رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد قرصنة "واتش آت".. "الدستور" تكشف أسعار وطرق الهاكرز بمصر

جريدة الدستور

إسلام المصري، شاب في آواخر العشرينات، يعمل في أحد شركات البرمجة، اعتاد كل عام على مشاهدة مسلسلات شهر رمضان من خلال مواقع الإنترنت، لكون مواعيدها تتعارض مع ساعات عمله.

بمجرد الإعلان عن تطبيق "watch it" وحصر عرض المسلسلات عليه قام بالاشتراك فيه بدفع ما يقرب من 5 دولار أمريكي، لكن مؤخرًا واجهته مشكلات عدة في الدخول المشاهدة، وعلم بعدها أن الموقع توقف عقب تعرضه للاختراق والقرصنة من قبل هاكرز.

إسلام هو واحد ضمن كثيرين دفعوا اشتراك موقع "واتش ات" لمشاهدة مسلسلات رمضان ومن ثم تعرض الموقع للاختراق والتوقف؟ "الدستور" حققت في طرق الاختراق والقرصنة، وقام "معدا التقرير" بمغامرة لتأجير هاكرز لمعرفة الأسعار والطرق.

في البداية، يشرح الهاكرز "أحمد المالكي"، صاحب السبق في اختراق صفحة الغش الشهيرة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، لـ"الدستور" كيف تتم عمليات الاختراق، إذ يؤكد أن هناك مافيا في مصر والعالم كله متخصصة في الاختراق والقرصنة.

ويشير إلى أن هناك طريقتان للاختراق، الأولى عبر إرسال صورة أو رابط للضحية بمجرد الضغط عليه، تتم عملية الاختراق، ويصبح الهاكرز متحكمًا في الجهاز بدون أي سيطرة أو تحكم من صاحبه.

ويضيف، الطريقة الثانية هي تحميل أي تطبيق للاختراق من الإنترنت عبر مواقع تقوم عليها تلك المافيا، وبمجرد تحميل ذلك التطبيق يستطيع الهاكر اختراق أي جهاز يمر عبر أثير الإنترنت أو "الواي فاي"، لافتًا إلى أن أي جهاز موصول بالشبكة هو مُعرض للاختراق ما دام لا يحوي أي برامج للحماية.

ويوضح أن المستفيد من طرح تلك التطبيقات هو المافيا القائمة على عمليات الاختراق، سواء مصمم التطبيق أو الموقع الذي قام بترويجه وبيعه، مشيرًا إلى أن شراء التطبيقات يُكلف مبالغ مالية ضخمة قد تصل إلى 500 دولار، يغطيها الهاكر من خلال ابتزاز الضحية.

ولا يقتصر التهكير أو القرصنة على الأشخاص فقط، ولكن هناك برامج عديدة متاحة على الإنترنت ويتم شرائها بالأموال مقابل اختراق حسابات، أو تهكير مواقع يتربح من خلال القراصنة عبر بيعها لمن يريد اختراق شيء.

بمجرد أن تضع كلمات اختراق أو هاكرز على محرك البحث جوجل، تجد مئات المواقع التي تحوي داخلها آلاف الطرق للاختراق والقرصنة، وتجد أضعافها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولن يحتاج الأمر مجهودًا كبيرًا سوى تحميل إحدى تطبيقات الاختراق عبر أثير الإنترنت ومن ثم زرعها في هواتف الضحايا، ومن هنا يستطيع الهاكرز التحكم في حساب أو موقع الضحية.

ويعد تطبيق "Remote Monitoring App" هو أشهر برامج القرصنة على الإطلاق، إذ يُتيح للهاكرز إنشاء حساب خاص به عليه للحصول على التطبيق، وزرعه في هاتف الضحية، بل ويمكن إخفاء التطبيق بعد الزرع حتى لا يشعر به صاحب الهاتف أو الحاسب.

كذلك برنامج الـ"Team Viwer"، الذي ظهر عام 2005، كوسيلة تواصل عن بُعد، لكن بمرور الوقت تبين أنه تطبيق لاختراق الحواسيب والهواتف من خلال ثغرة به، تؤدي الى خرق أجهزة مستخدمي البرنامج والوصول الكامل إلى محتواياتها، من خلال تشفير "سيرفر" برقم خاص يظهر للضحية عل شكل صورة أو رابط بمجرد الضغط عليه أصبح جهازهم مُخترق.

وهناك تطبيق آخر شهير يُسمى "TracView"، تبيعه الكثير من المواقع الإلكترونية، يمكنه اختراق الحسابات والمواقع، والتحكم فيها، ومساومة الضحية عقب ذلك عليها.

تقول الأرقام الرسمية، أن مصر هي الأولى في الشرق الأوسط تعرضًا لمحاولات الاختراق والقرصنة، حسبما جاء في الإحصائيات الدولية حول مخاطر القرصنة الإلكترونية عام 2014، فيؤكد "باتريك ماكجولين" مسئول الأمن الإلكتروني عن منطقة الشرق الأوسط، أن المصريين أكثر شعوب المنطقة تعرضًا للاختراق.

شرطة نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أكدت آواخر عام 2018 أن عدد القضايا الاختراق والقرصنة التي تم ضبطها خلال العام الماضي أكثر من ألف قضية، وأن عدد البلاغات التي تتلقاها شرطة المعلومات والذي كان في بداية الأمر لا يتعدى السبعة بلاغات في العام، وصل إلى 6 آلاف بلاغ سنويًا.

"الدستور" خاضت تجربة شراء إحدى تطبيقات الاختراق الشهيرة والأكثر خطورة لمعرفة التكاليف وكيفية تثبيتها، من خلال التواصل مع إحدى صفحات الهاكرز على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، التي تروج في افتتاحيتها عن منتجات الاختراق الشهيرة.

في البداية، أكد "أدمن" إحدى الصفحات، بعدما أدعيت إنني أريد شراء تطبيق للقرصنة على إحدى المواقع الالكترونية، أن تطبيقات الاختراق نوعان مجانية أو بمقابل مادي، الأولى قد تكون مفبركة من الموقع المروج لها بهدف زيادة الزيارات والتحميل فقط، والثانية بمقابل مادي يبدأ من 10 دولار إلى 5000 دولار.

يشير إلى أن البرنامج بعد تحميله سيظهر له عدة أيقونات لكلًا منهم استخدام خاص، وبمجرد تحديد الجهاز سواء هاتف أو حاسب أو موقع يمكن اختراقه والتحكم فيه عن بعد.

لم يقف الأمر إلى حد ترويج تلك الصفحات لتطبيقات الاختراق والمتاجرة بها، بل توفر أيضًا عملية الاختراق بنفسها من خلال إمدادها بالحسابات أو الأجهزة التي يريد المشتري اختراقها، مؤكدًا أن الصفحة والقائمين عليها لديهم باع طويل في ذلك الأمر واخترقوا حسابات بنكية وقواعد عسكرية خارج مصر.

ويكون الدفع -وفقًا للأدمن- من خلال كارت "فيزا" بنكية، ويتحصل على تلك الأموال مصمم البرنامج والصفحة أو الموقع الذي قام بتروجيه، والقائم بعملية الاختراق حال الاستعانة به.

تنص المادة 16 من قانون مكافحة جرائم الإنترنت، على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيهًا، ولا تجاوز 100 ألف جنيهًا، أو بإحدى هاتين العقوبتين، في حالة دخول شخص إلى موقع أو حساب خاص أو نظام معلوماتي محظور الدخول عليه.