رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الحياة الريفية" تتجسد بالمتحف الدائم لمنتجات أخميم بالقاهرة

جريدة الدستور

في صالة صغيرة يعقبها ممر، تجد نفسك بين أحضان الريف وأشجار أخميم الدافئة، متحف منتجات أخميم بالقاهرة، يصحبك في رحلة عبر الزمن بأعمال فنانات جمعية الصعيد، اللواتي عكفن علي تنفيذها علي مدار خمسون عامًا، ويفتتح المعرض أبوابه للزوار من الإثنين إلى الجمعة طوال السنة، من الساعة 9 صباحا إلى 4 ظهرًا.

وتروي الكاتبة الصحفية، لولا لحام، مديرة مشروع أخميم لـ"الدستور" بداية فكرة وجود متحف ومعرض دائم لمنتجات أخميم: "اعتاد زوار المعرض السنوي على وجودها كل عام، ولكن قد يصادف ميعاده في نفس وقت سفرهم خارج مصر، وهنا كانت الأزمة التي دفعتنا إلى معرض دائم لجميع زوار المركز طوال العام وفي أي وقت".

كواليس متحف منتجات أخميم:

تقول لولا لحام، بدأنا في تنفيذ فكرة معرض دائم لمنتجات فنانات أخميم بدون إمكانيات كافية، فقررنا أن يكون مكون من صالة وممر، واقتصدت من مكتبي لإنشاء المتحف وعمل مساحة للعرض.

وتعبر عن سعادتها لما وصلت الجمعية إليه لإتمام المعرض، حيث كانت الطرقة مظلمة رمادية، غير منيرة، وهي تقع أمام مكتب المدير العالم، حاولنا إنارتها بشكل يليق بالأعمال الفنية لسيدات أخميم، لأننا إذا كنا متذوقين للفن فيجب علينا أن نظهره بشكل راقي ويليق".

تضيف: بدأنا بتجهيز المتحف، عن طريق إحضار مستلزمات لعرض اللوحات شيئًا فشيئًا، من الصناديق الخشبية، ثم الكليم، كما أحضرنا قفف لتتناسب مع المعروضات الريفية.

ماذا يحكي المتحف؟

يحكي المتحف ويوثق أيضًا تاريخ مركز أخميم التابع لجمعية الصعيد، عن طريق لوحات رسمتها فنانات الصعيد منذ أكثر من 50 عامًا، فنجد البداية من رسومات كروت المعايدة، من خامة الكرتون وألوان المية، تعود تاريخها إبى عام 1969، حيث كانت أعمار الفنانات حينئذ مابين 9 و10 سنوات.

وتقول سيسيل رمزي، مسؤولة التسويق بمشروع أخميم، لـ"الدستور"، أن المعرض مقسم إلى نصفين، الأول وهو متحف لعرض أعمال فنانات أخميم، من تراث قبطي وإسلامي وفرعوني، وغير معروضة منتجاته للبيع، وإنما النصف الأخر يقدم منتجاتهن، من شنط جلدية بلمسة ريفية وشيلان والماجات المطبوعة بلوحاتهن، وهو متاح للشراء.

وتنتقل اللوحات بالزائرين من عصر إلى عصر في المتحف الدائم، فمن الكرتون نجد تطور هذه الرسومات إلي الرسم علي القماش باستخدام خيوط الحرير، ومن ثم اللوحات ذات الأشكال الفنية المتعددة. والمتحف مقسم زمنيًا، من عقد السبعينات، والثمانينيات، والتسعينات، وحتى الألفيات، في مساحة ليست بكبيرة، كما أنه هناك حائط خُصصت لوحاته الحياة داخل المركز، ومايدور به من أنشطة.

عند التجول في المتحف ستجد على سبيل المثال، لوحة للفنانة إقبال توفيق، إحدي سيدات مركز أخميم، تعبر فى لوحتها عن شجرة الجميز الموجودة بالفعل في المركز بسوهاج، وحولها تدور الفنانات كلٌ حسب عمله، في تآلف كامل، واحدة تغزل بخيط الحرير عملها الفني، وأخرى ترتوي من الزير، وأخري تجلس على النول، وهكذا في عمل دؤوب وثقته اللوحة.

وما يميز رسومات سيدات أخميم، هو الفن التلقائي، وهو مختلف قليلًا لأنه يتطلب خروج الفنانات من البيت إلي الرحلات لترى عينها مناظر الطبيعة المختلفة التي تخزنها في ذاكرتها حتي تشكل بها لوحاتها للتعبير عن تلك المناظر الطببيعية.

شخصيات عامة ومثقفون في زيارة المتحف:

وحرص على زيارة المتحف والمعرض الدائم لمنتجات أخميم بالقاهرة، لفيف من الشخصيات العامة، من بينهم السيدة هبة مميش، قرينة السفير عمرو رمضان مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وسوسن مراد، رئيسة تحرير مجلة البيت.

وكان في استقبالهما المهندس وحيد نجيب رئيس مجلس الإدارة والكابتن ناجي لطفي نائبه، ومجدي الجميل، المدير العام والكاتبة الصحفية لولا لحام، مديرة مشروع أخميم، التي قامت بعمل شرح مبسط للنسيج والمطرزات اليدوية التراثية والتلقائية التي ينتجها مركز أخميم وقدمت مراحل تطورها على مدى أكثر من 50 سنة في قلب صعيد مصر، وسط إعجاب العديد من أصدقاء أخميم والمهتمين بفنون الحرف اليدوية التراثية.

كما حرصت السيدة مارتينا شيلر كفيك، قرينة سفير المجر، بحضور حفل الافتتاح، معربة عن إعجابها بالمنتجات الجديدة من الحقائب والمحافظ الجلدية المطعمة بقطع صغيرة من الفن الريفي، وحقائب البحر المصنوعة من القماش الأخميمي الأصلي، وكذلك ماجات الشاي المطبوعة بمجموعة من لوحات الفن التلقائي والتي طلبها الجمهور كثيرا في السنوات الأخيرة.