فى ظل وجود العديد من المواطنين الذين حرصوا على زيارة الكوبرى. وأضافت أنها، وغيرها من الأسر التى زارت الكوبرى، قد ساروا على «الممشى الزجاجى» وتمتعوا بالإطلالة الفريدة على معالم وشوارع القاهرة المختلفة بجانب النيل، ثم تناولوا «السحور» فى المكان، نافية تحصيل أى «رسوم» على الزوار، موضحة: «الرسوم على السيارات فقط».
وطالبت بزيادة الاهتمام بالجانب السياحى والترفيهى لمحور روض الفرج، والعمل على زيادة إقبال زواره، سواء بتوفير الخدمات التى يحتاجها هؤلاء الزوار، أو البحث عن طريقة لتخصيصه لهذا الغرض بجانب هدفه الرئيسى المتعلق بالنقل والمواصلات.
لم يختلف عنها أشرف على، موظف، والذى قال إنه قرر زيارة المشروع للاطلاع عليه من قرب، ولرؤية «الممشى الزجاجى» الذى طالما رأى مثله فى أفلام أجنبية ومقاطع فيديو على «يوتيوب»، وبعدما جاء ورأى المشهد الساحر للقاهرة والنيل قرر اصطحاب أبنائه معه إلى نفس المكان فى المرات المقبلة.
وطالب «على» أجهزة الدولة بالحفاظ على المكان ومراقبته بدقة، تجنبًا لاستغلاله من قبل الباعة الجائلين مع توافد المواطنين عليه، معبرًا بقوله: «ياريت ما نشوفش نصبات الشاى وبتوع الدرة والورد اللى بينتشروا فى كل كوبرى وكورنيش».