رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصص تنمر في حياة فتيات وسيدات على وسم "بقعة حياتي"

جريدة الدستور

في الحادي عشر من أغسطس رُزق أيمن بفتاة اسماها نورهان، وقبل أن يراها أخبره الأطباء أنها ولدت بعيب في تكوين الوجه، حيث لا يحتوى الأنف على عظام التجويف، شكل الأمر خطورة على حياتها وخضعت منذ الولادة للعديد من العمليات كي تستطع أن تعيش حياتها بسهولة، كان الإبقاء على سلامتها هو الأمر الأهم بغض النظر عن المظهر العام.

كبرت "نورها" لكن ظل شكلها عقبة تحيل دون عيشها وسط أقرانها بصورة طبيعية، لم تتعرض للتنمر من قبل زملائها في المدرسة حيث كانت واحدة من المدارس الدولية التي يحذر فيها ذلك، لكن في المقابل حرمت نفسها من بعض التصرفات التي يفعلها ذويها كالتصوير معهم لعدم تقبلها شكلها، كذلك الخروج في أماكن عامة غير معروفة فيها حتى لا يُنظر لها بطريقة محرجة.

تفاصيل عن طفولة نورهان ومراحل المختلفة ترويها "نورهان " مستخدمة وسم "بقعة حياتي"، حيث استخدمته مجموعة من الفتيات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ليحكين حكايتهن مع أمور يرونها تسببت لهن في أذى نفسي وحجبتهن عن العديد من مناسبات تخلطتهن بدائرة من المعارف والأصدقاء.

و"بقعة حياتي" فكرة شجعت أماني المنصوري لتحكي حكايتها هي الأخرى، فمنذ عدة سنوات أصيبت بشلل نصفي في الوجه نتج عن التهاب في العصب السابع، ورغم أنها امتثلت للشفاء إلا أن الأثر على ملامحها لازال يرافقها، فهناك أعوجاج واضح في الفم حتى أنها لا تسطيع الابتسام أو التصوير فضلًا عن عبارات التنمر التي تسمعها من زملائها في العمل، خاصة أنها تعمل طبيبة للأسنان، وتذكر أنه ذات مرة أثناء فحص مريض قد تنّدر عليها ذكرًا كيف ستساعده في تحسين شكل ابتسامته وهي لا تفتقدها مرددًا عبارة "باب النجار مخلع".

البهاء منع ريهام نشأت من الخروج من المنزل لأيام طويلة ولم تكن تستطيع البوح بسبب امتناعها لأفراد أسرتها بالسب، تذكر ريهام أنها كانت تسمع شتائم وألفاظ خارجة في المدرسة لصورة وجهها ورغم أنها طالبة في كلية طب إلا أن هذا لم يمنع زملائها المفترض أن يصبحوا أطباء مستقبلًا من تفهم الحالة، ودائمًا ما يطلبون أن تعرض نفسها على طبيب جلدية للعلاج غافلين أن قد فعلت هذا مرارًا وتكرارًا منذ الطفولة دون جدوى.

وتحكي أن أكثر المواقف التي تعرضت فيها للإحراج هو امتناع الكثيرين عن تبادل السلام معها خوفًا من العدوى، حتى حينما توضح لهم أن البهاء مرض مناعي غير مُعدي عن طريق التلامس أو غيره من الوسائل.

أما فاتن سليمان عانت نوع من التنمر من الممكن وصفه بالعنصرية، فهي فتاة من اصل سوداني تعيش في مصر لأكثر من 15 عشر عام، تزوجت وأنجبت ابنتها مريم بها، ورغم طول المدة إلا أنها تعاني العنصرية حتى من جيرانها فلازالوا يرمقوهها بنظرات تحمل مشاعر ازدراء كما تصفها هي.

تشعر بعدم الرغبة في استقلال المواصلات العامة لتحديق الركاب بها بشكل غير مُبرر، وتروي أن أصعب موقف تعرضت له هو نعت ابنتها مريم بـ"ابنة الزنجية" من زملائها في المدرسة بعد أن زارتها في إحدى المناسبات.

وعن أثر مبادرة كتلك في مداوة الأثر النفسي لدى تلك الفتيات حتى يتمكن من الاندماج في المجتمع والبوح بالأزمات بسهولة تقول أستاذة علم الاجتماع هالة منصور، إننا لا نستطيع أن نحدد بشكل كبير كون ظاهرة الدعم النفسي عن طريق السوشيال ميديا إذا كانت إيجابية أو سلبية، ولكن الدعم النفسي يجب أن يكون من قبل متخصصين وأطباء، أما ما يفعله الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي هو حكي من باب المشاركة والمواساة ويسمى دردشة ليس إلا وهو يسبب نوع من أنواع الراحة النفسية.

وأضافت منصور لـ"ألدستور"، أن السوشيال ميديا علاج مؤقت لبعض الأمور ولكن الانخراط فيه يتسبب في العزلة المجتمعية، وقد يتسبب في مشكلات أسرية من ضمنها الخيانة، ونصحت الشباب بألا تكون حياتهم الشخصية مشاع للآخرين على مواقع التواصل ويحتفظوا بالخصوصية.

أما جمال فرويز استشارى الطب النفسي، فقد رفض بالكامل هذه الظاهرة السلبية –بحسب تعبيره- معلقا أن صفحات وهاشتاجات الدعم النفسي تعطي نصائح غير متخصصة والبعض يكون خاطئ، مشيرا إلى أن عدد كبير من الناصحين يتعمدون إعطاء نصائح غير سليمة من باب ضرر الآخرين: "عايزين حالهم يبقي زيهم.. اشمعني انا أطلقت لازم الكل يطلق"،
وأضاف أن الإعلان عن المشكلات والحياة الخاصة قد يعرض الأشخاص للابتزاز والتهديد معلقا "ازاي أثق في حد معرفوش".

وأكد أن عدد من التعليقات والكلمات قد تكون مؤذية وتسبب مزيد من الإحباط بل والانتحار أيضا، وقد يستخدمها الآخرين كطريقة من طرق المعاكسات وغيره من الأشياء غير الإيجابية.