رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى وفاته.. "فاطمة رشدى" تروى قصة حبها مع المخرج السينمائى "كمال سليم"

جريدة الدستور

«الرجل العبقري الذي لم تدرك عبقريته إلا بعد رحيله»، هكذا ذكرت الفنانة فاطمة رشدي، زوجها المخرج السينمائي كمال سليم، بعد أن وصفته بأن حياتها معه كانت مستحيلة بسبب غيرته الشديدة وغروره الزائد، ثم تتناقض مع نفسها لتصفه بأنها لم تعرف الحب والشباب إلا إلى جواره.

يقول الكاتب خالد محمد، في كتابه "فاطمة رشدي"، أن سليم كان واحدًا من ألمع النجوم في حياة "فاطمة"، لأنه صانع مجدها السينمائي، مؤكدًا بأنه لا يمكن القطع بأن "كمال" قد أحب "فاطمة" قبل أن يلتقيا في مجال العمل، فعلاقتهما بدأت بعد ذلك خاصة بعد إصراره على أن ينتظر عودتها من رحلتها في أوروبا، ليسند إلها باكورة أعمالها الفنية، رافضًا بشدة أن تقوم بدورها أي فنانة أخرى.

تذكر "فاطمة"، أنها أدركت منذ اللقاء الأول بـ"كمال" أنه يحبها، ولكنه كان يخشى التصريح بهذا الحب، فهي الفنانة الكبيرة، وهو ما زال في بداية طريقه، ولكن الذي حدث أثناء تصوير الفيلم جعله لا يستطيع أن يخفي مشاعره، خاصة غيرته الشديدة من عزيز عيد – زوجها السابق - الذي شارك في الفيلم بدور صغير بعد أن قبله بلا تردد قائلًا "علشان عيون بطاطا قاصدًا فاطمة".

طالت فترة حب "كمال" الصامت، ولكن حماس "فاطمة" له ووقوفها إلى جانبه كان مشجعًا على الإفصاح عن حبه ورغبته في الزواج منها، وتعترف "فاطمة" كنت بدأت أقتنع بموهبته جدًا، ويزداد اقتناعي به يومًا بعد يوم، وفكرت بالفعل في الزواج من هذا الشاب الذي يملك كل إمكانات النجاح في عالم السينما، وأيقنت أن ارتباطي به سيجعل لي شأنًا كبيرًا في مجال التمثيل السينمائي.

ولكن "فاطمة" كانت تريد كل شئ النجاح والثروة، ولم يكن "كمال" على درجة من الغنى الذي يرضى قناعتها، وإن كانت واثقة من النجاح في دنيا الفن، وتعترف هي بذلك فتقول: "عندما صرح لي كمال بحبه ورغبته في الزواج كنت مترددة جدًا لسببين، أولهما أن أحواله المادية لم تكن قادرة على تحقيق المستوى الذي يمكنني أن أعيش فيه كنجمة كبيرة اعتادت على حياة الأثرياء، كما أنني كنت أخاف جدًا من غيرته الشديدة".

لكن في النهاية تزوجت "فاطمة" من "كمال"، وعاشت معه أجمل أيام عمرها، فهو شاب استطاع أن يعوضها عن كثير من الحرمان الذي عاشته في شبابها مع عزيز عيد، على الرغم من غيرة "كمال" الشديدة التي كانت تصل به إلى حد ضربها إذا ابتسمت لأحد المعجبين أو الزملاء.

وكمال سليم، مخرج سينمائي، من مواليد القاهرة، عمل في الثلاثينات مع المخرج أحمد بدرخان في استوديو مصر، ثم عمل في الإخراج فجأة، فقدم فيلم "وراء الستار"، وقدم بعد ذلك فيلم "العزيمة" الذي أثار اهتمام النقاد والمشاهدين فكان أول فيلم واقعى في تاريخ السينما المصرية، حتى توفي فجأة في 2 أبريل 1945، عن اثنين وثلاثيين عامًا، عندما كان يعمل في إخراج فيلم "ليلى بنت الفقراء".