رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يعيش الرهبان والأساقفة "أسبوع الألام"؟

جريدة الدستور

اعتاد الرهبان منذ أختيارهم على البعد عن ضجيج العالم والموت عنه، أن يسلكوا طريق العزلة للتوحد مع الله، وحياة الفضيلة والسكون والزهد والفقر الإختيارى تعبيرًا لله عن مدى محبتهم له، ولكن يأتى أسبوع الالام ليأخذهم إلى عزلة أشد وزهد وصلوات مكثفة يفضلون خلالها البعد عن العالم بكل ما فيه فتغلق أبوابهم لتفتح قلوبهم لله وحده ويبدأون معه فى شركة الالام طوال الأسبوع.

وقال أحد رهبان دير أبو مقار بوادى النطرون رفض ذكر إسمه: طبقًا لتعليمات المجمع المقدس، إننا استلمنا من الآباء إنه من منتصف الصوم الكبير يصبح تركيزنا وتأملنا وصلواتنا علي آلآم المخلص.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"،: عندما نركز فى السيد المسيح، نصبح مستعدين لهذا الأسبوع المجيد بكل تفاصيله، وخاصةً معاناة السيد المسيح النفسية والروحية والجسدية حتي مات على الصليب.

وأضاف الراهب:مع بدء أسبوع الالام، نعيش فى مسير مع السيد المسيح لحظة بلحظة، مع صوم أكثر ونسك زائد، ونمتنع عن الكلام في أي موضوع، حتى نلتزم الصمت طوال الأسبوع، ونتابع صلوات الكنيسة بكل دقة.

وتابع: تعلمنا صلاة من الأب متى المسكين نتلوها خلال فترة أسبوع الالام: "المجد لك يا من وقفت حزبنا حزنا دخل اعماق نفسك حتي إلي الموت وإنت حيُّ، المجد لك يا من تقطر العرق من جبينك ثخينًا كقطرات دم، لأن الارهاق والحزن عصف بالجسد، وهي ساعة التجربة العظمي، والنفس في مرارة تعاني سكرات الموت بدون موت. فأنت الحي والمعطي الحياة، ليس خوفا من موت دخلت الرعبة قلبك، فنبض قلبك يُحيي السماء ويقيم الارض ويرسم قانون الحياة لكل مخلوق حي، وليس خوفا من ألم قادم أو عذاب وتعذيب، فأنت الرافع الألم من كل متألم، الذي يمسح كل دمعة من عين كل حزين، ويشدد قلوب الموجوعين، ويقتل كل وجع عن كل جسد احتمي فيك وارتمي في حضنك".

وأكد راهب دير الأنبا، أنه خلال فترة أسبوع الالام يكثف الرهبان الصوم الإنقطاعى، فمنهم من يوم للغروب ومنهم من يصوم باليومين ويفطر على نعناع وخبز، أو ماء وملح، والقليل جدًا من الاكل.