رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تشديدات أمنية فى محيط كاتدرائية العذراء بمدينة نصر

جريدة الدستور

شهد محيط كاتدرائية العذراء بمدينة نصر تشديدات أمنية مكثفة استعدادا لترأس بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق، قداس عيد القيامة، مساء اليوم السبت.

ويشارك في صلاة قداس عيد القيامة، سفير الفاتيكان بمصر برونو موزارو، والأنبا يوحنا قلته، المعاون البطريركى وعدد من أساقفة الكنيسة القبطية الكاثوليكية، وعدد من السفراء ومندوب رئاسة الجمهورية.

وجاء نص رسالة بطريرك الكاثوليك الرعوية بعيد القيامة كالآتي: "لعل أكثر ما يكرهه الإنسان هو الموت وأبلغ رجاء فى أعماقه هو الخلود، لذا فإن القيامة هى رجاء الانسان فى كُلَّ العصور؛ ففى تراثنا الفرعونيّ العظيم كتاب جمع الأناشيد والصلوات وكلها تنشد الخلود وتؤمن بالأبدية وبيوم الدينونة حيث ينال الإنسان إكليل حياته وجهاده وعمله".

وتابع: "استيقظ أيّها النائم ليس المقصود بالاستيقاظ هنا النّوم الطّبيعيّ الّذي يحتاج فيه الإنسان إلى بضع ساعات يستريح فيها فيجدد نشاطه ثم يفيق، إنَّما الكلام هنا عن النوم الذهنيّ والروحيّ، نوم الغفلة وهي حالة تبدأ ببطئ وتحدث تدريجيًّا حتّى تفقد الإنسان وعيه وهو مفتوح العينين، وفى أثنائها تنمو شرور كثيرة وتتعطل أجهزة الإنسان الباطن ويفقد الإنسان فيها أسلحة النّور،فلتستيقظ من نوم الكسل، من الكراهية والتعصب، من نوم الإدمان بِكُلّ أنواعه، من كُلّ أعمال الظلمة، من النوم في الأوهام والأطماع فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، فهو يحتاج إلى ما هو أعظم وأكبر من إشباع الغرائز، ففى كيانه عطش إلى الله وجوع إلى المحبّة والحنان وإلى السمو والترقي، وهذا كُلّه يحتاج إلى يقظة روحيّة إلى نورِ المسيح الحي القائم وتعاليمه".

وأضاف: "استيقظ أيّها النائم، نداء موجّه إلى كُلّ مؤمن إلى كُلّ إنسان نائم بين الأموات نائم في الشرِ، في محبّة العالم بعيدًا عن نورِ المسيح ومعرفته الحقيقية، فالاستيقاظ هو أوَّل فعل علينا أن نقوم به إنْ أردنا أن نحب الحرّيّة والسّلام والفرح، في زمنٍ يعّم فيه الغمّ والخوف والصراع الداخليّ والخارجيّ".

وأوضح: "في عيد القيامة نرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس الذي يبذل كُلّ جهدٍ ليكون رسول المحبّة والسلام زارعًا الوحدة والحب والتضامن والاحترام الرّبّ يحفظ حياته ويمتعه بوافر الصحة والعافية، ونصلي اليوم متحدين مع سائر البطاركة والأساقفة وكل المؤمنين الذين يحتفلون بعيد القيامة المجيد، من أجل أن يعمَّ السلام عالمنا المثقل بالآلام والأحزان، نصلي من أجل جميع الشهداء ضحايا العنف والتطرف والجهل، شهداء نيوزيلاندا وعائلاتهم، وشهداء نيجيريا وعائلاتهم وكل الشهداء الذين يصعدون إلى ربِّهم وقد لا يشعر العالم بهم".

واستكمل رسالته: "في عيد القيامة نصلي من أجل مصر الحبيبة والرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يسعى بِكُلِّ إخلاص وجهد لبناء ونهضة هذا الوطن، نلتمس من الله عزّ وجلّ أن يحفظه وأن يمده بالصحة، كما نصلي من أجل جميع المسؤولين وجنود الوطن، ورجاؤنا قوي في أن تنهض بلادنا بالمحبّة والعدل والمساواة والإخلاص، تحية وإجلالًا للأبطال في سيناء وفي كل مكان الذين يسهرونَ من أجل صيانة الأرواح والحياة، تحية لِكُلِّ أم تشعل في بيتها نور الحب والعطاء، تحية لِكُلِّ أبٍ يتفاني في تربية أولاده وخدمة وطنه، تحية لكل إنسان يجتهد لإسعاد الإنسان الآخر، تحية لكل إنسان يعمل للسلام وللتعايش وخير البشرية".

واختتم: "صلاتنا أيضًا من أجل بلادنا العربية التي تعانى الحروب فقد آن الأوان للتفرغ لبناء الإنسان ومستقبله ولأجيالنا القادمة، إنَّ الأعياد هي فرصة روحيّة لكي نبادر دومأ بأعمال الخير والعطف على كُلّ إنسان".

ومن المقرر أن يستقبل الأنبا إبراهيم إسحق، صباح غد الأحد المهنئين بالعيد القيامة، من الشخصيات العامة والكنسية، بمقره البطريركي بكوبري القبة.