رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان فى جزر القمر

 رمضان في جزر القمر
رمضان في جزر القمر

 تشير الأدلة التاريخية إلى دخول الإسلام لجزر القمر عن طريق التجار العرب والأمراء الشيرازيين المنفيين، ويمثل المسلمون 86 % من سكان جزر القمر، وهي بلد عربي إسلامي إفريقي صغير، يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة إفريقيا غربًا وجزيرة مدغشقر شرقًا.

 أطلق العرب تسمية جُزُر القمر على هذه الجزر في أوائل القرن الثاني الهجري، وأرجع البعض سبب التسمية إلى أن الرحَّالة العرب العائدة أصولهم إلى مسقط وعدن وحضرموت هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدرًا، فأسمَوها جزر القمر، ويقول آخرون: إن سبب التسمية يعود إلى أن هذه الجزر تشبه القمر في شكلها.

 عدد سكان "جزر القمر" حوالي 800 ألف نسمة، 86% منهم مسلمون، و14% مسيحيون، لغتها الرسمية العربية، والفرنسية، واللغة القمرية، وهي خليط من اللغة العربية والسواحلية، عملتها الرسمية الفرنك القمري، وأهم مدنها: موروني العاصمة، وموتسامودو، وفومبوني.


 تبلغ عدد ساعات الصوم لمسلمي جزر القمر 12 ساعة ونصف، وتعتبر أقصر الدول العربية في الصيام .

 ولجزر القمر عادات في الاحتفال بشهر رمضان تختص بها عن غيرها، حيث يسهر الناس في جزر القمر على السواحل في ليلة الرؤيا حتى الصباح استعدادًا لشهر رمضان ويخرجون حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلاناً بقدوم رمضان، ويظل السهر حتى وقت السحور، ويعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، كما يكثرون من الصدقات وفعل الخير.

 يبدأ استقبال الشهر الكريم بصدور قرار من الحكومة بإغلاق جميع الكازينوهات الليلية، فضلاً عن منع النساء من ارتداء الملابس القصيرة التي تعكس نوعاً من التبرج والزينة، وأي امرأة تخالف هذا القرار يتم حبسها وتغريمها، أيضاً من يضبط من الشعب وهو مفطر من دون عذر، خصوصاً بين الشباب، يتم حبسه وتغريمه، وتعطى أوامر لجميع المساجد بتفسير القرآن خلال الشهر الكريم في الفترة من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب والإفطار .

 من الأطعمة الرئيسية على مائدة الإفطار في جزر القمر «الثريد»، حيث يحتل مكانةً خاصةً لديهم بين بقية الأطعمة، سواء كان ذلك على الإفطار أم على السحور، ويتكون «الثريد» من قطع خبز صغيرة مع المرق واللحم، إضافة إلى مشروبات وعصائر رمضانية هي المانجو والحمضيات والأناناس، ومن مكونات وجبة الإفطار، خصوصاً في القرى، الموز الأخضر المطبوخ مع السمك واللحم، بحيث يتم مزجها أثناء الطبخ بعصير لب جوز الهند.

 من العادات البارزة لدى مجتمع جزر القمر، تنظيم الحفلات منذ بداية النصف الثاني من شهر شعبان، وكثير من الشبـاب يختارون تنظيم الحفلات الفولكلورية إيذاناً بقدوم الشهر الفضيل، وأحياناً يتم تنظيمها على الشواطئ ذات الرمال البيضاء، حيث يسبحون ويأكلون ويشربون، وربما تكون تلك الحفلات في بعض المزارع أو المتنزهات.

 من أبرز العادات أيضاً كثرة حفلات الزواج في شهر شعبان، ليعيش الزوجان معاً خلال شهر رمضان الكريم، حيث يتم تنظيم ما يسمى بالمجالس، إشهاراً لهذا الزواج، ويدعى وجهاء المدن والقرى لحضور المجلس، فيما تحضر فرقة موسيقية بدفوفها التي تغني القصائد الدينية.

 وينشغل المسلمون في جزر القمر بأعمالهم اليومية في النهار، وبعد صلاة العصر تتوقف الكثير من الحركات التجارية، ويتوجه الناس إلى المساجد لحضور الحلقات الدراسية، خاصة حلقات تفسير القرآن الكريم التي يقيمها الدعاة الخريجون من الجامعات الإسلامية.

 تتحول الجزر القمرية طوال أيام الشهر إلى أسرة واحدة، يجمعها نداء الأذان بالصلاة، ويجمعها الحب والتآلف على مأدبة الإفطار، ومع أذان المغرب يخرج أبناء الجزر من كل حدب وصوب، يتجهون إلى المساجد لأداء الصلاة التي يحرصون عليها، وبعد العودة من أداء الصلاة يبدأون بتناول الإفطار، وعادةً ما يتكون من وجبة خفيفة تختلف من منطقة، وبعدها يذهبون لأداء صلاة العشاء والتراويح، وعقب الصلاة يجتمع أبناء القرية وشبابها وشيوخها في حلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية التي تدور معظمها حول فضائل الشهر الكريم وآداب الصوم.