رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأديان ونشر السلام


تحت شعار بالسلام تُبني مستقبل الشعوب تقيم جامعة أسيوط مؤتمرا متميزا في الفترة من 31 مارس وحتى 3 أبريل 2019 برعاية الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار واللواء جمال نور الدين والأستاذ الدكتور طارق عبد الله الجمال والأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامه، وتحدث في اللقاء عدد من الطلاب الأجانب الذين يدرسون بالجامعة من سوريا وفلسطين والعراق وأفغانستان وروسيا والسودان وجنوب السودان وغيرها
وفي اليوم الأول أقيمت ندوة الأديان ونشر السلام بين الشعوب وتحدث فيها عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وفي كلمتي قلت: إن السلام هو حلم الإنسانية المتعبة وأمل النفس الخائفة المضطربة والرجاء الباسم الذي يتطلع إليه عالم اليوم، إنه حاجة الأغنياء والفقراء حاجة العظماء والأدنياء إنه حاجة البشرية جمعاء بغير استثناء، ولا جدال في أن السلام هو أسمى الأحاسيس في هذا الوجود.
إن العنف والإرهاب والتدمير هي كلمات فرضت نفسها بقوة في الآونة الأخيرة وأوجدت لنفسها مكانا بارزا في قاموس حياتنا اليومية كما أنها احتلت مساحات شاسعة في كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية.
هل طغت أبواق الحرب على موسيقى السلام ؟! وهل انهزم النور أمام طغيان السلام ؟! كلا وألف كلا فالكلمة العليا للسلام لا للحرب وإن الانتصار الختامي للنور لا للظلام !! نعم هناك أمل ورجاء متى أدرك الإنسان أن القوة الحقيقية تكمن في التسامح والغفران لا في التشفي والانتقام
من المؤسف أن الأصوليين الدينيين والإرهابيين أعداء الحياة كثيرًا ما يستغلون الدين بشكل محزن، ويفسرون النصوص الدينية بعيدًا عن سياقها التاريخي والحضاري، لذا إذا كنا لا نريد أن يصبح الدين جزءًا من المشكلة علينا جميعًا ان نتكاتف معًا لنجعله جزءًا مسموعًا ومرئيًا من الحل، وعلينا أن نتصدى جميعًا بكل حزم وقوة لمن يسئ استخدام الدين.
فرسالة الأديان هي نشر ثقافة السلام لا الخصام، وزرع بذار الحب لا الحرب، لذا علينا أن نسعى جميعًا لنجعل مصطلح "الدين والسلام" أكثر تداولًا، وأكثر انتشارًا، وأكثر فاعلية، من مصطلح "الدين والصراع".
إن الأديان بها طاقة كامنة للسلام علينا أن نظهرها ونبرزها ونعيشها ونطبقها في حياتنا اليومية.
وختامًا إذا أردنا السلام فلاغنى عن الحوار، وإذا غاب منطق الحوار فحتمًا سننطق الحراب، وسيعلو صوت البنادق، وستُحفر الخنادق، وتُستباح الدماء، وهذا ما لا يمكن أن يريده أي عاقل في عالمنا، فأهلًا ومرحبًا بكل حوار يسعى للتعايش السلمى المشترك.
فلتجعل يا صديقي رسالتك في هذا الوجود رسالة سلام باستمرار فيا لسعادة صانعي السلام. يا لسعادة الذين يعملون ليجعلوا العالم مكانا أفضل. يا لسعادة من يعملون ليجعلوا البشر يعيشون معا في محبة ووئام وليس في كراهية وخصام.. ولتكن يا صديقي إذا حللت في مكان ما مثل الزهرة الجميلة التي تنشر أريجا طيبا مبهجا للآخرين.