رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس يترأس الجمعة العظيمة بالكاتدرائية غدًا

جريدة الدستور

«لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، عمانوئيل إلهنا وملكنا.».. بتلك وكلمات غيرها وعلى مدار 12 ساعة متواصلة، بدءًا من الساعة السادسة صباحًا، وحتى غروب الشمس في تمام الخامسة مساءً، يعيش الأقباط طقس «الجمعة الكبيرة»، والتي يُطلق عليها «الجمعة العظيمة أو الحزينة» التي تحيي من خلالها الكنيسة ذكرى مُحاكمة السيد المسيح وصلبه وموته ودفنه، حتى الاحتفال بأحد القيامة، وهو ذكرى قيامة السيد المسيح من الموت، والذي يوافق الأحد المُقبل 28 أبريل.

ويترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، غدًا، صلوات الجمعة العظيمة أو الكبيرة، فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، وسط حضور عدد غفير من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية وعلى رأسهم الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز القبطى الأرثوذكسي.

وفي سياق متصل.. يترأس أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر والخارج، صلوات الجمعة العظيمة وسط حضور الشعب القبطى بجملته بمختلف الدول والمحافظات، ومن بين تلك الأساقفة، يترأس الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة صلوات الجمعة الكبيرة، بالكنيسة المرقسية بالأزبكية، ويترأس الأنبا موسى الأسقف العام للشباب صلوات الجمعة العظيمة بمقره، بدير الملاك البحرى بالعباسية، ويترأس الأنبا بنيامين مطران المنوفية صلوات الجمعة الكبيرة بكنيسة القديس مارجرجس بشبين الكوم.

وتعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الجمعة 26 أبريل، أقدس أيام العام وأعظمها بحسب العقيدة المسيحية، تزامنًا مع صلب السيد المسيح، فيبدأ الأقباط بالنهوض فى الصباح الباكر، حاملين بين إيديهم كتاب صلوات البصخة وأسبوع الالام الذى يتضمن أحداث ورحلة الام السيد المسيح لحظة بلحظة، حيث ترتدى النسوة اللون الأسود دون أى مساحيق "ميكب"، ويعيش الرجال والنساء على حد سواء هذا اليوم وكأن الأحداث تمرر أمامهم مرة أخرى من خلال القراءات متأثرين بتلك الخطايا التى جعلت السيد المسيح يصلب من أجلهم.

وخلال طقس صلاة واحداث الجمعة العظيمة يرفع الأقباط قلوبهم، بالتوبة طالبين مغفرة خطاياهم التى من أجلها صلب السيد المسيح، وخاصةً فى لحظات صلاة أمانة اللص اليمين، مرددين كلمته على الصليب بجوار السيد المسيح «أذكرني يارب متى جئت في ملكوتك».

وعقب صلاة الجمعة العظيمة، يفطر الأقباط كعادتهم فى كل عام على الطعمية والنابت، والذى يشير بحسب العقيدة المسيحية، لحياة جديدة نبتت للإنسان المسيحى عقب صلب السيد المسيح، لأن حبة الفول تنبت عقب ثلاثة أيام من وضعها فى المياه وتعود للحياة مرة أخرى.

ويحتفل الأقباط بخميس العهد أو الخميس الكبير، الذى تحيي من خلاله الكنيسة الأرثوذكسية تذكار العشاء الأخير، الذى فيه تناول السيد المسيح العشاء مع تلاميذه الإثنى عشر وأخبرهم أنه هناك واحدًا منهم سيقوم بتسليمه لليهود حتى يحاكم ويصلب، ومن هنا تم تأسيس "سر الإفخارستيا" وهو سر التناول.

وقبل العشاء قام السيد المسيح بغسل أرجل تلاميذه الـ12 لكي يعلمهم التواضع، وعدم الكبرياء، كما قال السيد المسيح من خلال الكلمات الكتابية فى سفر يوحنا بالإنجيل: «فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالًا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا».

ولهذا السبب تقوم الكنيسة بطقس غسل الأرجل فى يوم خميس العهد، حيث يقوم الأساقفة والكهنة بالكنائس وعلى رأسهم البابا تواضروس الثانى، بغسل أرجل الأقباط ورشمها بالزيت خلال طقس قداس خميس العهد تمثلًا بالسيد المسيح.

وترأس البابا تواضروس الثانى، قداس خميس العهد، اليوم بدير الشهيد مارمينا للرهبان الأقباط الارثوذكس بصحراء مريوط بغرب محافظة الإسكندرية، كما أحيت الكنائس الأرثوذكسية بجمهورية مصر العربية وخارجها قداس الخميس الكبير «خميس العهد» الذى يسبق عيد القيامة بيومين.

ومن المقرر أن يحتفل الأقباط الأرثوذكس بسبت الفرح أو مايطلق عليه سبت النور، يوم السبت 27 أبريل، وعيد القيامة المجيد يوم الأحد المقبل 28 أبريل.