رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يعقوب صنّوع".. صحفى حفظ الكتب السماوية وأجاد 13 لغة

الصحفي يعقوب صنّوع
الصحفي يعقوب صنّوع

امتاز يعقوب صنّوع في عمله الصحفي، حتى أصبح الكاتب والمدير والمصور، منحته حكومات الدول الشرقية الأوسمة والنياشين، وأصدر جريدة في لندن بلغة عربية فصحى، تعلم القرآن والتوراة والأنجيل، وكان يجيد ثلاثة عشرة لغة لكنه استغل قلمه السليط ولسانه اللاذع في رواية أسرار الخديوي إسماعيل وفضائحه التي تدينه، حتى أغلقت جميع الصحف أبوابها في وجهه.

ولد الصحفي يعقوب صنّوع في 15 إبريل 1839 في القاهرة، لوالدين مصريين مقيمين في مصر في حي الشعرية، ديانتهما اليهودية، كتب قصيدة مدح في أحمد باشا، الذي أعجب بها ولم يصدق أن فتى في الثالثة عشر من عمره هو الذي كتبها، فأبتعثه الأمير لدراسة الأدب في إيطاليا على نفقته، ثم عاد يعقوب ليعمل مدرسًا لأبناء الخديوي يُدرِّس لهم اللغات والعلوم الأوروبية والتصوير والموسيقا.

وفوق عمله الصحفي كان خطيبًا ومحاضرًا، وله محاضرات مهمة هزت الرأي العام الأوروبي، كمحاضراته عن مصر في القرن التاسع عشر، ومحاضرته عن الغزو الإنجليزي لبلاده، ومحاضرته عن المهدي وإخلاء السودان، وتحول لرمز معروف في أوروبا كلها.

وقال الكاتب إبراهيم عبده، في كتابه "أعلام الصحافة العربية"، لم تشهد الصحافة المصرية قلمًا حمل على الحكام والاحتلال كما فعل يعقوب صنوع الذي أتقن التوراة والإنجيل والقرآن، وتعلم في إيطاليا على نفقة أحمد باشا سبط محمد على الكبير.

قام بتعليم جمال الدين الأفغاني، وتلميذه الشيخ محمد عبده اللغة الفرنسية، وكان جمال الدين يقود الحركة الفكرية، واتفق ثلاثتهم على تأسيس مجلة عربية هزلية، يديرها هو ويحرر فيها ألآخران، لانتقاد أعمال بطانة الخديوي، وكشف مساوئ الحكام.

لقيت الجريدة إقبالًا منقطع النظير، وتهافت عليها الناس من جميع الطبقات في المدن والريف، وبلغ عدد ما كان يطبع منها خمس عشرة ألف نسخة، وفي أثناء غناء أحمد سالم المغني المعروف في القاهرة إذ دخل بائع الصحف وباع 300 نسخة إلى المستمعين من الجريدة فانصرفوا عن المغني إلى القراءة.

وكان المغني يترنم بأغنية قد واضعها يعقوق اسمها "المضطهد"، وأثارت هذه الأغنية حماسة المستعمين، فقبض على أحمد سالم وسجن عشرة أيام، ونتيجة لحملته على الحكومة غضب الخديوي وأغلق جريدته، ما اضطره لتغيير اسم الصحيفة 6 مرات في أربع سنوات.