رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عبدالناصر" للرقابة على الأفلام: "لو كنت مثل شخصية عتريس لأستحق الحرق"

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر

بقيام ثورة 23 يوليو 1952، تم تنظيم الرقابة على المصنفات "الأشرطة السينمائية والآغاني" لحماية الآداب العامة، والمحافظة على الأمن والنظام العام، ومصالح الدولة العليا، دون تحديد بنود معينة، لكن تم ترك التقدير للرقباء أنفسهم ليمنعوا الفيلم أو يقوموا بعرضه.

تقول الكاتبة أمل عريان فؤاد، في كتابها "سلطة السينما وسلطة الرقابة"، إنه بقيام الثورة تغيرت الأوضاع والمفاهيم لتنقلب رأسًا على عقب، وأصبح هناك منطقة محظورة أو خط أحمر ممنوع تجاوزه بأي حال من الأحوال، مشيرة إلى أن كثيرًا ما تدخلت رئاسة الجمهورية نفسها لتفض الاشتباك بين منتجين الأفلام والرقابة.
وأضافت: في فيلمي "شئ من الخوف، وميرامار" حدثت مشادات بين الرقابة وشكاوى من الشركات المؤسسة للسينما ليتدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بنفسه ويأمر بعرضهما دون إجراء أي تعديلات أو حذف فيهما.

وذكرت الكاتبة، أن الراحل عبدالناصر، عندما رأي فيلم شئ من الخوف وشاهد محتويات القصة التي قام فيها بطل الفيلم "عتريس" بظلم أهل قريته وزواجه من فؤاده بالقوة، قال للرقابة: "إن الشخصية لا تمثله، وأن طبيعته لو كنت مثل شخصية عتريس لكنت استحق الحرق"، حسب قول الكاتبه.

وأشارت إلى أنه في فيلم "ميرامار"، خشي وكيل وزارة الثقافة، من تمرير الفيلم لتحدث إساءة فهم للعبارات المتعلقة بالتأميم والحراسة، والعبارات التي تمس الاتحاد الاشتراكي والداخلية، وطالب بعرض الفيلم عرضًا خاصًا على المسؤولين في الاتحاد الاشتراكي، لكن في ذلك الوقت قام عبدالحميد جودة السحار رئيس مؤسسة السينما منتجة الفيلم بتقديم شكوى رسمية، وتم الضغط على الرقابة للعرض.

بدورها قامت الرقابة بمخاطبة الزعيم عبدالناصر شخصيًا، وشرحت له أبعاد الفيلم السياسية ليرد عليهم عبدالناصر بأن: "النظام الذي يقع من فيلم أو مسرحية يبقي نظام خرب ومخوخ.. أتركوا الكتاب والفنانين يعرضوا أعمالهم بحرية".