رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى مولده.. ماذا قال "العسيرى" عن على الحجار؟

جريدة الدستور

أكثر واحد ممكن يتعبني لو اتكلمت عنه هو "علي إبراهيم الحجار" فمن أي باب بالتحديد يمكنك أن تدخل لنجم يمتلك في حنجرته نصف الغناء العربي وربما يزيد، هكذا قال الكاتب الصحفي محمد العسيري في حديثه عن الحجار بكتابه "عرفتهم على سلم المزيكا".

يقول "العسيري": التقيته أول مرة في عام 1990 ميلادية وقتها كان قد غنى رباعيات صلاح جاهين وأوراد "فؤاد حداد" وتجليات "سيد حجاب" والتهم جناين الأبنودي وفات على غيطان "عبدالرحيم منصور"، وقرب يخلص على بحيرات "عصام عبدالله وجمال بخيت".. طب واحد بيغني لكل دول أنت ممكن تقعد معاه إزاي وهتتكلم معاه في إيه.. واحد واخد المشايخ من أول الحريري وزكريا وعلي محمود ومخلص علي سيد مكاوي وبيلعب كورة مع الموجي وفي وقت فراغه بيتسلي مع بليغ حمدي إيه اللي ممكن حضرتك تعمله مع واحد زي ده.

ويتابع: حصلت على موعد لإجراء حوار صحفي معه وقت آداءه مسرحية لكن الميعاد وقتها "اتضرب 3 مرات"، وقررت أن أنسى كل محبتي له وأروح أديله كلمتين في جنابه وأمشي وبمجرد أن رآني لقيته بيقولي وهو يتصبب عرقًا بعد نهاية العرض "أنا أسف جدًا يا أستاذ والله ما أقصد بس إنت لو عندك رغبة نعمل الحوار تعالى نروح نسهر في أي حتة بعيد عن وسط البلد وفي السيارة عرفت إنه أحسن واحد يضرب مواعيد دون أن يقصد وأن وزير الثقافة فاروق حسني - وقتها - كاد أن يجن في يوم من الأيام بسببه لأنه لم يذهب لافتتاح حفل مهم، وأن عشرات الأعمال المهمة ضاعت منه بسبب هذه الحفلة.

وذكر العسيري أنه، جلس يتحدث في بهو أحد الفنادق الكبرى مع الحجار وهو لم يعتد السهر فيه ولا يعرف أنه هناك أربع ساعات حتى طلعت الشمس، والغريب أننا لم نجر أي حوار للنشر كان كل ما تحدث فيه لا يصلح للنشر لكنه كان يتحدث معي بصفتي صديقا جديدًا ولما اكتشفنا الأمر قال لي "اكتب اللي أنت عاوزه من اللي أنا قلته" ولو عاوز تخليها صحوبية يبقي نتقابل بكرة وسيبك من الصحافة"، وقتها لم أنشر شيئا في هذه اللحظة وأصبحنا صديقين.

وقال، ظللت ألتقي به يوميا من الثانية بعد منتصف الليل وحتى السابعة صباحا لمدة 5 سنوات قبل أن أكتب له أغنية واحدة وكان في كل مرة يستمع إلى قصيدة منى أو من أحد أصدقائنا كان يسألني هو احنا مش هناكل عيش.. وأرد أنا مش بتاع أغاني".

ويتابع الكاتب، سنوات طويلة أتعامل فيها مع هذا الرجل أعرف عنه كل كبيرة وصغيرة وشئ أساسي يحرك كل تصرفاته هو احترامه لنفسه ولذاته، الحجار لا يخجل من أن يحكي لك أنه بعد منع والده من دخول الإذاعة لم يكن هناك مورد رزق وأن السيدة الرائعة الراحلة والدته كانت تخيط ملابسهم أكثر من مرة وأنه انتظر قميصه الوحيد المنشور على الحبل حتى ينشف ليذهب إلى موعده الأول مع صلاح جاهين.

لا يخجل الحجار أن يصف نفسه بأنه ابن تجربة عبدالناصر ولولاه ما تعلم ولا دخل مدارس.. بالمناسبة الحجار أشول ورسام رائع ولديه معرض فن تشكيلي مؤجل منذ سنوات.. لا يخجل الحجار من الاعتراف بأنه ضيع سنين من عمره بلا داعي وأنه ارتكب ذنوبًا يدعوا الله أن يغفرها له ربما لو اطمأن إليك سيحكي عن تجارب زواجه الخمسة وحكاياته الصغيرة مع أولاده السبعة، ربما يحكي لك كل شئ لكنه يخجل جدا من أن تفاوضه في أجر أو أن تمدحه أو أن تجامله.

هذا الرجل الذي تجاوز سن المعاش يغالب آلام عموده الفقري ليقف بالساعتين ليغني لك في الأربعاء الأخير من كل شهر في الساقية، والذي يجلس بالساعات في الأستوديو الخاص به في المقطم لينهي تسجيل القرآن الكريم، فهو ترك السهر في وسط البلد من 14 سنة كاملة هذا الرجل يمكنك أن تضبط دموعه الممتنة لك لو أخبرته أنك تحفظ أغنيات عبدالله النديم.

الجدير بالذكر أن علي الحجار احتفل بالأمس بعيد ميلاده الـ65 وسط نخبة من محبيه.