رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول صيني: لن نرضخ للضغوط الأمريكية لإبرام اتفاق تجاري

جريدة الدستور

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، الضوء على تصريحات نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي، بأن بلاده لن ترضخ للضغوط الأمريكية من أجل إبرام اتفاق تجاري، بعد أن انتهت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية بين الجانبين دون اتفاق، وهو ما دفع واشنطن لفرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية.

وأشارت الصحيفة -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- إلى أن "ليو هي" سعى إلى تقديم مذكرة حازمة ولكنها تصالحية بشكل نسبي عندما غادر واشنطن عقب نهاية المحادثات الأخيرة.

وبعد أن عاد إلى بكين، قال ليو: "إن الأمر يشبه الماراثون، والمرحلة الأخيرة يمكن أن تكون الأصعب، ونصمد كثيرا، ونأمل في الحصول على فهم ودعم من جميع الجوانب".

وأضاف "أن الصين تعارض بشدة الحرب التجارية لكنها ستحافظ على هدوئها وتحاول حل المشاكل العالقة، ومع ذلك فإن الصين لن تقف مكتوفة اليدين".

ومن جانبها، أبرزت "واشنطن بوست" أن ليو وصل إلى واشنطن أمس الأول لإجراء محادثات قبل ساعات قليلة من قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار من 10% إلى 25%.

وفشلت المحادثات التي جرت يومي الخميس والجمعة في كسر الجمود القائم، بسبب إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن توافق بكين أولا على إجراء إصلاحات هيكلية لاقتصادها، بالإضافة إلى شراء المزيد من السلع الأمريكية من أجل معالجة الخلل التجاري بين أكبر اقتصاديين في العالم.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الدولتين يبلغ أكثر من 660 مليار دولار سنويا، ولكن معظمها في شكل صادرات صينية إلى الولايات المتحدة التي حققت فائضا تجاريا قارب الـ420 مليار دولار مع الولايات المتحدة العام الماضي.

وتابعت أن الجانبين بديا على وشك التوصل إلى اتفاق في الشهر الماضي، حيث قال ترامب إنهما على وشك اتفاق وصفه بـ"الملحمي"، لكن ترامب اتهم الصين بعد ذلك بالتراجع عن اتفاقاتها، وهدد بزيادة الرسوم الجمركية التي فرضها العام الماضي في محاولة لإظهار جديته أمام بكين.

ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب أرادت من الصين أن تلتزم بتغيير القوانين، كجزء من التزامها بتعزيز حماية الملكية الفكرية والتوقف عن إجبار الشركات الأمريكية على تقاسم أسرارها التكنولوجية، متهمة بكين بمحاولة تخفيف الأحكام المتفق عليها مسبقًا لهذا الغرض.

وألقت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بظلالها على الاقتصاد العالمي على مدار العام الماضي، وأوجدت حالة من الارتياب في عالم الأعمال ولدى المستهلكين.

وعلى الرغم من أن ترامب قلل من شأن أثر التعريفات على الاقتصاد الأمريكي، فإن زيادتها قد تؤثر على بعض الشركات الأمريكية وكذلك المستهلكين الذين قد تُحمّلهم الشركات جزءا من التكلفة، كما يرى محللون.

وكان الرئيس الأمريكي قد كتب، في تغريدة له عبر توتير: "قد نتراجع عن التعريفات الجمركية المفروضة على البضائع الصينية وفقا لمستقبل المفاوضات الثنائية".

وتابع ترامب: "محادثات التجارة مع الصين ستستمر، وإلغاء الرسوم الجمركية مرهون بنتيجة المفاوضات".

وذكرت وكالة بلومبرج أن نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه قال، الجمعة، إن محادثات التجارة مع الولايات المتحدة سارت "على ما يرام إلى حد كبير".

وفي وقت سابق، وصف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين المفاوضات بأنها "بناءة".

وتصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، بعد أن تعرضت المفاوضات لانتكاسة كبيرة الأسبوع الماضي، عندما أجرت الصين تعديلات على مسودة اتفاق وخففت من التزاماتها بتلبية مطالب أمريكية بالإصلاح التجاري.

ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصدار أوامر بزيادة الرسوم، وقالت الصين إنها سترد، وخسرت شركات من البلدين مليارات الدولارات بسبب الحرب التجارية المستمرة منذ 10 أشهر.