رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فتش عن الرجل".. لهذا تنسى السيدات "الرقة" وتستخدمن الألفاظ النابية

جريدة الدستور

ما الذي يجعل "الجنس اللطيف" يلجأ إلى "الشتيمة" والتعامل بشكل حاد؟، فالمعروف عن السيدات أنهن رقيقات، وبالتالي يجب أن يكون هناك داعا كبيرا وراء الأمر. لذا، سألنا السيدات عن السبب، وكانت الإجابات التالية:

ترى عهد النجار، أن التحرش هو ما جعلها تستخدم يدها ولسانها كوسيلة للدفاع عن نفسها، مؤكدة أن تجاوز البعض في المعاكسات هو ما أدى بها إلى تعلم الشتائم، مشيرة إلى أنها تعمدت تعلم السباب بشكل أكبر وأبشع في محاولة منها لرد حقها أمام المتحرشين، فتعتبره سلاحًا تستخدمه عند الحاجة فقط، في ظل أنها تتجنب هذا خارج نطاق مواقف بعينها، مثل حديثها مع أقاربها وأصدقائها.

وقالت روبا سيد، إن الشارع هو أكبر دافع للشتيمة بالنسبة للفتيات، في حين أنهن يتعرضن للاستفزاز بطرق مختلفة، والصمت مع عدم الرد يؤدي لمتاعب داخلية وتعرض لحالات كبت لذلك يلجأن للشتيمة بحدة محاولة للتخفيف عن عبء داخلي.

فيما تجد نور وائل، راحتها في "التنفيس عن روحها بالشتيمة"، لكنها تعرف متى تخرجها ومتى تتغاضها، مؤكدة أن التحدث بانطلاق وسط أصدقائها والشتيمة بينهم تعطي أجواء مختلفة في التحرر من وجهة نظرها، لكنها تعمل ذلك بحدود وتتفادى أن تكون الشتيمة أسلوب حياتها.

وتعتقد سناء محمد، أن سبب اتجاه الفتيات للشتيمة هو استفزازات البعض، فحينها يفقدن السيطرة ويحاولن التعبير عن غضبهن بالتلفظ بكلمات غير متناسبة مع الجنس الناعم، لكنه السبب الرئيسي من وجهة نظرها هو اعتبار الرجال أنه يحق لهم الشتيمة أحيانا.

• رأي علماء الاجتماع:
في زمن أصبحت المرأة فيه مساوية للرجل في كل شيء، بلا مزايدة أو نقصان، خاصة في النزول لساحة العمل والاحتكاك بكافة الطوائف، فالتأثير يقع بالمثل عليها، خاصة في حالات الخناق والمشاحنات التي يضطر لها البعض بسبب ضغط الشارع، والتي تنتهي في بعض الحالات للسب والقذف.

وهنا أوضح بعض أخصائيو علم الاجتماع، أنه لا فرق بين الرجل والمرأة، فمثلما يلجأ الرجل للسب بألفاظ نابية تضطر لها المرأة هي الأخرى، فواقع التأثير على كليهما واحد.

لذلك فإن التغيير الذي حدث في المجتمع خلال العقود الماضية، جعل المرأة تجد نفسها مضطرة للسب ردًا على ما تواجهه في المجتمع، خوفًا من أن يظنوها ضعيفة، فالرد بألفاظ نابية في بعض الأحيان يكون وسيلة للدفاع عن النفس، حسبما أوضح أحد علماء الاجتماع على الموقع الطبي "ساذلونج"، مشيرا إلى أنه مهما كانت البيئة التي نشأت فيها المرأة، فحتمًا سوف يؤثر عليها المجمتع الخارجي، حيث أن نقطة الفيصل هي سلوكيات المجتمع نفسه، فلا تضطر المرأة للسب ولا الرجل هو الآخر إن كان سلوك المجتمع معتدل.