رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نون النسوة لا تعرف يأسًا «1 – 2»




«نون النسوة لا تعرف يأسًا بل تصنع مجدًا وفخرًا وتشارك فى صناعة المستقبل ولا بد من جعل نصيب للمرأة المعاقة فى البرامج القومية الشاملة من محو أمية وتأمين صحى وتوجيه أسرى ووعى مجتمعى بها وباختلافها».
هذا ما قالته رشا أبورجيلة «إعاقة حركية» فى احتفالية اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة فى عام ٢٠١٥ وقبل أن أكمل كلام الأستاذة رشا، أود أن أشير إلى أنه تم الاتفاق عالميًا على إطلاق وصف «الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة» بدلًا من الأشخاص ذوى الإعاقة.
وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن الأشخاص ذوى الإعاقة عددهم يمثل ١٥٪ من عدد سكان العالم، وفى مصر، ووفقا للتعداد السكانى ٢٠١٧، الذى قام به الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، يصل عددهم إلى ١١٫٦٪ من عدد السكان.
وتستكمل رشا: «إن وضعية المرأة ذات الإعاقة صعبة بالرغم من كل المواثيق والمعاهدات الدولية وتضمين حقوقها فى الدستور إلا أن عملية التمييز مازالت مستمرة ضدها بسبب الثقافة المجتمعية».
وفى نفس الاحتفالية، قالت دكتورة ميرفت هلال: «لأول مرة يتم تمثيل المرأة ذات الإعاقة بالبرلمان تنفيذا للدستور المصرى بعد عقود من الإقصاء والتهميش ولكن مازالت المرأة تحمل على عاتقها الكثير من الآلام والهموم، ولا يشعر بها أحد. إن المرأة المعاقة، والتى تتميز بقدرات خاصة فى العديد من المجالات، تعانى من نعتها بالمرأة الضعيفة رغم أنها تقوم مثل أى امرأة بمسئولياتها تجاه بيتها وزوجها وأولادها وبالرغم من ذلك تحيا بلا تأهيل، وبلا أبسط حقوق الدمج والتمكين المجتمعى».
وأود أن أقف عند نقطة هامة أثارتها دكتورة ميرفت هلال، وهى الثقافة المجتمعية والتى لا بد من أن تأخذ من كل أجهزة الدولة الاهتمام الأكبر بمشاركة منظمات المجتمع المدنى من أحزاب وجمعيات أهلية ومراكز ثقافية فى التوعية بكيفية التعامل مع ذوى القدرات الخاصة بالتأهيل والتدريب وأيضا توعية ومساعدة الأسر التى بها ابن أو ابنة من ذوى القدرات الخاصة، حيث نجد أنه فى معظم الأسر يتم التعامل مع الابنة المعاقة على أنها يجب أن تجلس فى البيت فى حجرة مغلقة بل ويصل الأمر مع الفقر إلى حرمانها من التعليم والزواج. ولا يختلف الأمر كثيرًا فى الأسر، ميسورة الحال، حيث نجد أنه على المرأة المعاقة عبء إثبات أنها تستطيع أن تقوم بكل الأعباء النسائية، مما يزيد من معاناتها بدنيًا ونفسيًا.
إن التحديات التى تقابل المرأة، ذات القدرات الخاصة، كثيرة فى ظل النظرة المتخلفة الرجعية، التى اجتاحت مجتمعنا لأربعة عقود، نظرة تعتبر المرأة وعاءً للإنجاب ولمتعة الرجل، وعليها الجلوس فى المنزل وكل دورها تربية الأطفال وتلبية احتياجات الرجل. هذه النظرة المتخلفة التى انتشرت فى مصرنا العزيزة عبر الأفكار المتشددة والمتطرفة للجماعات الدينية المتاسلمة من إخوان وسلفيين وجهاديين وتكفيريين. إن مواجهة ذلك يتطلب اهتمام الدولة بالتعليم ومحو الأمية ونشر ثقافة التنوير وإطلاق المهارات ونشر الفنون بأنواعها المختلفة.
وإذا كانت المرأة مازالت تعانى من التمييز ضدها والعنف الأسرى والمجتمعى وعدم المساواة فى العمل، فالمرأة المعاقة تعانى معاناة مزدوجة كونها امرأة وكونها معاقة وتكون نظرة المجتمع لها الشفقة والتعاطف الممزوج بالأسى وليس الإيمان بقدرتها على المشاركة الفعالة.
ونريد أن نوجز فى السطور التالية التحديات التى تقابل المرأة المعاقة.
عدم التشخيص المبكر لإعاقتها منذ ولادتها مع عدم وجود التأهيل المناسب لكل حالة.
قلة الاهتمام بتعليمها مقارنة بالمعاقين من الذكور، خاصة أن على الدولة الاهتمام بدمج المعاقين فى التعليم بمراعاة ذلك فى تسهيلات خاصة لذوى الإعاقة فى المبانى والمرافق المدرسية ورفع كفاءة المدرسين والمدرسات حول خصائص المعاقين وأساليب التدريس لهم واكتشاف هواياتهم ومهاراتهم وقدراتهم والعمل على تنميتها وتطويرها فى فنون الإبداع وفى مجالات الرياضة بأنواعها.
عدم تنفيذ النسبة التى على أصحاب العمل الالتزام بها عند تشغيل العاملين (٥٪ من المعاقين).. ضعف فرص العمل وعدم مساواتها فى الأجر والفصل من العمل بسبب الزواج والإنجاب.. التعرض للتحرش بل وخطف الأطفال من الفتيات لبيع الأعضاء البشرية أو لتجارة الرقيق الأبيض.. عدم توفير دخل ثابت للمرأة المعاقة وللأسرة التى تعول معاقة لكثرة الأعباء.