رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أم المقاتلين الشهداء".. راوية عطية أول ضابطة ونائبة بمجلس الأمة

راوية عطية
راوية عطية

قادت التظاهرات وعمرها 11 عامًا ضد الاحتلال الإنجليزي وأصيبت بطلق ناري ولقبت بـ"أم الشهداء"، ويتوافق ذكرى مولد راوية شمس الدين عطية شهرتها راوية عطية مع أمس الجمعة الموافق 19 أبريل، ولكن عام 1926 بمحافظة الجيزة، وتربت على العمل السياسي منذ طفولتها فوالدها من الرواد الأوائل في العمل السياسي وهو الذي عمل سكرتيرًا عامًا لمحافظة الغربية "وسط دلتا مصر".

يقول الكاتب هشام نصر في كتابه "نساء ضد التيار.. ورائدات العمل النسائي في مصر"، كان والدها صديقًا حميمًا للنحاس باشا فتشبعت بالجو السياسي، خصوصًا بعد أن اعتقل والدها وسجن، ودخلت مدرسة الأميرة فوزية الثانوية في سن العاشرة، وحرصت راوية على الاشتراك في كل مظاهرة قامت بها المدرسة ضد الأحزاب وكان دورها قياديًا بين زملائها، بالرغم من حصولها على الثانوية العامة "شعبة علمي" فإنها التحقت بكلية الأداب جامعة القاهرة قسم تاريخ.

وعملت بالصحافة 6 سنوات وتدربت على يد الكاتبين الكبيرين الراحلين مصطفى وعلي أمين ثم مع موسى صبري وحسن شاهين وبعد عملها بالصحافة حصلت على دبلوم كلية التربية وعلم النفس عام 1949 ثم دبلوم صحافة "ماجستير" عام 1951 وكذلك دبلوم في الدراسات الإسلامية.

وبدأت مشوار العمل السياسي مطالبة بحق المرأة السياسي في الانتخابات، ورشحت نفسها العام 1957 عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حق المرأة في الانتخاب، وكانت ضابط أول اتصال في جيش التحرير الوطني، ثم عضوًا اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي.

بدأت راوية عطية رحلة كفاح العمل السياسي الوطني، وكان وعمرها 11 سنة، حيث قادت مظاهرة طالبة من مدرسة الأميرة فوزية الثانوية "بنات" احتجاجا على المستعمر، حاملات العلم وطفن بشوارع القاهرة إلى أن وصلن شارع قصر العيني "بالقرب من وسط القاهرة"، حيث أصيبت برصاصة وحملتها هدى شعراوي على ذراعيها لتداوي جراحها.

دخلت راوية عطية الجامعة، واستمر نشاطها من دون انقطاع فكانت طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، عندما كانت تجري مفاوضات رئيس مجلس الوزاء المصري إسماعيل باشا صدقي مع وزير خارجية إنجلترا بيفنين، وقد اندلعت مظاهرات كثيرة في الجامعة، وأحاطت الشرطة حتى لا تعرف أسمائهم وتعتقلهم الشرطة، فركبت سيارة إسعاف وكانت تدخل بها إلى الحرم الجامعي وتجهز أربطة طبية لهم حول رؤسهم، وأيديهم وأقدامهم حتى يبدو أنهم جرحي ثم تخرج بهم خارج هذا الحصار، وبعيدًا عنه ثم تعود.

وفي مايو 1957 فتح باب الترشيح لعضوية مجلس الأمة "مجلس الشعب"، وقد كان أمام راوية عطية 6 رجال مشاهير وفي مناصب كبيرة، ونجحت في الانتخابات البرلمانية، وأصبحت أول امراة تدخل البرلمان المصرية في 14 يوليو 1957.

وفي نكسة 1967 استقبلت راوية الجرحي من الجنود والضباط لتضميد جراحهم، وقامت بـ1750 زيارة إلى جبهة القتال عام 1973، حيث جمعت ما يزيد على 3 ملايين هدية من جميع الشركات في الجمهورية للمحاربين وشاركت في حل مشاكل أبناء المقاتلين في الجبهة الداخلية حتى توفر الراحة النفسية للمقاتلين في الجبهة.

ولقبت راوية عطية بـ "أم المقاتلين الشهداء" حيث أنشأت جمعية نسائية لرعاية أسر المقاتلين والشهداء وقال "عبدالناصر" عنها في ذلك الوقت: "لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية، وكان ذلك في جمع من رجال الإعلام حيث ذهبت لزيارة إحدى كتائب المدفعية في منطقة بورتوتوفيق، وذلك أثناء حرب الاستنزاف عام 1968 وحتى حرب أكتوبر المجيدة العام 1973".

وكانت تقوم يوميًا بزيارة الجنود على الجبهة وكان الالتحام بين جميع مراكز الإنتاج والخدمات، وكان الغرض من هذه الزيارات رفع معنويات القوات المسلحة، وأعدت ما يقرب من مليوني هدية أخذتها بمجهودها من شركات كفر الدوار والإسكندرية، وقد حصلت على نوط الجيش الثالث لحرب أكتوبر، ودرع القوات المسلحة ودرع الجيش الثالث االثاني، وتم اختيارها الأم المثالية لعام 1976، كما حصلت على نوط الواجب من الطبقة الأولى من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات؛ لأنها خدت في العمل التطوعي لمدة 30 عامًا.