رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متضررون منه يتحدثون لـ"الدستور".. كيف يمكن القضاء على "صرصور الغيط"؟

جريدة الدستور

مع بداية صيف العام الجاري، كان يحصد "منصور" 56 عامًا، أحد المزارعين في محافظة المنوفية، محصول الجرجير في أرضه الزراعية، إلا إنه فوجئ بإهدار الكثير منه بسبب انتشار الحشرات والقوارض نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، لاسيما حشرة "صرصور الغيط" والتي تتغذى على المحاصيل الزراعية وتظهر في الصيف.

خسر "الخولي" جزءً كبيرًا من محصوله الزراعي وأمواله، لاسيما مع عدم مجيء عربات الرش الخاصة بوزارة الزراعة لتطهير المحصول من تلك الحشرات، والتي اشتكى الفلاحون أكثر من مرة بسبب توقفها دون مجيب لهم.

ولأجل تلك الحشرة القاتلة للمحاصيل، عقد الوزيرين، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة، اجتماع طارئ من أجل بحث طرق مكافحة حشرة "صرصور الغيط".

وأعلنت وزيرة الصحة أنه تم رصد حشرة "صرصور الغيط" في محافظة جنوب سيناء، كأول ظهور لها داخل الكتلة السكنية، وذلك بعد الترصد الحشري الذي يتم تنفيذه في كل المحافظات من خلال فرق الإدارة العامة لمكافحة ناقلات الأمراض.

وقام الفريق المركزي بمشاركة المديرية في تنفيذ الخطة المرسلة للمكافحة المتكاملة، باستخدام مبيدات وأجهزة الصحة العامة والملابس الواقية داخل المحافظة بالاشتراك والتنسيق مع مديرية الزراعة.

وتناول الاجتماع جهود الوزارتين في الحملات القومية؛ لمكافحة القوارض والبراغيث، إذ تقوم وزارة الصحة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة بتنفيذ حملتين قوميتين لمكافحة القوارض واحدة عقب المحاصيل الشتوية خلال شهر مايو، وأخرى عقب المحاصيل الصيفية خلال شهر أكتوبر.

وأكدت الصحة أنها تقوم بمكافحة القوارض والبراغيث نظرًا لخطورتها الطبية والاقتصادية، إذ أن القوارض خازنة لمرض "الليشمانيا – الطاعون"، والبراغيث ناقلة لمرض الطاعون.

"صرصور الغيط" وهي حشرة زراعية ليست لها أي علاقة بنقل مسببات الأمراض وليس لها تأثير على الصحة العامة، ولكنها تتغذى على أوراق المحاصيل صغيرة العمر لذا عرفت بصراصير الغيط.

وتسبب الإزعاج والقلق عند تواجدها داخل الكتل السكنية، كما أنها ليلية النشاط تظهر بكثافة ليلًا وخاصةً في الأماكن ذات الإضاءة العالية، وتقوم بالقضاء على كميات كبيرة من المحاصيل.

ولم يكن "منصور" هو الفلاح الوحيد الذي تضرر من ظهور وانتشار صرصور الغيط، ولكن "السيد" مزارع آخر في مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة، والذي تضرر أيضًا بسبب انتشار الحشرات والقوارض بشكل كبير وقضائها على كميات كبيرة من المحصول.

يقول إن تلك القوارض تظهر في الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وتتغذى على كل ما هو أخضر من المحاصيل الزراعية، مضيفًا: "بتظهر بالليل وبتنتشر في الغيطان وتأكل كل المحصول، غير صوتها المزعج كل يوم بالليل".

ويوضح أن عربات رش وزارة الزراعة والصحة لا تأتي بكثرة ولكن كل فترة تمر، ولا يتناسب أعدادها مع كثرة انتشار القوارض والحشرات، فيضطر البعض إلى محاربتهم بطرق غير صحية أو سليمة.

يضيف: "أوقات بنستخدم الطرق البدائية، بنعمل فخ للصراصير دي ونجيب أوعية كبيرة فيها ميه وسكر أو عسل ونحفر لها في الأرض وبعد كدة بيجي الصرصار عشان يأكلها أو يعدي فيقع في الفخ".

مازن الحداد، مهندس زراعي في محافظة المنصور، يقول إن ذلك النوع من الصراصير يختلف عن المنزلية، لكونه يصدر أصواتًا عالية، ويعيش في المحاصيل، ولا يظهر إلا ليلًا فقط.

ويشير إلى أنه ذو لون بني فاتح ولديه بقعتين سود، ويعيش على الفتك بالمحاصيل الزراعية فقط، وتصل في بعض الأحيان إلى خسائر كبيرة للفلاحين في إهدار كميات من المحصول.

وعن طرق مكافحتها، يؤكد أن كثير من الفلاحين يتكاسلون عن مواجهتها إلا بعد الانتشار الزائد، من خلال رش فوسفيد الزنك أوسادس كلوريد البنزين مع خلطهما بالماء، أو رشه بمادة ديلدرين أو هيبتاكلور.

حسام رضا، الخبير الزراعي ومدير عام الإرشاد الزراعي بالإسماعيلية الأسبق، يقول إن انتشار صرصور الغيط يعود إلى دخول الصيف وارتفاع درجة الحرارة، لكنه لا يسبب ضرر على الإنسان، سوى إزعاج بسبب صوته.

ويوضح أن أضراره تكون على تأكل المحاصيل الزراعية فقط، من خلال تسلله بكميات كبيرة إلا أنه يعد متوافرًا حاليًا بالأسواق مبيدات آمنه تقضي عليه داخل هذه المنازل.