رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالمُ الساقط

جريدة الدستور

انطفأَ تمامًا
طوَّقَ رأسه بذراعيه كسُلحْفاةٍ أكلها الخوفُ
استقبل ببرودٍ صفعة عابرٍ
نظرَ العابرُ فى عينيه ثم جرَّده من حذائه
وقبل أن يمضى قصَفَ قصبة الأنفِّ
رأى انزياح الشمس
رأى القمر يُضحى بروحه من أجل سلامة الأرض
الصبايا يَجُبْنَ الشوارعَ بأدوات المطبخ
الحواملَ يَحجُبْن بطونَهُنَّ عن القمر الدامى
وسمِعَ نقراتِ الأطفال على الدفوف وهم يتوسلون للرب بأغنية النور.
لكنه تجاهلَ كلَّ شىء
وضعَ قدميه على كفِّ الإنسان
وبكماشةٍ عجفاءَ مارسَ لُعبته الأثيرة فى نزع الأظافر
وقهقه طويلًا؛ حيث تذكَّر رغبته فى تزيين حوائط الحمام
«كانت الأيامُ ندوبًا والأحلامُ بغايا.. والشىء نقيض الشىء»
وبعزم ما فيه حطَّمَ المرايا
فسالتْ روائحُ الشىِّ
وانطفأ تمامًا
ماتتْ أعضاءٌ؛ أظنُّها الأعصابَ اختبارَ التحكم فى رعشة الكفين رحلة الكوب من سطح المائدة إلى شراشف الفم الشمّ شيخوخة الأسنان ضدَّ الزجاج الهش حربَ الضروس فى مَجْمَع الفكين المسافة الحرة بين الأنياب هروبَ الماء من الشفتين وكلَّ هذا البول كلَّ هذا البول.