رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكافحة الشيخوخة


اتصلت بى تليفونيًا، صديقة تكبرنى بسنوات قليلة، كان صوتها منطفئًا، وشىء ما غامض ضبابى فى حروف كلماتها، شىء يجعل الحروف متآكلة، شائهة، استمعت إليها دون تركيز فى محتوى ما تقوله، فقط كنت أتتبع الحروف التائهة.
بعد أن أنهينا المكالمة، ظل يشغل تفكيرى «كيف يشيخ الصوت؟»، «هل أصابت الشيخوخة صديقتى؟»، أعرف أن الشيخوخة مرحلة حتمية مثلها مثل الطفولة، لكن الشيخوخة تبدأ فى كثير من الأحيان فى سن 60 أو 65 فأكثر، لكن صديقتى فى منتصف الخمسين، لعلها الشيخوخة المبكرة.. ربما، فصديقتى تعيش مثل معظم النساء حياة مليئة بالإجهاد والتوتر والضغط النفسى والعصبى، وهذه العوامل تسارع من إصابة النساء بالشيخوخة، وقد زاد خلال السنوات الأخيرة معدل الإصابة لدى النساء والرجال بسبب نمط الحياة غير الصحى الذى تعيشه الأغلبية، الذى يؤثر فى المظهر العام للبشرة والجسم وكذلك فى مدى جودة عمل وظائف الجسم المختلفة، حيث تبدأ علامات الشيخوخة فى فقدان الشخص قدرته على ممارسة العمل والواجبات المعتاد القيام بها، ولهذه العوارض مقدمات تظهر على الشكل من حيث سرعة نمو الشعيرات البيضاء أو زيادة عدد التجاعيد على الجلد.
وفيما يخص الصوت، فنتيجة للتقدم فى العمر يتحول الصوت إلى صوت مهتز أو أضعف مع الوقت، ويرجع ذلك إلى ضمور العضلات الصوتية أو الحبل الصوتى، ومع التقدم فى العمر يفقد الحبل الصوتى مرونته، مما يؤثر فى رنة الصوت فيبدو مبحوحًا، أجش، خصوصًا فى أواخر النهار أو بعد التكلم فترات طويلة.
وتتأثر مخارج الحروف بالتقدم فى العمر بسبب التغيرات التى تصيب الأسنان واللثة، فيصبح من الصعب النطق ببعض الحروف مثل الهاء، وقد تنقلب بعض الحروف بسبب تغير مخرجها الصوتى.
وإذا كانت الشيخوخة قدرًا لا مفر منه، فإننا نستطيع تخفيف أعراضها، فقد أفادت دراسة طبية حديثة بأن الشعور بالشباب الدائم يمكن أن يؤدى إلى إبطاء معدل شيخوخة الدماغ.
وأظهرت النتائج أن كبار السن الذين يشعرون بأنهم أصغر من عمرهم يظهرون علامات أقل على شيخوخة الدماغ، مقارنة مع أولئك الذين يشعرون بعمرهم أو أكبر من عمرهم، فتصور الإنسان الإيجابى عن نفسه وعن قدراته ينعكس فعليًا عليه.
يقول العلماء إن السنوات التى تمر من عمر الإنسان تؤثر على الجميع بشكل مختلف.. كما أن عمرنا، الذى يسمى عصرنا الذاتى، يختلف أيضًا بين الناس.
ولمقاومة الشيخوخة علينا اتباع أسلوب حياة صحى قدر الإمكان بالاهتمام بما نأكل ونشرب، وتنظيم النوم وممارسة الرياضة والقيام ببعض التمارين الذهنية ليبقى المخ يقظًا متحفزًا ولا يتحول إلى كتلة عديمة الفائدة، ويكن تحفيز المخ عن طريق تعليم لغة جديدة وزيادة معدلات القراءة، فتعريض الدماغ للتحديات الدائمة يُبقى القنوات العصبية مفتوحة، ويمكن أن يمنع أو يعيق وقوع أمراض ألزهايمر والخرف.
والأهم لمكافحة الشيخوخة الابتعاد عن الضغوط النفسية والعصبية، ويساعدنا على تحقيق ذلك التأمل والصلاة.