رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى أمين.. أسطورة الصحافة المتهم بالعمالة للمخابرات الأمريكية

مصطفى أمين
مصطفى أمين

كان صحفيًا بارعًا يعشق مهنته ويتصيد الأخبار، ويتمتع بقدر كبير من الأصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وذاع صيته في كل مكان حتى انطبق عليه المثل "ما طار طير وارتفع حتى كما طار وقع" وصدر قرار القبض على "مصطفى أمين" بتهمة العمالة للمخابرات الأمريكية واتهمه "صلاح نصر" مدير المخابرات بأن جهاز مكافحة التجسس يحتفظ بملف تجسسه حتى من قبل ثورة يوليو 1952.

يقول الكاتب الصحفي محمد الباز، في كتابه "صحافة الإثارة"، إن جريدة الأخبار التي أنشأها الكاتب مصطفى أمين فاجأت العاملين في الصحافة، عندما طبعت في عددها الأول 136.700 نفذت عن آخرها خلال ساعات، مشيرًا إلى أن ذلك العدد كان مجموع ما تطبعه جريدتي الأهرام والمصري في ذلك الوقت.

وأضاف أن أخبار اليوم منذ صدورها عملت على تدعيم هيكلها التحرير بأكبر مجموعة من المتخصصين والبارزين في مجال عملهم، باستكتاب كبار الصحفيين والأدباء الذين عملوا في الصحف الأخرى وكانت حريصة على منحهم رواتب عالية، معتبرًا أنها أول صحيفة في مصر رفعت المكانة المالية والأدبية للصحفي.

وتابع "الباز" أن الأخبار رفعت مرتبات الصحفيين بشكل ملحوظ ووصل إلى مائة وماثتين وثلاثمائة جنيه شهريًا، في الوقت الذي لم تزد فيه مرتبات العديد من الصحفيين في كثير من الصحف المصرية عن عشرة أو عشرين جنيهًا، ووقتها قال أنطوان الجميل، رئيس تحرير الأهرام لعلي ومصفى أمين: "إنكم ستعممون الخراب في الصحف بسبب هذه المرتبات العالية، بل ستخربون صحيفتكم بذلك أيضًا".

الصورة الثانية يقدمها الكاتب حمادة إمام في كتابه "انقلاب الأصدقاء"، أنه كان يمكن لمصطفى أمين أن يظل بمكانته الأدبية وقريبًا من دائرة صنع القرار طالما كانت اتصالاته بالسفارة الأمريكية تتم تحت إشراف ورقابة الحكومة المصرية؛ إلا أن الصدفة وحدها هي التي كشفت نشاطًا سريًا له واتصالاته بالمخابرات الأمريكية دون علم الحكومة.

فمذكرة هيئة الأمن القومي التي أعدت قبل القبض عليه تكشف بوضوح أن مصطفى أمين لم يكن هدف المخابرات المصرية وإنما كان الهدف مسئول المخابرات الأمريكية بالقاهرة والذي يعمل ملحقًا سياسيًا للسفارة بالقاهرة، حيث أثبتت التحريات أنه يتردد كل يوم أربعاء على حي الزمالك وفي كل مرة يترك سيارته في مكان مختلف ويمشي على قدميه عبر شوارع عديدة قبل أن يصعد شقة في 28 ش صلاح الدين المملوكة للكاتب الصحفي مصطفى أمين.

وذكرت التحريات أن خادم مصطفى أمين يترك الشقة وينزل ليجلس مع البواب حتى ينتهي اللقاء واستمرت عمليات المراقبة ووضعت أجهزة التنصت حتى كشفت الأجهزة أن مندوب المخابرات يقوم كل أسبوع بتقديم تكليفات محددة في شكل تساؤلات ويجيب عنها مصطفى أمين.

وبعد استكمال الإجراءات القانونية حصلت هيئة الأمن القومي على إذن من النيابة بعد أن أكدت التحريات أن مصطفى أمين على موعد مع مندوب المخابرات الأمريكية بفيلته بالإسكندرية، وفي الموعد المحدد وبعد أن بدأ مصطفى أمين في الرد على تساؤلات باوديلا هاجم رجال المخابرات الفيلا وألقوا القبض عليه متلبسًا بامداده بمعلومات سياسية واقتصادية.

وأحيل إلى محكمة الثورة بتهمة التخابر والإضرار بمصلحة البلاد من الخارج وصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة؛ لتطوي بذلك أسطورة الكاتب مصطفى أمين.

ويتوافق أمس السبت الموافق 13 أبريل ذكرى وفاة الكاتب الصحفي مصطفى أمين في 1997.