رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حر وبرد


لو ادّينا فرصة لـ نفسنا خمس دقايق بس نفكر هـ نلاقى إن كتير من المعارك النصر فيها بـ يبقى خسارة لـ الجميع

مع دخول الصيف، بدأ محبو الشتا يكتبوا بوستات، يوجهوا فيها اللوم، وأحيانًا الشتيمة لـ الناس اللى بـ يحبوا الصيف، كـ إنهم هم اللى تدخلوا وعملوا تعديلات فى الجو، أو عندهم كوسة خلت الجو يتغير.
نفس الحكاية بقت بـ تحصل مع دخول الشتا من محبى الصيف.
الحال دا يقول لك إحنا وصلنا فين من الاستقطاب والتحزب وتلبس حالة الألتراس لـ أى حاجة، حتى لو كانت حاجة مفيش حد فينا له يد فيها، ولا هى يعنى مؤثرة على حياتنا بـ شكل جوهرى، حالة الطقس يا مان، إنت متخيل.
تفسير دا فى وجهة نظرى إننا عايشين فى القرون الوسطى، بـ عقلية القبيلة، اللى هو فيه «إحنا» وفيه «هم»، وطبعًا إحنا الحق والخير والجمال، وهم سبب كل البلاوى اللى بـ تحصل على الكوكب، أيًا كان إحنا مين و«هم» مين.
طبعًا الحالة دى بـ نشوفها بيور فى الكورة، وإن كان ما بـ تختلفش فى أى مجال أو موضوع، بس ركز كدا مع الكورة هـ تلاقى اللى بـ أقولهولك فى أوضح صورة.
لما اتصاب وليد سليمان من فترة كدا، صفحات كتير زملكاوية نشرت صراحة أمنيتها إن إصابة وليد تبقى كبيرة، مزمنة، تقعّده فترة طويلة ما يلمسش كورة، ويا حبذا لو بطلته لعب خالص، ولما اتصاب فرجانى ساسى أول إمبارح صفحات أهلاوية عملت نفس الشىء بـ المللى يمكن بـ نفس العبارات.
خلاص، ما عادش فيه بقية من حياء، وشعور ولو من باب الخشا بـ الروح الرياضية، أو إن دى لعبة، ممكن عادى تبقى بـ تشجع فريق وتكايد أصحابك من مشجعى الفريق التانى، من باب الهزار والمناكفة بين الأصحاب، من غير ما نفقد إنسانيتنا أو نخسر عقلنا ذاته، العقل اللى المفروض مفيش غيره حيلتنا.
استباحة «الخصوم» بقت حاجة عادية يومية معتادة، أى خصوم فى أى مجال، ومش مهم نوعية الاستباحة، المهم نكتب عن إحنا أهل الخير وهم أهل الشر.
من فترة كدا بنت كتبت بوست فى جروب بناتى مُغلق، بـ تقارن فيه بين اتنين عرسان متقدمين لها، تيجى واحدة أو واحد، تاخد سكرين شوت لـ البوست، وتفضح البنت برّاه، مش بس تفضح البنت، دى كمان تفضح الشابين اللى متقدمين لها، وتفضح عيلتها، وتطربق الدنيا على دماغ الجميع.
تفتكر فيه حد مهتم بـ كدا؟
أبدًا، عادى، كله هاتك يا شير وتعليق وشتيمة وتعييب على البنت وطريقة تفكيرها وهجوم على جواز الصالونات وطريقة التعامل من خلاله، لـ حد البوست ما لفّ الفيسبوك كله، والبنت اتجرست وبقت فضيحتها بـ جلاجل.
ما بقاش مهم خالص إننا نخاف على بعض، ولما نعرض رأينا نعرضه من غير ما نعور بعض، ولا أى حاجة من دى، بـ العكس، الكلام اللى بـ أقوله دا بقى بـ يتم التعامل معاه بـ اعتباره مُحن، إحنا دايمًا بـ نفكر بـ اعتبارنا فى حرب، وفى الحرب كل شىء مباح، المهم «النصر».
لو ادّينا فرصة لـ نفسنا خمس دقايق بس نفكر، هـ نلاقى إن كتير من المعارك، النصر فيها بـ يبقى خسارة، خسارة لـ الجميع، إحنا لو فكرنا فى حالنا هـ نلاقى سيادة الشعور بـ الوحدة والاغتراب من كتر الخصومات اللى جريناها على نفسنا، الخصومات اللى بـ تطول كل حاجة فى حياتنا: آراء سياسية، اقتصادية، اجتماعية، فنية، رياضية، وطبعًا دينية، ومش بـ تقف لـ حد مين فينا بـ يحب البرد، ومين فينا بـ يحب الحر، ومين فينا مستنى الربيع، ومين مستنى الخريف، ومين مستنى الأتوبيس.
اللهم احفظنا