رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاد الخال.. المسجون «21» يروى حكايته مع سيد المخبر

جريدة الدستور

رقمي "21" وكان يوضع على باب زنزانتي المظلمة، أنا أتذكره جيدًا كما أتذكر عم "سيد المخبر" الذي دفع بي بقوة ووحشية إلى داخل الزنزانة.. هكذا بدأ عبد الرحمن الأبنودي روايته عن قصة سجنه.

ويكمل الخال حسب ما ذكره الكاتب محمد العزبي: "حين قذف بي عم سيد إلى داخل الزنزانة التي يكن بها إضاءة، حش القضيب الحديدي قصبة ساقي فذهبت روحي وغبت عن الدنيا جالسًا في ركن الزنزانة لا أعي ما يدور حولي".

وتابع: "مرة أخرى، فتحت الزنزانة وألقى المخبر ثلاث بطاطين هاتفًا، إنت فين يا "21"؟ ولم أستطع أن أجيبه فأغلق الباب وغادر وبعد ساعة جاءني برغيف فينو طويل وتسع زيتونات، وكان علي أن أنهى هذا الرغيف الطويل مع التسع زيتونات في الوقت نفسه، وهكذا رحت أمضغ بعد أن عادت إلى روحي بعض الشئ".

واستكمل الأبنودي: "فرشت بطانية وطبقت أخرى لأجعلها مخدة وأحتفظت بواحدة للغطاء وكنا في شهر أكتوبر أي أن الجو كان باردًا ليلًا ولم تكفني بطانية واحدة للغطاء فأخذت البطانية المخدة وفردتها على البطانية الغطاء ونمت قليل من قسوة الحديدة التي ضربت قصبة الساق ربما ربع ساعة أو نصف لأفاجأ بأن جيوشًا من أشياء تأكل جسمي حين مددت يدي إلى ظهري من خلف عنقي لأهرش وجدتها تخرج مبلولة بالماء الذي اكتشفته في الصباح إنه دماء البق الذي كانت تحويه تلك البطاطين اللعينة، وصار هذا العذاب ينتظرني كل ليلة بمجرد غروب الشمس وكان على أن أتواءم معه لأكثر من عشرين ليلة في زنزانة السجن الانفرادي".

واختتم: "انتقلت إلى سجن مزرعة طرة مرة أخرى لنقضي بقية الستة أشهر، وكان كل المعتلقين من الإخوان ومن حزب الوفد، وقتها وزعنا المسئوليات وكان كل مدخن عليه أن يأخذ سيجارتين يوميًا، وكان أصدقائي من الخارج يرسلون لي معتمدين على علاقتهم بالسلطة الكثير من السجائر، مثل: عبدالحليم حافظ وزوجة بليغ حمدي السابقة آمال".

ويتوافق اليوم الخميس مع ذكرى ميلاد عبدالرحمن الأبنودي في 1938، أشهر شعراء العامية في مصر.