رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر رفض الألمان والأسبان الاحتفال بـ "كذبة أبريل"

سر رفض الألمان والأسبان
سر رفض الألمان والأسبان الاحتفال بـ "كذبة أبريل"

في الأول من أبريل من كل عام، تحدث مواقف كثيرة معظمها طريفة وبعضها محزن، جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا، لماذا الكذب في أول أبريل؟، وما أصل هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم بإختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم؟

كانت آراء الباحثين، تشير إلى أن كذبة أبريل تقليد أوروبي قائم على المزاح، يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب، ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".

ووفق كتاب "حدث في مثل هذا اليوم"، فإن العادة بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل، بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة، ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل، وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربي في ذلك اليوم رائجة في فرنسا، ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى، وانتشرت على نطاق واسع في انجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، ويطلق على الضحية في فرنسا اسم "السمكة"، وفي اسكتلندا "نكتة أبريل".

ووفق الكتاب، فإن هناك باحثون آخرون يؤكون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا فى في القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة، فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل، ويعلق البعض على هذا بالقول "إن شهر أبريل يقع في فصل الربيع، ومع الربيع يحلوا للناس المدابعة والمرح".

ويضيف الكاتب، أنه أصبح أول أبريل هو اليوم المباح في الكذب لدى جميع شعوب العالم، فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني، والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيًا، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك"، الزعيم الألماني المعروف.

والطريف في كذبة أبريل، أنها تساوي بين العظماء والصعاليك والفقراء، فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول أبريل، فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة، فلما رأها أمر أحد حراسه بالتقاطها فأوما الحارس على الأرض يحاول التقاط الورقة المالية الأثرية، ولكن عبثًا.