رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف عبدالشافي يكتب: البغاء الإخواني


بصراحة ومن غير لف ودوران ما كنتش ناوى أنزل ولا أشارك، ليس تخليًا عن دورى الوطنى لا سمح الله، ولكن لثقتى بأن غيرى ممن يمتلكون اللياقة البدنية يمكنهم إنجاز المهمة البسيطة بسهولة، ولا أظنهم فى حاجة إلى رجل مصاب بشيخوخة مبكرة وزهايمر مبكر أيضًا.
ارتحتُ للاختيار ولم أفكر لا فى تعديلات دستورية ولا فى المادة ألفين وخمستاشر وكوتة المرأة، ما هذه السلبية العظيمة يا رب العالمين؟! سيقول المنافقون من الأعراب: لكنها ليست سلبية بقدر ما هى اكتفاء بوجود عشرات الآلاف ممن يفهمون فى الدستور ومواد الدستور ويمتلكون جرأة قول « نعم» أو قول «لا»، العارفون بالأمر أولى بالنزول فربما شاركت مشاركة غير محسوبة فعادت بنتائج غير طيبة هنا أو هناك، وتم حقن الضمير بكل الحجج والمبررات،وقررت تشفير كل هذا الضجيج حول تعديلات الدستور وشهيق الرفض وزفير القبول، فقط والشهادة لله توقفت أمام مطعم الحمام الشهير الذى أغرق الشوارع باللافتات ولم يفكر فى تقديم حمامتين أو ثلاث لرجل فى مثل سنى يحب الوطن بالروح والدم ويدعو بالتوفيق للرئيس، انشغلتُ بالفكرة كثيرًا وكان ذلك قبل أسبوع أو أكثر من الآن، وقلت فى نفسى: لماذا لم نفكر فى إقامة الحوار المجتمعى الذى سبق الدستور ونحن نفصفص فى الحمام ونقرقش فى الأجنحة اللذيذة، ألم يكن ذلك أفضل من فلوس اللافتات التى راحت؟!، وخشيت أن أطرح الفكرة وأتورط فى الاهتمام بالتعديلات التى لا أفهم فى شأنها، وكتمت الحمام فى بطنى وعقلى، وعدتُ للاطمئنان الذى توصلت إليه كما سبق شرحه وتوضيحه، لكن أمرًا طرأ، نعم طرأ أمر وهز كيانى حين وجدت صحفيًا مصريًا من الهاربين إلى قطر يستعرض عضلاته كمعارض ويعلن رفضه التعديلات! ثم وجدت سيلًا من الزملاء الصحفيين الذين عرفناهم فى القاهرة قبل هروبهم إلى الكفيل والركوع بين يديه يتحدثون جميعًا ويكتبون جميعًا وينهقون جميعًا نهقة حمار واحد ضد مصر وشعبها وناسها ودستورها ورئيسها، ثم امتد الأمر إلى بعض زوجات هؤلاء الصحفيين وعائلاتهم من المقيمين على كفالة تميم وأردوغان، وما بينهما من حاضنى ثعابين حسن البنا فى الجحور لتربيتهم وتسمينهم وتجهيزهم للدغنا والهجوم علينا، الكل ينفث فحيح الكراهية والغل، هى الحرب إذن يا «ولاد الكـ..»، هكذا قلتُ، بقى أنت اللى كنت صحفى بتلاتة صاغ فى مصر ما بتعرفش تكتب جملة صحيحة بقيت نجم وصاحب رأى وبرنامج وفاهم فى الدستور كمان؟! إنت اللى بيستخدمك أعتى ديكتاتور مقابل الإيواء والسكن والترفيه بقيت مناضل يا روح الماما؟! وبقيت بتتكلم فى السياسة بعد ما كنت صحفى فن فاشل؟ لا أحد يخجل يا أخى، نعرفكم بالاسم والصفة يا عديمى الموهبة، فمن أين جئتم بكل هذه البجاحة والكرافتات الجديدة؟، من الكفيل، نعرف ذلك، ونحاول أن ننسى أمركم سترًا عليكم، فمن ذهب إلى الكفيل وتعاقد معه فى غرفة مغلقة سيقبل بكل شروطه حتى لو كانت مساومة على عرض أو شرف أو تبادل مناكح ومعارف ومصالح وكله بالاتفاق، والشروط تنطبق على كافة العاملين بكباريهات الكفيل وفضائياته، نعلم كل هذا الجو الفضائحى الذى تعيشونه هناك تحت هواء التكييفات وعطور النساء ومسارح وكافيهات للزوجات والأبناء والعاملين عليها، وجوهكم العكرة والبغاء العلنى الذى تمارسونه باسم الصحافة وحرية والإعلام يقلب معدتى ويؤجج غضبى، عملاء وأُجراء بالقطعة.. لا يجرؤ أحدهم على نطق اسم موزة أو ابنها أو حتى رفيقات طفولته بغير تبجيل وتهليل وتعظيم ويحدثونا عن الديمقراطية؟ الديمقراطية ضد السيسى ومصر فقط «يا ولاد الأفـ...»!.
عذرًا على الصوت العالى، فهناك أنواع من العبيد والأُجراء لا تكسر أعينهم إلا وأنت تخزقها خزق عزيز مقتدر، وبكل ما تملك من عزم وقوة، فقد تسبب هؤلاء ببجاحتهم المفرطة فى إفساد مخططى الذى خططت له منذ وقع الضجيج حول التعديلات الدستورية، فقد كان موقفى واضحًا حين تركت الأمر لكل هؤلاء المحللين والباحثين الذين ملأوا فضاء السوشيال وتسربوا إلى فيسبوك وتويتر بالآلاف، وها أنا أجد البغاء الصحفى حولى من كل مكان، وها هى ماسورة قطر وتركيا تخر علينا بواقى وفضلات الصحافة من سارقى المقالات وحرامية الحلل ليقولوا رأيًا فى سياسة مصر ودستور مصر.
المهم.. وجدت نفسى مدفوعًا دفعًا للنزول والمشاركة ليس لأى سبب سوى أننى وجدت البغاء الصحفى يتضخم ويتحول ليفرز علينا كل هذا الخراء القادم من الأجراء والعبيد الذين يتاجرون بالكلمة، ويبيعون وطنًا وذكريات ووجدانًا مقابل الفلوس والشهرة المجانية التى جعلت الوضعاء وأنصاف الموهوبين منهم يتحولون إلى مشاهير ومقدمى برامج ومحللين سياسيين ومناهضين للدولة المصرية! مجموعة مرتزقة يستحقون الشفقة يقودون معسكر الإخوان ويرطنون عن الدستور المصرى؟! تنظيم حسن البنا وأذنابه الذين أذاقونا ويلات القتل والدمار والإنهاك النفسى والعصبى من الأربعينيات وحتى أيام المعزول السوداء، وأنا أكره «الإخوان» كراهيتى للمنتقبات وأكاذيب تأسلمهن، كراهية توازى حبى لتراب مصر وأرضها ونيلها وبيوتها وأشجارها ونسائها الجميلات غير المنتقبات بالطبع، فإن أشار «إخوانجى» إلى باب الجنة قطعتُ له إصبعه وذهبت إلى جهنم طائعًا، لا يحتاج الأمر إلى تفكير، ألسنة اللهب أرحم من زبيبة صلاة محفورة بسيخ الكذب والنفاق والتجارة باسم الرب، ضربات الثعبان الأقرع أحن من قبضة يده اللزجة التى تستحل دمى، أسنان الشيطان المخيفة أجمل وأحلى من خبث الثعالب فى عينيه.. قولًا واحدًا لا أحيد عنه حتى الممات.. بقى أن أقول إننى كنت بصدد الكتابة عن تأسيس «محكمة ثقافية» على غرار المحكمة الاقتصادية تحق لها محاسبة الأدباء والكتّاب ومراجعتهم بدلًا من تحويلهم إلى محاكمات جنائية وعسكرية تُصدر أحكامًا بالحبس والاعتقال فى قضايا الرأى، ولهذا الحديث بقية إن كان فى العمر بقية.. ولعن الله «تنظيم الإخوان» فوق الأرض وتحتها.