رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلًا تؤرقنى

جريدة الدستور

الرسائل مصفرة الحواف
كأطراف ضوء أصفر
يعاقر الفناء ببطء وسلام.
يؤرقنى أن أظل أسيرة للون واحد
أزدحم فيه ولاشىء آخر أغمض
فيه جذوة حلم قديم.
أو أن أمر كبصمة تقمعنى
ملفات حكومية بليدة
تصاب بعسر التراب والسنوات
تعتمل داخلى اﻷفكار الحبيسة
والزمن يمتص بنيانها بخفة
اﻹرشادات المكتوبة
على الجدران المنتفخة.
واﻷصوات التى تحدث جلبة فى الفجر
برنين جناح واحد
وهى تهرول صوب الحياة
وعربات الطعام الصغيرة
بفم مملوء بالندى والقلق
ليلًا.. أراقب وجهى صيرته الحياة
عنوة مطفأة ﻵثامها.
وأكتم أصوات شجر الكافور وهو
ينتحب داخلى لكل نعى رخيص
للمدى واﻷرض والدموع.
أتحسس خارطة وجهى
وأترك البرودة تمضغ ملامحى
ورذاذ أصابعك الصوفى يطرد
من رئتى قطط الهواجس الضالة
واﻷغانى اليابسة.
هذا العام
كان هائجًا بشدة
حتى القصائد لم تأت على مقاس
شال معطر بالليمون والنشوة
زنرت به بيت الأمانى
كنت أيضًا قد أحببت الحمام
وهو يطير من فوق أثر قديم
كأنما يرفع خيام الياسمين الذابلة
ويدعو مآذن الماء لقصيدة
مطر..
وهذا النهر الذى حرم ماءه على البؤساء
وأخرسهم لن تزوره طيور الله لتشرب.
من أهدى عينيك كل هذا الحب
فرأيت البلاد فيك
ورأيتنى فيك عشبة
خضراء تسيل من عنق مراياها
قلائد شمس
وغيمة ورد صاعدة